في ظل التضيق الذي تفرضه الدولة على مخدر الحشيش والترامادول، مع السماح بانتشار الترامادول المغشوش بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ولجوء الشباب المدمنين إليه، تفتح “رصد” ملف الترامادول المغشوش وأضراره وأسباب انتشاره في الآونة الأخيرة؛ كبديل للحشيش.
انتشار المغشوش
مابين تحسين القدرة الجنسة والقدرة علي الاستيقاظ فترة طويلة والشعور بالاستراخاء والراحة، أصبح الترامادول ملازًا لكثير من الشباب المدمن، ولكن لا يعلم أي من هؤلاء أن الترامادول قد يؤدي إلى الوفاة، خاصة مع وجود أنواع مغشوشة منه قادمة من الصين والهند، أقل خطورة لها هى الإصابة بالصرع الذى يظل يلازم صاحبه حتى بعد شفائه من إدمان الترامادول.
التحول للهروين
يقول الدكتور صبري عبد المنعم، وكيل وزارة البيئة سابقًا، إن الترامادول المغشوش يمثل خطرًا كبيرًا على صحة المصريين، فالعقار المغشوش يحتوي على مواد أخرى، عند إضافتها للترامادول تمثل خطورة شديدة ومنها “السيلدنافيل” الذى تصل خطورته إلى حد الوفاة.
وأضاف “عبد المنعم” -في تصريح لـ”رصد”، أن الحصول على الترامادول كان سهل للغاية، مشيرًا إلي أنه كان هناك إمكانية الحصول على جميع أنواع الترامادول من الصيدليات والسوبر ماركت خاصة مع رخص سعره، ولكن هناك حاليًا أزمة ونقص كبير في الترامادول.
وأشار إلي أن سبب الأزمة يرجع إلي التجار الذين سحبو الترامادول من السوق مع ضخ كميات كبيرة من الهيروين بسعر رخيص، من أجل تحويل المدمنين من الترامادول للهيروين.
وأكد “صبري” ضرورة تدخل الدولة لإنقاذ الموقف، خاصة في ظل تحول الكثير من الشباب من الترامادول إلي الهيروين، وهو مخدر أكثر خطورة، وهناك صعوبة شديدة في التخلص من إدمانه، مشددًا بأن عدد مدمني الترامادول في مصر يقدر بأكثر من 2 مليون شخص تحول الكثير منهم للهيروين، وهذا يمثل خطر كبير عليهم.
سم الفيران
بينما قال الدكتور محمود رمضان صيدلي وأخصائى أدوية، إنه كان يتم تهريب ملايين الأقراص يوميا إلى مصر عبر الموانئ البحرية، خاصة ميناء العين السخنة، وهناك تقارير أمنية تقول إن ٩٠ ٪ من المخدرات تدخل عن طريق هذا الميناء.
وأضاف أنه عندما اشتدت المنافسة بدأت الشركات تخلط “الترامادول” بمواد أخرى أرخص ولها تأثير أشد ضرر علي المخ، وهناك تقارير طبية تقول أن “الترامادول الهندي” يحتوي علي مواد تدمر خلايا المخ ٤ مرات أسرع من الترامادول النقي.
وتابع، المفاجأة أن هناك دراسات دولية تؤكد أنه ضمن المواد التي ظهرت عند تحليل أنواع مختلفة من الترامادول المهرب، وجدوا أنواع عليها مادة الإستركنين ( strychnine ) وهذه مادة سامة وتستخدم في صناعة “سم الفئران”، لكنها توضع بكمية قليلة جدًا، تجعل المتعاطي يشعر بنشاط أكثر وقدرة على السهر، وتوتر في العضلات، مشيرًا إلى أن الجرعات الكبيرة تؤدي إلى تشنجات من الممكن أن تصل لتشنج عضلات القفص الصدري والحجاب الحاجز فيحدث اختناق .
وأكد أن الجرعات القليلة المستخدمة مع الترامادول، و كميتها بـ”الميكرون” يكون تأثيرها على خلايا المخ مدمر مع مرور الوقت، أيضا هناك شركات تقوم بخلط مادة “الاستركنين” حبوب الفياجرا، فتعطي شعورًا زائفًا بالقوة والتوتر أثناء اللقاء الجنسي، ولذلك نحذر من الفياجرا مجهولة المصدر التي تعتبرها الناس أقوى من الأقراص التي تصنعها شركات الأدوية المصرية.
المغشوش ومصانع بير السلم
ولجأ أصحاب “دواليب المخدرات” وبائعي أقراصها في السوق السوداء إلى الاعتماد على المنتج المضروب والمغشوش كي يسد عجز الترامادول الأصلي الذي يشهد نقصًا كبيرًا في السوق، وشهد ارتفاع جنوني في أسعاره في الفترة الأخيرة.
البحث عن البدائل
وقال محمود حسن سائق تكسي، إن نقص الترامادول في السوق جعل الكثير من السائقين يبحثون عن بدائل، وأن الكثير لجأ إلى الترمادول المغشوش، والذى يتم تصنيعه في مصانع بير السلم، وهذه المصانع تضيف مواد خطيرة أثناء عملية الصناعة مثل الجبس الأبيض واللون الأحمر الصناعي والنشا، ويكون سعره منخفض إلى حد ما.
وأشار إلى أن الترامادول المغشوش ارتفع سعره أيضًا، ولكن في الفترة الحالية ارتفع سعر المغشوش لأن كمية الإقبال على شراء “الترمادول” كبيرة جدا خاصة فئة الشباب والسائقين والطلبة أيضا، بحيث يصل سعر الشريط الواحد الذى يحتوى على 10 أقراص إلى 140 جنيه مصري.
كانت غادة والي- وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيسة مجلس إدارة صندوق علاج ومكافحة الإدمان- قد صرحت مؤخرًا قائلة: إن 44 في المئة من المكالمات التي تلقتها مراكز الإدمان العامة خلال الشهرين الماضيين، كانت تتعلق بإدمان الترامادول.
وأضافت قائلة: إن عدد المكالمات التي تلقوها خلال هذين الشهرين تجاوز 9000 مكالمة.