نجاح كبير حققه المشاركون في ثورة الإنترنت، أمس الخميس، والتي استمرت لمدة 5 ساعات أغلق فيها النشطاء هواتفهم والإنترنت، ومقاطعة شركات الاتصالات خلالها.
وترددت أنباء عن إقالة المهندس سيد الغرباوي، العضو المنتدب للشركة المصرية للاتصالات، عقب انتشار دعوات حملة مقاطعة شركات الاتصالات، اعتراضًا على سوء خدمة الإنترنت.
ونقلت صحف محلية، عن مصادر بوزارة الاتصالات، خبر الإقالة استجابة لضغوط المشاركين في حملة المقاطعة.
نجاح المقاطعة
واحتفل النشطاء بالنجاح الكبير الذي حققوه مطالبين بتطبيقها مرة أخري وتعميم هذه التجربة علي الكثير من الأزمات الأخرى.
وتحت شعار “مينضحكش علينا تاني” تبنت صفحة “ثورة الإنترنت” على موقع “فيس بوك”، داعية إلى غلق التليفونات المحمولة من الساعة 5 وحتى الساعة 10 مساء، وذلك احتجاجًا على سوء الخدمات وارتفاع أسعار الإنترنت، وتدني سرعته.
وقالت الصفحة، في بيان صدر بعد انتهاء الحملة، إن الدعوة إلى مقاطعة شركات الاتصالات لاقت نجاحًا كبيرًا وباهرًا، بحسب وصفها.
وتوعدت بنشر نتائج الحملة وبعض الوثائق الهامة خلال الساعات القادمة، مضيفة: “دلوقتى وبمجرد ما كل الموبايلات تتفتح الشبكات هتقع لمدة بسبب الضغط واللى مكانش مقاطع هيبقى مقاطع بسبب إن الشبكة واقعة”.
ووجهت الصحفة الشكر لكل من شارك فى الحملة، وساهم في انتشارها حتى وصلت للعديد من الشخصيات العامة والإعلاميين، مشددة أن يوم 25 يونيو 2015 “مش هيتنسي في تاريخ الإنترنت”.
وتوعدت بمزيد من التصعيد عبر إسقاط شبكات التغطية للشركات من خلال اتصال متابعي الصفحة بأصدقاءهم فى نفس الوقت، مضيفة: “لو 500 ألف واحد كل واحد منهم بيتكلم 10 دقائق في الـ 5 ساعات دي، سعر الـ 10 دقائق = 1 ج، الشركة هتخسر 500 ألف جنيه، شاركنا واقفل موبايلك وعرّف كل جيرانك وأصحابك، 5 ساعات مش هتخسر فيهم كتير، بس الشركات هتخسر كتير”.
خسائر بالملايين
وقال إسلام خالد، عضو حملة مقاطعة شركات الاتصالات، إن نسبة المشاركين فى الحملة يقدر بحوالى من 5 إلى 8 مليون مشارك، بحسب مصادر مطلعة من داخل وزارة الاتصالات، مؤكدا أن هناك اجتماعًا بين وزير الاتصالات ورئيس جهاز تنظيم الاتصالات من بعد الإفطار وحتى الآن لبحث تداعيات الحملة.
وأضاف خالد: “وصلتنا معلومات من داخل الـ3 شركات اتصالات أن هناك غرفًا لمتابعة الحملة”.
وأشار إلى أن الخسائر المبدئية على الثلاث شركات تقدر خلال الـ5 ساعات حوالى من 3 إلى 4.5 مليون جنيه، متابعًا: “فى العادى الثلاث شركات بيكسبوا فى الساعة 3.5 مليون جنيه”.
الشركات تنفي التأثر
“المكابرة والعند”، كان رد فعل شركات الاتصالات، بحسب وصف النشطاء؛ حيث خرجت تصريحات مسئولى الشركات لتؤكد فشل الحملة وعدم تأثيرهم بها، ونفوا اتهامات المستخدمين لهم بسوء الخدمة وارتفاع التكلفة.
وقالت مصادر بالشركات، إن “الإذعان لمثل هذه الدعوات، من شأنه أن يؤثر على أدائنا سلبا، ودعوات المقاطعة ستفشل”.
