دعا عبد الفتاح السيسي، الأحزاب المصرية، إلى التوحد وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة عبر “قائمة وطنية جامعة” تضم كل الأحزاب والقوى السياسية، في عوده لعصر الحزب الواحد، الذي عرفته مصر في أعقاب ثورة 1952.
وخلال اللقاء الذي عقده السيسي، أمس الأربعاء، مع رؤساء الأحزاب، أعلن أنه لن يدعم أي قائمة في الانتخابات المقبلة إلا في حالة اتفاق الأحزاب السياسية على قائمة واحدة.
وعلى الرغم من عدم منطقية هذه الفكرة، إلا أن عدة أحزاب أعلنت ترحيبها بها، حيث أكد السيد البدوي – رئيس حزب الوفد -، عقد اجتماع للأحزاب المدنية السبت المقبل، لإجراء مباحثات حول إعداد قائمة تضم كل الأحزاب في مصر استجابة لدعوة السيسي، من أجل توحيد القوى السياسية لخوض الانتخابات دون مخاصمة.
ووجه “البدوي”، الدعوة لكل رؤساء الأحزاب المصرية، لحضور هذا الاجتماع، مشيرًا إلى أنه سيتم الاحتكام في اختيار المرشحين المنضمين لهذه القائمة الموحدة إلى معيار الكفاءة والقدرة عن تمثيل الأمة في الرقابة والتشريع.
كما أبدى حزب المؤتمر تأييده لفكرة القائمة الواحدة التي تضم الأحزاب، مؤكدًا دعمه لتوحيد الصف السياسي المصري ولم شمل الأحزاب قبل الانتخابات المقبلة، وإعلاء مصلحة الوطن على المصالح الحزبية الضيقة.
أما مصطفى بكري – المتحدث باسم تحالف الجبهة المصرية – فقد استبعد إمكانية تحالف الأحزاب معًا بسبب اختلافاتها الأيديولوجية ومطالبة كل منها بحصة أكبر من المقاعد.
وأكد صبرة القاسمي – مؤسس الجبهة الوسطية لمواجهة الغلو الديني والفكري – أنَّ الأحزاب لن تتفق على خوض الانتخابات البرلمانية على قائمة موحدة، كما طالب السيسي.
وأشار القاسمي إلى أنَّ الأحزاب تعاني صراعات داخلية تكاد تشق صفها، ما يفرض ضرورة عمل هذه الأحزاب على حسم الصراع داخلها، واستيعاب المخالفين لها أولاً، قبل خوض انتخابات مجلس النواب.
وتعليقًا على هذا الأمر قال الدكتور جمال حشمت – القيادي الإخواني وعضو مجلس الشعب السابق: “إن هذا التوجه يظهر بوضوح رغبة السيسي في تفريغ البرلمان المقبل من مضمونه، بحيث تصبح الانتخابات المقبلة مجرد انتخابات صورية وغير حقيقية”.
وتساءل حشمت في مقابلة تلفزيونية مساء الثلاثاء: “كيف يمكن إجراء انتخابات تنافسية حقيقية إذا كانت جميع الأحزاب مندمجة في قائمة واحدة؟ هل حدث هذا في أي مكان آخر في العالم من قبل؟ كيف تندمج عشرات الأحزاب ذات التوجهات المتعارضة في كيان واحد بدلًا من أن تحاول كل منها إقناع الناخبين ببرامجها؟”.
كما أبدت أحزابًا أخرى استياءها من الفكرة، وأكد عدد من قيادات القوى السياسية ونواب البرلمان السابقين، على صعوبة تنفيذ ما يطالب به السيسي، وكان أبرز مبرراتهم رفض التحالف مع حزب النور في الانتخابات المقبلة، مما سيضطر إلى أن يخوض الحزب المنافسة منفردًا.
حيث رفض خالد داود – المتحدث الرسمي لحزب الدستور – فكرة القائمة الموحدة التي طرحها السيسي، على رؤساء الأحزب السياسية خلال لقائه بهم .
وقال محمد سامي – رئيس حزب الكرامة – إن دعوة السيسي خلال لقائه برؤساء الأحزاب اليوم لتشكيل قائمة وطنية موحدة جيدة من الناحية النظرية.
بينما أكد عدد من قيادات القوى السياسية ونواب البرلمان السابقين، على صعوبة تنفيذ ما طالب به السيسي
ويقول مراقبون: إن النواب السابقين والسياسيين المنتمين لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك هم الأوفر حظًّا في حصد أغلبية مقاعد البرلمان في ظل مقاطعة الإخوان وضعف الأحزاب المدنية.