شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ميدل إيست بريفنج: هل تنهار جماعة الإخوان المسلمين المصرية من الداخل؟

ميدل إيست بريفنج: هل تنهار جماعة الإخوان المسلمين المصرية من الداخل؟
تحت عنوان "هل تنهار جماعة الإخوان المسلمين المصرية من الداخل؟"، نشر موقع ميدل إيست بريفنج تقريرًا استهله بالقول: "الإجابة الأكثر ترجيحًا هي، لا، لكن المنظمة التي يبلغ عمرها 90 عامًا تعاني من تصدعات داخلية كبيرة.

تحت عنوان “هل تنهار جماعة الإخوان المسلمين المصرية من الداخل؟” نشر موقع ميدل إيست بريفنج تقريرًا استهله بالقول، “الإجابة الأكثر ترجيحًا هي، لا، لكن المنظمة التي يبلغ عمرها 90 عامًا تعاني من تصدعات داخلية كبيرة، وهذا جديرٌ بإقناع كل المراقبين بإعادة صياغة السؤال ليصبح “ما هو نوع المنظمة الجديدة الذي ستتمخض عنه الضغوط الداخلية والخارجية في المرحلة الراهنة؟”.

وأضاف الموقع، “العناصر التي ستنبثق عن هذه المرحلة الجديدة من تطور جماعة الإخوان المسلمين المصرية ستتحدد وفقًا للتفاعل بين نوعين مترابطين من الضغوط التي تعيد تشكيل الجماعة الآن:

(1) الصراع والتحزب الداخلي، من جهة.

(2) والحملة التي تشنها الحكومة، من جهة أخرى.

وأردف: “في هذا الإصدار الجديد من الجماعة كان من الطبيعي أن ينظر الأعضاء، الذين يشعرون بالإحباط، إلى الخلف لعام حكم مرسي، ويتساءلون، ما هو الخطأ الذي حدث؟، هذه الانتقادات الداخلية أدت إلى إطلاق تمرد ذاتي لم يسبق له مثيل في منظمة مبنية على مبدأ الطاعة المطلقة والانضباط الصارم”.

ورأى الموقع أن “هذا كان مؤشرًا على أن الزمن تغيَّر، فلم يواجه قادة التنظيم من قبل مثل هذه المعارضة الداخلية من قِبَل الأعضاء العاديين، حتى انقسام عام 1954 كان فعليًا بين قادة بارزين على مستويات أعلى وليس على مستوى القاعدة، أما ما يحدث الآن فهو شهادة على حدوث تغيير في طبيعة العضوية، ووزن الطبقة الوسطى الحضرية داخل الجماعة”.

ويري ميدل إيست بريفنج أن “القضية الرئيسية لا تتعلق فقط بمنهج الحرس القديم، ولكن أيضًا بالتكتيكات التي ينبغي أن تنتهجها الجماعة للخروج من الأزمة الداخلية، وفي الوقت ذاته، تراقب السلطات المصرية التطورات عن كثب”.

وأضافت “على المدى القصير، ترى القاهرة أن الانقسام وظهور جناح أكثر تشددًا داخل الجماعة، يدعو صراحة لانتهاج العنف، ليس أمرًا سيئا؛ لأنه يساعدها على رفض ضغوط القوى الإقليمية والدولية لإجراء مصالحة مع الجماعة ويعمق عزلتها محليًا، فلماذا نفتح حوارًا مع منظمة تقتل أفراد الجيش والشرطة وتستهدف المنشآت العامة؟ هكذا سيتساءلون، وحينها ستصبح الضغوط العربية على القاهرة في مهب الريح حين تواجه حجة المصريين القوية، فبعد كل شيء، لا تريد القاهرة إخراج الجماعة من ورطتها، أو على الأقل ليس الآن”.