وأضافت: “المقاطعة ستفشل دون أدنى شك، فالراغب فى المقاطعة إما أن يكون نظام الدفع لديه بنظام “الباقة الشهرية”، ما يعنى أنه سدد قيمة اشتراكه للشركة سواء أنفق رصيد مكالماته أم امتنع فتذهب عليه، وإما أن يكون بنظام “الكارت” المدفوع مسبقًا، ما يعنى أن سدد قيمته، ولن نلتفت لتلك الدعوات”.
ونفى هشام العلايلى، الرئيس التنفيذى لـ”المركز القومى لتنظيم الاتصالات” سوء خدمات المحمول والإنترنت مؤخرًا، وقال: إن الخدمات شهدت تحسنًا كبيرًا مؤخرًا.
مشاركة المشاهير
وصلت حملة مقاطعة شركات الاتصالات فى مصر ذروتها، بعدما تضامن عدد كبير من المشاهير مع صفحة “ثورة الإنترنت”.
وقرر محمد أبو تريكة لاعب الأهلى ومنتخب مصر السابق حجب سؤال مسابقة القرآن التي يجريها يوميًا تضامنًا مع حملة مقاطعة شركات الاتصالات، التى دعا إليها مجموعة من الشباب على “فيس بوك” بسبب غلاء الإنترنت.
يذكر أن أبو تريكة يجرى مسابقة بأسئلة حول القرآن الكريم يوميًا، ويعلن عن الفائز الذى يحصل على جائزة يقوم أبو تريكة بتسليمها له.
وخلال برنامجه “نسمات الروح”، أعلن الداعية خالد الجندى تضامنه مع دعوة مقاطعة شركات الإنترنت والمحمول، مضيفاً: “إحنا بقينا بالنسبة ليهم غنيمة، دول جبابرة بيحاسبونا بالثانية”.
وأضاف الجندى، قائلاً: “خدمة الإنترنت سيئة للغاية”، مطالبًا المشاهدين بالتضامن مع الدعوة ومقاطعة الشركات من الخامسة مساء إلى العاشرة مساء.
ومن جانبه، أعلن الإعلامى معتز الدمرداش، تضامنه مع حملة مقاطعة شركات المحمول، مؤكدًا أنه سيغلق هاتفه من الساعة الخامسة وحتى الساعة العاشرة، مطالبًا أصدقاءه وأقاربه بعودة الاتصال به عندما تنتهي شركات المحمول من سرقته.
وكتب الدمرداش، فى تغريدة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى “تويتر”: “الهاتف الذي طلبته ربما يكون مضربا.. الرجاء معاودة الاتصال لما الشركات تبطل تسرقنا من 5 لـ10م”.
كما أعلن الإعلامى شريف عامر، عن تضامنه مع حملة مقاطعة شركات المحمول، مشيراً إلى أنه لن يستطيع المشاركة فى كامل المدة، إلا أنه سيشارك بإغلاق هاتفه لأكثر من نصف المدة.
وكتب عامر عبر حسابه على “تويتر”: “مش هقدر أقفل التليفون طول الفترة، هقفله على الأقل نصف الفترة.. لازم نوصل للشركات إن التليفونات بقى حالها يائس”.
كما أعلن الشاعر والكاتب عبد الرحمن يوسف، مشاركته فى مليونية مقاطعة شركات الاتصالات التى دعت لها ثورة الإنترنت.
وقال يوسف، فى منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك”: “الصفحة مشاركة في مقاطعة شركات الاتصالات، ستتوقف الصفحة عن أي تحديث اليوم من الساعة الخامسة حتى العاشرة”.
وأعرب سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن تضامنه الكامل مع حملة المقاطعة.
وقال في تغريدة له عبر حسابه الشخصى على موقع التدوين المصغر “تويتر”: “متضامن مع مليونية مقاطعة شركات الاتصالات من الساعة الخامسة حتى العاشرة مساء اليوم”.
وأكد جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان عن مشاركته فى الحملة؛ حيث قال: “أغلقت التليفون تماما، وحراجع الفاتورة والويل لو وجدت تزويرًا بوجود اتصالات من 5-10مساء الخميس 25 يونيو 2015 مليونية مقاطعة شركات الاتصالات”.