وصفت منظمة هيومن رايتس مونيتور، الأوضاع في الأراضي اليمنية بالسيئة بعد تفاقم أزمتها إبان القصف العربي الذي استمر شهرا بمشاركة 10 دول عربية، وبأنه لم يسفر إلا عن الخراب لليمنيين، وأن نحو نصف مليون يمني تشردوا داخل وخارج اليمن منذ انقلاب الحوثي على السلطات اليمنية الحاكمة.
وكانت المنظمة حذرت من مغبة ذلك التدخل العسكري، وحذرت من أنه لن يسفر إلا عن ضحايا مدنيين، وأن الحروب لا تجني سوى الخراب والدمار، وقد كان، وفقا لبيان لها.
وقالت مونيتور إن القصف العربي لليمن أسفر عن وقوع ما لا يقل عن 75 طفلًا في عداد القتلى، فيما أصيب نحو 45 آخرون بتشوهات، هذا فضلًا عن وقوع مئات المصابين، ومقتل ما لا يقل عن 29 مدنيًا، فيما جرح 41 آخرون، بينهم 14 طفلًا، و11 سيدة في قصف القوات الجوية العربية لمخيم المرزق بمحافظة حجة اليمنية.
وأشارت إلى انه في 26 من مارس دمر نحو 15 منزلًا ونقل ما لا يقل عن 20 مصابًا إلى المستشفى أغلبهم مصابين بجروح خطرة وشظايا، غير عشرات الجثث التي دفنت تحت الأنقاض، وذلك في القصف الجوي على أحد الأحياء السكنية بالقرب من المطار الدولي بالعاصمة اليمنية صنعاء، فضلًا عن تدمير مئات المنازل للمدنيين واستهداف مستشفيات وأسواق وخيمات لا يسكنها غير المدنيين.
وذكر البيان أنه لم يتوقف سقوط الضحايا المدنيين على انتهاء عاصفة الحزم التي أعلنتها 10 دول عربية ضد اليمن، وإنما زاد الوضع الداخلي سوءا، فمازال يقع عشرات المدنيين ضحايا الصراعات الداخلية المسلحة بعد خرق الحوثيين للهدنة الإنسانية، ونشوب اشتباكات جديدة بين أطراف النزاع في اليمن والتي توقع العديد من الضحايا المدنيين، كما أنها تعيق وصول الإغاثات للمدنيين المتضررين من تلك الحرب الأخيرة.
ولفتت إلى اضطرار مئات اليمنيين إلى النزوح إلى الدول المجاورة كجيبوتي، والذين يعيشون حاليًا وضعًا مآساويًا، حيث يعيش اللاجئون اليمنيون في خيام بالية رثة لا تحميهم من الحيوانات الضالة المنتشرة بالمنطقة الساحلية التي لجئوا لها في جيبوتي.
وأفاد البيان أن اليمنيون يموتون بطرقٍ عديدة، إما راحوا ضحية القصف العربي بالطائرات، أو أنهم ماتو تحت رحمة سلاح الحوثيين المنتشرين بالأراضي اليمنينة حاليًا وزادت نشاطاتهم بعد إنهاء التدخل العسكري العربي، أو أنهم يموتون جوعى وعطشى في الأماكن التي فروا إليها هربًا إلى الموت، ليقوا نفس المصر وهو الموت.
وتابع البيان أن الوضع الإنساني الذي يعيشه اليمنيون داخل وخارج بلادهم أصبح جد مآساوي، لذا بات الأمر يتطلب اتخاذ موقف جدي وأخلاقي عاجل من قبل المجتمع الدولي إزاء أوضاع اليمنيين لحمايتهم من الموت الذي يلاحقهم في كل مكان.
وأكدت المنظمة على مطالباتها بوقف تلك الخروقات، وتعيد القول بأن سبيل الخروج من تلك الأزمة هو الحوار بين الأطراف المتنازعة مع ترك السلاح، وضرورة الالتزام بالاتفاقيات والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.