إلى أين يمكن أن يؤدي هذا التمرد الداخلي؟ تساءل موقع ميدل إيست بريفنج، ليجيب: “من الواضح كشمس الظهيرة أن لدينا كتلة جديدة من النشطاء الإخوان لا يلتزمون بالأساليب القديمة التي تتبناها القيادة التقليدية، ونظريًا، يمكن أن يسفر ذلك عن تقسيم المنظمة إلى كيانين، لكن المسألة هنا أن جميع الأصول، المالية والسياسية، التي تمتلكها الجماعة تقع تحت سيطرة الحرس القديم، صحيح أنه من الممكن افتراض سيناريو آخر؛ حيث تنفصل بعض القيادات الساخطة وتشكل جماعة إخوان أخرى وإن كانت أكثر راديكالية وعنفًا، لكن مشكلة هذا السيناريو أن الكيان الجديد لا يمكنه التحليق بعيدًا؛ فالمنظمات لا تتغذى على الإخلاص والطاقات الشخصية”.

وتابع الموقع: “وإذا ما حصل هذا الانقسام، فإن الجماعة الأصلية سوف تُدفَع زمنيًا إلى مرحلة الستينيات؛ حيث لم يكن لها تواجد يُذكَر في مصر، صحيح أن هناك مجموعة معقدة من الظروف في السبعينيات والتسعينيات ساعدت في كسر عزلة الجماعة وأسهمت في توسع الجماعة سريعًا، لكن على عكس ما يُقال، التاريخ لا يعيد نفسه، أي أن الانقسام داخل الإخوان المسلمين يعني نهاية الجماعة كما نعرفها لبضعة عقود على الأقل”.

وأرجع الموقع ذلك إلى أن “القيادة التقليدية إذا أصبحت معزولة، وأصبح عدد المجموعة التي تترأسها أقل بكثير، وحُرِمَت من الأجنحة الحضرية؛ ستصبح عاجزة، حتى إذا ظلت مسيطرة على كل الأصول (المالية والسياسية)، وفي المقابل، فإن القاعدة الحيوية إذا لم تمتلك أدوات حقيقية سيكون مصيرها التلاشي المحتوم ببطء، أو الانضمام إلى مجموعات أخرى مثل “مصر القوية” برئاسة الإصلاحي الإخواني السابق عبدالمنعم أبو الفتوح، لكن الإشكالية هنا أن أبو الفتوح شخصيًا مناهض بشدة للعنف هو الآخر”.

والسيناريو الأرجح -بحسب ميدل إيست بريفنج- حتى الآن على الأقل، هو أن “الجماعة سوف تتحرَّك بحالتها الراهنة من الانقسام الداخلي لبعض الوقت، وسوف يحاول كل طرف إقناع الآخر بموقفه، أو المضي قدما غير عابئ بوجهة النظر المقابلة، أما احتواء الانقسام يحتاج إلى أن تصبح الشخصيات “التاريخية”، المتواجدة حاليا في السجن، في الخارج”.

“وبالنظر إلى عرض الزعيم التونسي راشد الغنوشي، ووزير مالية الإخوان يوسف ندا، مؤخرًا، مبادرة للتوفيق بين الجماعة والإخوان (وإن كان يوسف ندا نفى أن يكون طرحه يعني التصالح مع القيادات العسكرية التي وصفها بالفاسدة)، يتضح -وفق تحليل الموقع- أن شيوخ الإخوان يفهمون الأمر على حقيقته، أن الجماعة مهددة بالانهيار من الداخل إذا لم يتم التوصل إلى حل أسرع مع السلطات المصرية”.

عند هذه النقطة يبرز تساؤل مهم، هل هذا التقدير محايدٌ، أم أنه مدفوعٌ بوجود مقر لموقع ميدل إيست بريفنج في دبي، شديدة العداء لجماعة الإخوان المسلمين؟ هل ترصد هذه الرؤية الواقع بدقة، وتستشرف المستقبل بموضوعية، أم هي مجرد محاولة لترويج وجهة نظر تمثل ضغطًا على الجماعة للقبول بتسويةٍ مع النظام لا ترقى لتطلعات أطياف الثورة، ولا حتى شريحة كبيرة من أعضائها، فتوقع نفسها في مأزق جديدٍ من حيث أرادت الخروج من القديم؟



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023