قبل زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لألمانيا أعلن رئيس البرلمان الألماني رفضه مقابلته، ونظم المعارضون المصريون تظاهراتٍ منددة بقائد الانقلاب، فكيف تناولت وسائل الإعلام الأجنبية هذا الحدث المثير للجدل.. هذا ما نتناوله في السطور التالية:
نشر مركز “كارنيجي” الأوروبي مقالا للباحثة جودي ديمبسي تعليقا على زيارة السيسي لألمانيا قائلة “إن أنجيلا ميركل, المستشارة الألمانية كانت ترفض دعوة السيسي إلى برلين قبل عقد الانتخابات البرلمانية أولا, والتي كان يتوقع إجراءها في مارس وأبريل, لكنها مع ذلك، لم تلتزم بشرطها, برغم الغاء السيسي الانتخابات. إن هذا خطأ في السياسة الخارجية, وقد تحذو دول أوروبية أخرى نفس الأسلوب لتمنح السيسي قشرة من الشرعية. لكن تنحية المصالح والسياسة جانبا، والترحيب بالسيسي، يعتبر استهزاء بالقيم الديمقراطية”.
شعارات جوفاء
ورأى موقع “وورلد سوشياليست” الأمريكي على حرص الحكومة والمعارضة الألمانية أن تكون في استقبال السيسي الدكتاتور أنه “كشف للشعارات الجوفاء مثل “الديمقراطية” و”الحرية” و”حقوق الإنسان”, خاصة في ظل استقبال الجنرال السابق المسئول عن قتل الثورة المصرية التي أطاحت بشريك الغرب لفترة طويلة “حسني مبارك”, ومنذ تولي السيسي السلطة، تقوم الشرطة المصرية والجيش بذبح الآلاف من المعارضين للنظام”.
موكب للفنانين
ونقل موقع إذاعة “صوت أمريكا” عن كريستيان براكيل، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية قوله “ربما لم تكن ميركل متعاطفة كثيرا مع السيسي, لكن هذا غير كاف في السياسة الواقعية, فقد رأيناها تتعامل مع الكثير من القادة السياسيين الذين لا تتحمس لهم, لذا لا أرى اختلافا مع السيسي”,
وأشار الموقع إلى اصطحاب السيسي كثيرا من الفنانين المصريين بينما، مُنع الناشط السياسي محمد لطفي، عضو المفوضية المصرية للحقوق والحريات، من السفر إلى ألمانيا وقد كان من المقرر أن يُلقي كلمة أمام البرلمان الألماني”. ونشر موقع “ديلي ستار” اللبناني الصارد باللغة الانجليزية مقالا لبراين روهان تحت عنوان “الرئيس المصري السيسي متوجها إلى ألمانيا, سعيا وراء الدعم الغربي”, قال فيه “بعد أن سقط الكثير من مناطق الشرق الأوسط في الفوضى خلال السنوات التي أعقبت الثورات الربيع العربي عادت الدول الغربية من جديد لرؤية العديد من الحكام المستبدين في المنطقة كشركاء لتحقيق الاستقرار”.
علاقة غير جيدة
لكن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية رأت “أن ألمانيا لا تعتبر على علاقة جيدة بمصر كما يبدوا من الزيارة, فقد ألغى رئيس البرلمان الألماني نوربرت لاميرت الشهر الماضي اجتماعه المزمع مع السيسي اعتراضا على الاضطهاد المنظم لجماعات المعارضة، فضلا عن الاعتقالات الجماعية، والأحكام بالسجن لفترات طويلة، إلى جانب عدد لا يصدق من أحكام الإعدام”.
مقابلة بالاحتجاجات
وتحت عنوان “السيسي قوبل بالاحتجاجات في ألمانيا” قال موقع “وورلد بولتين” التركي “أن العشرات من المعارضين المصريين تظاهروا ضد زيارة السيسي أمام فندق أدلون، حيث يقيم الرئيس المصري خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام, كما دعت جماعات حقوقية لمزيد من الحشود أمام البرلمان الألماني يوم الأربعاء”, مشيرا “إلى أن الزيارة أثارت بعض الجدل في ألمانيا بعد رفض رئيس البرلمان الألماني مقابلة السيسي معربة عن قلقها إزاء “عدم إحراز تقدم ديمقراطي”.
من جانبها وجهت “منظمة هيومن رايتس ووتش” ومنظمة العفو الدولية, وفرونت لاين ديفيندرز، و”الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان”، و”المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب”, رسالة إلى المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ناشدتها ” أن تخبر السيسي أن تقوية العلاقات بين ألمانيا ومصر، تتطلب التصدي للانتهاكات الحقوقية المتفشية التي تمارسها حكومته”. كما حثت المنظمات الحكومة الألمانية على مواصلة تجميد الأسلحة التي يمكن استخدامها في القمع، لحين التحقيق مع قوات الأمن المسؤولة”.