تنقضي بعد ساعات قليلة الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف الذي تقوده السعودية، ووافقت عليه ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بعد معارك ضارية دامت لأكثر من شهر ونصف لشهر، والتي بدأت ليل الثلاثاء الماضي.
وعلى الرغم من مساحة التفاؤل الكبيرة التي بنيت حولها في الشارع اليمني خاصة في المحافظات التي أنهكتها الحرب كمحافظات عدن وتعز والضالع وأبين ولحج، فإنها شكلت صدمة كبيرة وألما يضاف إلى جملة الآلام والأحزان التي عانى منها السكان في تلك المحافظات وبالذات في عدن وما جاورها من المحافظات الجنوبية التي -حسب مسؤولين فيها- ظلت بمنأى عن تلك المساعدات رغم الحاجة الماسة لها.
ففي عدن العاصمة التجارية والاقتصادية لليمن، ارتفعت حدة الغضب واتسعت رقعة الاحتجاج عند غالبية السكان لعدم وصول المساعدات الإنسانية إليها رغم أنها أول محافظات اليمن، رفضًا للمشروع الحوثي الطائفي وأكثرها دمارًا ونزوحًا وأكبرها ضررًا، وهو ما أدى إلى حالة سخط كبيرة ضد لجان الإغاثة.
“الأناضول” استطلعت أحوال بعض أبناء عدن حول الهدنة الإنسانية وما تحقق فيها على الصعيد المعيشي والأمني.
عارف ناجي، رئيس مؤسسة وضاح للحوار والتنمية “غير حكومية”، 47 عاما، من أبناء مدينة التواهي في عدن، قال: “مع الأسف لم نستفد من الهدنة الإنسانية، ولم نشعر بوجودها أصلا فمعاناتنا اليومية تزداد سوءاً، خصوصا بعد أن غادرت منزلي مع أفراد أسرتي عبر البحر باتجاه منطقة كابوتا في المنصورة بعدن”.
وأضاف: “من المخجل أن يتم الحديث عن هدنة ومساعدات إنسانية في الوقت الذي ذهبت فيه تلك المساعدات لمناطق ومدن أخرى لم يحصل فيها ولو 1% مما جرى في عدن ومدنها المختلفة”.
آثار علي محمد، ناشطة سياسية وحقوقية، 29 عاما ، من سكان مدينة كريتر بعدن، قالت: “شخصيا لم أستوعب كيف تستثنى عدن من المساعدات وهي أكثر مدن اليمن تضررا من الحرب”.
بينما ترى زميلتها بهية السقاف، عضو مؤتمر الحوار الوطني ورئيس مؤسسة ألف باء تعايش غير الحكومية، 40 عاما، من سكان مدينة كريتر، أن “التنسيق بين الجهات المسؤولة عن توزيع المعونات الإنسانية كان غائبا، وأن روح المسؤولية لم تكن موجودة أثناء تسيير المعونات”.
وأضافت: “لا أعلم إن كان ذلك عقابا لأبناء عدن وباقي المناطق القريبة، منها الذين رفضوا وجود الميليشيات (الحوثية) في أرضهم، أم أنه جزاء رفض للذل للقادمين من الكهوف وجبال عمران بصعدة (شمالي اليمن، في إشارة للحوثيين)”.
ويوم 21 إبريل الماضي، أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية “عاصفة الحزم” العسكرية التي بدأها يوم 26 مارس الماضي، وبدء عملية “إعادة الأمل” في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها استئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.