“العاصمة الإدارية الجديد لمصر، مدينة حقيقية أم سراب”؛ عنوان اختارته صحيفة “فاينانشيال تايمز” لتسليط الضوء على جدوى إنشاء عاصمة إدارية جديدة لمصر في الصحراء والتحديات التي تواجه هذا المشروع.
وقالت الصحيفة البريطانية، “رغم الضجة السياسية والإعلامية التي رافقت الإعلان عن العاصمة الجديدة، لم يتم الكشف عن تفاصيل حول كيفية تمويل هذا المشروع الضخم”، لافتة إلى التخبط المتمثل في تصريح السيسي بأن “العاصمة الجديدة لن تشكل عبئا على الموازنة العامة للدولة”.
وتابعت: ” كما لم تفسر السلطات في مصر سبب بناء عاصمه جديدة أصلا، بدلا من تحديث أي مدينة أخرى موجودة بالفعل”، معتبرة ذلك “نوعًا من التعتيم المحيط بالمشروع الجديد الذي أعلن عنه مؤخرًا”.
وأشارت ف. تايمز إلى أن المدينة الجديدة من المقرر أن تضم أكبر حديقة في العالم، و25 منطقة سكنية، ومطار دولي جديد، ومتنزه يزيد حجمه عن ديزني لاند بمقدار 4 مرات ومع ذلك؛ بدت الخطط الخاصة بما يُقال إنها أكبر عاصمة على الإطلاق طموحة جدا إلى حد دفع العديد من المراقبين إلى التشكيك في جدواها وإمكانية تنفيذها على أرض الواقع.
وتناولت الصحيفة جزءً من تلك الشكوك؛ حيث نقلت عن البعض قولهم، إنها حيلة دعائية بهدف إذكاء التفاؤل حيال النظام الحالي، بينما قال آخرون، إن المشروع سيخدم فقط الأثرياء، ولن يستفيد منه المواطن العادي الذي يمثل السواد الأعظم من سكان مصر.
ونقلت الصحيفة عن ديفيد سيمز- مؤلف كتاب “أحلام الصحراء المصرية تطوير أم كارثة”، والخبير الاقتصادي وخبير التخطيط الحضري- قوله: “إن العاصمة الجديدة لن تكون حلا لمشكلات القاهرة”.
من ناحيته؛ أشار خالد فهمي- المؤرخ والأستاذ بالجامعة الأمريكية في القاهرة- إلى أنه يتعين على كل الأنظمة، أن تفكر كثيرا قبل أن تقدم على تنفيذ المشروعات الكبرى، مضيفًا “لكن السؤال الأكبر هو: ألا ينبغي أن تحتل مسألة إصلاح القاهرة قائمة أولوياتنا الوطنية؟ في تقديري أن الإجابة المفترضة من صانعي السياسات: هي أنها غير قابلة للإصلاح، وهذا موقف سياسي”.