حالة من الاشتباكات الكلامية وتبادل الاتهامات بين إعلاميي النظام السابق وبعضهم على القنوات الفضائية، إذ اتنشرت في الآونة الأخيرة موضة تصفية الحسابات عبر الفضائيات، فقد تم تخصيص حلقات كاملة تبادل فيه إعلاميو نظام المخلوع حسني مبارك الاتهامات والسب والقذف مباشرة، الأمر الذي حول القناة الفضائية من منبر إعلامي إلى مجلس معارك.
عبد الرحيم وأبو بكر
وآخر الصراعات، كانت بين الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس مجلس إدارة “البوابة نيوز” والمقرب من جهاز أمن الدولة، والمحامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج “القاهرة اليوم”، على قناة “أوربيت”.
وقد خصص علي، حلقة الثلاثاء المقبل من برنامجه “الصندوق الأسود” على قناة “العاصمة”، للرد على انتقادات المحامي خالد أبو بكر الذي أوردها في برنامجه “القاهرة اليوم” المذاع على قناة “أوربيت”.
وأضاف علي، أنه كان يتمنى أن يكون الرد على مزاعم خالد أبو بكر في حلقة الأحد، إلا أن سفره للخارج لإجراء بعض الفحوصات الطبية منعه من ذلك.
يذكر أن أبو بكر، هاجم حكم البراءة بحق مقدم “الصندوق الأسود” في قضية التسريبات الخاصة ببعض النشطاء السياسيين، قائلًا “أين القانون؟”، حيث أصدرت المحاكم 4 أحكام بالبراءة لصالح عبد الرحيم علي، في قضية إذاعة التسريبات، منها قضايا أقامها مصطفى النجار وعبد الرحمن يوسف، وقضايا أخرى أقامها الفنان عمرو وأكد، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، في نفس الموضوع.
وفي أول رد فعل لعبد الرحيم، على ما أطلقه أبو بكر من تصريحات، قال “أحذية من قاموا بتسجيل مكالمات الخيانة أشرف من كثيرين من مدعي الوطنية وسوف نثبت ذلك للمصريين بالأدلة القاطعة”.
يوسف الحسيني وموسى
ونشب خلاف بين الإعلامي يوسف الحسيني، مقدم برنامج “السادة المحترمون” على “أون تي في”، وأحمد موسى مقدم برنامج “على مسئوليتي”، على قناة “صدى البلد”، حيث قام الحسيني، بالتلميح عن أحد رجال الأعمال المالكين لإحدى القنوات الفضائية، واتهمه بالاتجار في المخدرات، قبل أن يبدأ الهجوم على أحمد موسى، ووصفه بالفلول والتابع لنظام مبارك، وهو ما جعل موسى يرد عليه، من خلال برنامجه، ويتهمه بأنه أحد المتهمين في قضايا أمن الدولة، حيث ادعى موسى، أن الحسيني كان “يبوس حذاء مبارك”، أثناء فترة حكمه.
تامر والإبراشي
هاجم تامر أمين، من خلال برنامجه على “روتانا مصرية”، وائل الإبراشي، ولمح بأنه السبب في القبض على الشيخ محمود شعبان، واصفًا الواقعة بأنها لا تليق بإعلامي مهني، ولا يصح أن يحدث ذلك من خلال الإعلام، متهمًا الإبراشي بضعف موقفه في الدفاع عن ضيفه.
ويرجع السبب في ذلك، إلى هجوم سابق للإبراشي، على تامر أمين، أثناء مناظرة في أحد البرامج منذ فترة، واتهمه بأنه أحد رموز إعلام مبارك وخادميه، بالإضافة إلى اتهام الإبراشي لتامر بعدم المهنية والالتزام بأخلاقيات الإعلام، بسبب ما حدث في حلقته الشهيرة، مع المنتجين محمد السبكي ومحمد حسن رمزي.
مجدي وأماني
شن مجدي الجلاد، مقدم برنامج “لازم نفهم” على شاشة “سي بي سي”، حملة شرسة على بعض الإعلاميين، بسبب المداخلات الهاتفية لمبارك وحسين سالم في برامجهم، وتجاهلهم لأحداث ميدان التحرير بعد حكم البراءة، الأمر الذي جعل الإعلامية أماني الخياط، مقدمة برنامج “من القاهرة”، على شاشة قناة “القاهرة والناس”، تقول إن من حق الحاصلين على البراءة، أن يظهروا ويتحدثوا على الشاشات، لكشف الحقائق الغائبة، والدفاع عن أنفسهم.
الغيطي وموسى
ويعتبر الإعلاميان أحمد موسى ومحمد الغيطي من أكثر الإعلاميين عداوة، حيث يقوم كل منهما بالهجوم على الآخر، من فترة لأخرى، وآخرها اتهام الغيطي لموسى بسرقة مجهوده، واستضافة نفس ضيوفه، ومناقشة نفس قضايا برنامجه.
شغل عيال
من جانبه، انتقد الدكتور صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أداء العديد من الإعلامين في شاشات الفضائيات، لافتًا إلى أنه تم استغلال الظهور على شاشة فضائية لمصالح شخصية، بدلًا من توعية المواطنين.
وقال العالم، في تصريح لشبكة “رصد” الإخبارية: “ما حدث هو شغل عيال، وهناك جماهير لم يتم احترامها في برامج “التوك شو” تحولت من وسيلة لعرض وتحليل الأحداث والقرارات المحلية والدولية إلى منبر فض مجالس وتصفية حسابات”.
صراع للفت الانتباه عن المعركة الحقيقية
ويقول قطب العربي، الأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة “هؤلاء الإعلاميون يمثلون صراع الجواري في بلاط السلطان وهؤلاء غابت عنهم قضية حقوق الإنسان، إذ كانت تشغل بال الإعلاميين من قبل، ولكن أمثال عبد الرحيم علي وخالد أبو بكر يشاركان في ذبح المصريين”، على حد قوله.
وأكد العربي، في تصريح لشبكة “رصد”، أن “الخلافات وأساليب تصفية الحسابات بين المواطنين وبعضهم على شاشة الفضائيات، يخالف القانون ومواثيق الشرف الاعلامي”، معتبرًا أن الهدف من تلك المعارك “صرف أنظار الناس عن المعركة الحقيقية مع الانقلاب”.
المواطن هو الخاسر
وقالت الدكتورة سلوى محمد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن المواطن هو الخاسر الأول من تلك الصراعات، إذ يجد نفسه أمام محتوى فارغ المضمون لا يقدم إلا سبا وقذفا، فليست هناك معلومات أو تحليل ورؤى ورسالة إعلامية يستفيد بها.
وأضافت “لقد استغل رموز الفضائيات سيطهم الإعلامي، في ترسيخ المنبر الإعلامي لخدمة خاصة أو أداة دفاع عن النفس والتشهير بالغير”.