هل ستغير الانتخابات التركية المقبلة من سياسة أنقرة الخارجية؟ تساؤل طرحته “يو إس نيوز”، واستطردت لتجيب بسرد توجهات أنقرة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، ووصلت إلى مصر؛ لتتحدث عن مراحل دعم أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي منذ وصول الجماعة إلى الحكم في عام 2012م.
وقالت إن دعم أردوغان لمرسي والإخوان أبعده عن دول الخليج التي دعمت الانقلاب في مصر بشدة. ورأت أن أردوغان تسبب في إفقاد أنقرة نفوذها بسبب دعم الإخوان، وباتت تركيا دولة غير مرغوب في تواجدها على أي طاولة حوار تحت أي مسمى. وأيضًا وجد نفسه محاصرًا فجأة بما تفعله دول الخليج؛ ليس فقط من دعم للانقلاب، ولكن أيضًا من حظر لجماعة الإخوان.
لكنها عادت لتشير إلى أن موقف أردوغان لن يتغير تجاه مصر والانقلاب، وجماعة الإخوان المسلمين نظرًا لخلفيته الإسلامية؛ خاصة في ظل ما يقوم به من تحركات ضد إدارة السيسي في الوقت الحالي على الصعيد العالمي.
أما الكاتب “جميل إيرتم” فرأى في مقاله بصحيفة “ديلي صباح” التركية أمس الخميس، أن سياسات أردوغان لن تتغير تجاه مصر وقضاياها المتعددة؛ التي تشمل: حبس رئيس منتخب، وانقلاب على الشرعية، وسجن الآلاف، وأحكام جماعية بالإعدام، ولفتت إلى خطورة ما يدور في مصر، ليس على القاهرة وحدها، بل على المنطقة بأسرها.
واتهم الكاتب الإدارة في مصر– بأذرعها الإعلامية المختلفة- بمحاولة زعزعة استقرار تركيا وبث حالة من الفوضى، وكأنها تحاول إبعاد العيون عما يدور مصر.
ورأى أنه في ظل نجاح أردوغان وحزبه فستستمر الأمور على ما هي عليه من توتر في العلاقات، لكن الأمر قد يختلف حال نجاح أحزاب أخرى، وإن كان الأمر مشكوكا فيه؛ لأن معظم الأحزاب انتقدت أحكام الإعدام الجماعية الصادرة مؤخرًا في مصر.
كما أكد الكاتب على أن أردوغان سيظل يتصدى لتنفيذ أحكام الإعدام في مصر بكل ما أوتي من قوة؛ لأنه يدرك خطورتها، وأنها قد تتسبب في فتح باب الحرب الأهلية التي تأتي على الأخضر واليابس، ليس في مصر وحدها، بل في المنطقة بأرجائها.
ولفتت “فورين أفيرز”– بشكل عابر- إلى خطابات أردوغان وأحمد داوود أوغلو مؤخرًا بشأن الموقف مما يدور في مصر إجمالاً، متوقعة أن الأمر لن يتغير مع تأكيد أوغلو على الموت في سبيل القضايا التي تؤمن بها تركيا؛ في إشارة إلى خطاب له في حشد انتخابي قبل أيام وتأكيده على عدم التعاون مع الانقلاب في مصر.
لكن صحيفة “فرونت بيدج ماج” رأت أن أردوغان منذ فترة ليست ببعيدة بدأ في السعي وراء سياسية جديدة، وكان الجزء الأكبر من هذه السياسة الجديدة متمثلا في إنشاء هلال لجماعة الإخوان المسلمين، يمتد من مصر عبر تركيا إلى سوريا لمنافسة الهلال الشيعي الإيراني، إلا أن هذه السياسة منيت بفشلٍ ذريع.
ومن علامات هذا الفشل- بحسب الصحيفة- سحب سفراء تركيا من سوريا ومصر وإسرائيل وليبيا واليمن، ومؤخرًا من النمسا والفاتيكان، بعد إقرارهم بالإبادة الجماعية للأرمن.
وعبرت “المونيتور” عن تشاؤمها بشأن العلاقات المصرية التركية، مشيرة إلى أنه في ظل توجه الأمور إلى انتخابات عامة في تركيا، ومؤشرات تفوق أردوغان وحزبه، فإن الأمور تتجه أيضا إلى مزيد من التوتر بين مصر وتركيا، في ظل إصرار الجانبين على مهاجمة بعضهما البعض، بل واتهام بعضهما بمحاولة زعزعة استقرار كل منهما الآخر. وأيضا بسبب إصرار أردوغان على أن رئيس مصر الشرعي هو محمد مرسي الذي يحبسه الجنرال عبدالفتاح السيسي، بالإضافة إلى زيارة السيسي الأخير لقبرص، والتي اعتبرتها تركيا بمثابة تحدٍ لها.
ولفت الموقع إلى أن عددًا قليلاً جدًا هم من يتوقعون تغيرًا بعد انتخابات 7 يونيو في تركيا تجاه مصر وقضاياها المختلفة؛ نظرًا لكون القاعدة العريضة لأردوغان مؤيدة لمرسي وترفض أحكام الإعدام الجماعي في مصر. وبررت الصحيفة وجهة نظر من يرون أن هناك تغييرًا قادما بأن أردوغان يحتاج لسياسة أكثر توازنًا بعد أن خسر الكثير بسبب تبنيه سياسات صارمة في الآونة الأخيرة.