شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

م. إ. بريفنج: المصالحة بين السيسي والإخوان ليست مطروحة الآن

م. إ. بريفنج: المصالحة بين السيسي والإخوان ليست مطروحة الآن
تحت عنوان "السيسي والإخوان وفرص المصالحة في مصر"، نشر موقع ميدل إيست بريفنج، تحليلًا خَلُصَ إلى أن "أي تحليل عميق للأزمة في مصر سوف يصل إلى نتيجة مفادها: أن فكرة المصالحة بين السيسي والإخوان ليست مطروحة على الطاولة حتى الآن".

تحت عنوان “السيسي والإخوان وفرص المصالحة في مصر”، نشر موقع “ميدل إيست بريفنج” تحليلًا، خَلُصَ إلى أن “أي تحليل عميق للأزمة في مصر سوف يصل إلى نتيجة مفادها أن فكرة المصالحة بين السيسي والإخوان ليست مطروحة على الطاولة حتى الآن”.

وأضاف الموقع “في حين يطالب الداعمون الخليجيون السيسي بحل الأزمة السياسية في بلاده قبل أن يتوقع أية مساعدت إضافية، يبدو أن القاهرة تفضل الانتظار حتى تشعر دول الخليج بالحاجة الماسة إلى القدرات العسكرية المصرية لتعزيز الأمن القومي الإقليمي في هذه الأوقات المضطربة، كما أن الجماعة لم تجمع حتى الآن ما يكفي من أوراق للتوصل إلى اتفاق يمكنه أن يحافظ على درجة نسبية من التماسك داخل التنظيم”.

وأردف الموقع: “العامل الوحيد الذي يمكن أن يغير اللعبة بين السلطات المصرية وجماعة الإخوان، هو الشعب، كما يمكن أن تلعب الضغوط الخليجية دورًا، لكنها على ما يبدو لا تدفع القاهرة بالسرعة أو القوة الكافية.

ويري “ميدل إيست بريفنج” أن هناك معسكرين داخل الإخوان:

(1) يقول أحدهما إن استمرار التكتيكات العنيفة الحالية سيضعف الجماعة أكثر، ومن ثم سيحرمها من فرصة التفاوض المثمر مع النظام.. هذا المعسكر يدعو إلى المصالحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإعادة بناء المنظمة من جديد.

(2) في مواجهة هذه الرؤية، يوجد معسكر آخر، قِوامه الشباب، يستشرف تحوُّلا في الأفق ضد السيسي، ويحث على الصبر انطلاقًا من رفضه لأي “استسلام” متسرِّع، وتوافق أغلبية شباب الجماعة على استمرار تكتيكات المواجهة لمحاربة النظام، وهم يعتقدون أن الوقت في صالحهم، لا في مصلحة السيسي.

في المقابل، هناك توجهان متشابهان داخل النظام، ليسا متعلقين مباشرة بالجماعة، لكنهما ذوا صلة بموقفها الشعبي:

(1) تقديرات النظام مفادها أن عقد صفقة مع الجماعة يعني استسلام المجموعة وقبولها بالحدود التي ترسمها السلطات لمجالات أنشطتها.

(2) لكن هناك بعض وجهات النظر في أوساط الشريحة العليا من المسئولين المصريين تدعو لمزيد من المرونة من جانب النظام، لكن أولئك الذين يعتقدون أن المصالحة سياسة حكيمة يمثلون أقلية صغيرة. بينما الغالبية من المؤسسات والمسؤوليين المعنيين لا يريدون أن يروا الإخوان مرة أخرى على المسرح السياسي.

هذه الصورة تعني -بحسب الموقع- أن هناك عنصرين أساسيين يشكلان الديناميكيات الحالية للمواجهة بين السلطات والجماعة؛ أولهما: المشاعر الشعبية، وثانيهما: الوقت، وقد اكتشف السيسي -بالطريقة الصعبة- أن إدارة الأحوال اليومية للبلد أمر صعب جدًا، فيما ترقى محاولات تحسين الأداء الاقتصادي وتحقيق التناغم الاجتماعي إلى ما يشبه المعجزة، لا سيما في ظل الرؤى التقليدية التي تفتقر إلى الإبداع التي تقدمها النخبة البيروقراطية الذين يبدون كالموتى الأحياء.

ويواصل الموقع: “مصر لديها 6 ملايين موظف عام يشلون الجهاز البيروقراطي للدولة، بحجمهم الديناصوري، ولا يستطيع السيسي تقليل عددهم في ظل صعوبة العثور على وظيفة.. هذه المومياوات لا تفعل شيئًا سوى تعقيد كل نواحي الحياة اليومية للمصريين فقط لتبرير وجودها”.

واستطرد الموقع في سرد المزيد من الصعوبات التي تواجه النظام، قائلًا: “يواجه السيسي أيضًا هيكلا حكوميًا فقد قيادته المركزية منذ سنوات، حتى أصبح كل مكون من هذه البنية يتصرف إلى حد كبير من تلقاء نفسه في ظل شعور بالاستحقاق والبحث عن مزيد من المروج الخضراء والتطلع إلى النصيب الأكبر من الامتيازات، ومحاولة كبح جماح هذه البيروقراطية يتطلب بعض الرؤى الثورية، التي يصعب تطبيقها في مثل هذا المناخ المشحون سياسيًا، أضِف إلى ذلك أن السيسي يلتزم الحذر، ويميل دومًا إلى تفضيل الحراك البطيء، وهي النفسية التي اكتسبها من عمله كضابط مخابرات، وأيضًا من البيئة العامة في مصر”.

ويواصل الموقع تحليله: “الدولة بالنسبة للسيسي هي الوجود وليس الأداء، فهو يحتقر السياسة والسياسيين، ويعتقد أن بإمكانه الحكم بالأوامر وليس من خلال الأدوات المعقدة التي يمكن أن تساعد في اتخاذ القرارات وتنفذها بشكل مبتكر وتحشد الدعم السياسي الشعبي الكافي خلفها، لكن هذه المقاربة لا تساعده في تحقيق أي رؤية يمتلكها”.

وختم الموقع بالقول: “السيسي في سباق مع الزمن، لكن إذا كان بإمكانه التمسك بموقفه برغم ضغوط دول الخليج، فعليه ألا يتعجل التفاوض مع الإخوان بأي شكل من الأشكال، وإن كان الزمن يتغير، وقد أثبتت التجربة أن خطة وزير الدفاع السابق طنطاوي للسماح للإخوان بحرق أنفسهم عن طريق حكم مصر لفترة وجيزة آتت أُكُلها”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023