أكد نشطاء سيناويون ووسائل إعلام غربية، أن الاشتباكات التي شهدتها مدينة الشيخ زويد أمس، بين ولاية سيناء والجيش المصري، هي مناورة من التنظيم للسيطرة على المدينة لتكون قاعدة للتنظيم للسيطرة على سيناء.
مناورة لتمرين المقاتلين
وأكد الناشط السيناوي مسعد أبو فجر، أن ما حدث أمس في سيناء كان مناورة من “داعش”؛ هدفها تمرين مقاتليه على الاستيلاء على مدينة الشيخ زويد بأكملها.
وفي تدوينة له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، كتب: “ما حدث بعد قراءتي لشهادة الصديق حسن حنتوش، تأكد لدي ما كتبت عنه سابقًا، بأن اليوم كان تدريبًا بالحديد والنار من طرف “داعش”، ومناورة في ميادين القتال المشتعلة، استعدادًا للاستيلاء على مدينة الشيخ زويد”.
الانتقال من حرب العصابات للاستيلاء على الأرض
وأضاف “داعش كان هدفه من مناورة اليوم، تمرين مقاتليه على الاستيلاء على المدينة، وإعدادهم للانتقال من حرب العصابات الصحراوية إلى الاستيلاء على الأرض والدفاع عنها، والانطلاق منها لتنفيذ هجمات. داعش اليوم كان يدرس رد الفعل وكيف سيتعامل معه”.
وتابع: “خسائر داعش، من وجهة نظري، لا تزيد على 5%. وهي نسبة خسارة تستعد الجيوش لما هو أكبر منها في مناوراتها العادية”.
وأوضح “انتهت مناورة اليوم حين بدأ مقاتلو داعش في الانسحاب من شوارع المدينة، في نحو الساعة السادسة بتوقيت القاهرة، وبعد نحو 12 ساعة من الاستيلاء عليها”.
3 أهداف
وأشار أبو فجر، إلى أنه ومن حيث المبدأ ستحقق داعش 3 أهداف:
ـ تحقيق نصر إعلامي مدو، سيدفع بأكثر من 10 آلاف مقاتل للالتحاق بصفوفها، وإعلان مدينة الشيخ زويد كقاعدة للقتال في سيناء.
ـ محاصرة الجيوش التي تقوم الآن بتدمير البيوت في رفح وتهجير سكانها، حصارًا كاملًا من الجنوب والغرب، وإجبارها على الاستسلام.
ـ الوصول لمشارف مدينة العريش، كخطوة أولى نحو قطفها وإلحاقها بالشيخ زويد، وهو ما يعني سقوط سيناء بالكامل، أو معظمها في يد الدواعش.
الأخطر منذ عزل مرسي
ومن جانبه، روى الناشط السيناوي حسن حنتوش، ابن مدينة الشيخ زويد، الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة، أمس الأربعاء، من عملية إرهابية هي الأخطر في سيناء منذ عزل “مرسي”.
وقال: “اليوم شهدت بعيني ما كنت أشاهده في سوريا من صواريخ وانفجارات وكل أنواع الضرب، اللهم إلا البراميل المتفجرة، فقد بدأت الأحداث الساعة 7:15 بانفجارين متتاليين، تبعهما أصوات نيران خفيفة لمدة ساعة، بعدها ساد صمت لمدة نصف ساعة، وبدأ الضرب يحتدم للساعة الثانية عشرة ظهرًا، دون توقف ثانية واحدة، كان فيها ضرب صواريخ وطلقات نارية، ولا علم لأحد بما يجري بالخارج؛ بسبب قطع الشبكات والكهرباء واستحالة معرفة أية معلومات.
وأضاف حنتوش -في شهادته- كان همنا الشاغل هو إنقاذ الأهل والجيران والمرضي المصابين المتواجدين في العياده، بعدها نحو الساعة الثانية ظهرًا بدأ القتال مرة أخرى، لكن هذه المرة على أعين الموجودين، وتحت منزلي مباشرة الذي يبعد عن قسم شرطة الشيخ زويد بأقل من 500 متر، فقد قدم رتل من المسلحين مجهزين بكل شيء بمعني الكلمة وبدأوا في الضرب على القسم من كل الاتجاهات المتاحة لهم.
ويصف حنتوش الموقف بأن المسلحين كانوا لا يتراجعون أبدًا، وكنا نشاهد الصواريخ والمدافع الثقيلة وكلها متوجهة في ناحية القسم، وحتي الساعة الثالثة عصرًا كنا لا نسمع صوت طائرة واحدة، وكان المسلحون يكبرون ويهللون بسقوط القسم الذي هو بمنزلة إعلان نجاحهم في العملية.
وأكمل حنتوش: “بدأنا في سماع صوت الـF16 ونستشعر الخطر الرهيب؛ حيث إن المسلحين بجانب المنزل وفي حالة استهدافهم بصواريخ سيتم تدميرهم وتدمير المنزل معه بمن فيه، ثم بدأ دوي الطائرات في التصاعد وبدأت القذائف في الانطلاق، لكن القذائف لم تكن تضرب المسلحين، وكانت تصوب في اتجاهات مختلفة، وظللنا على هذه الحال إلى أن وصلت “الزنانة” -يقصد المروحيات- التي قضت بالفعل على كل من كان أمامنا، وعلمت أنها ضربت أيضًا سيارتين، وحينها بدأت الأصوات تسكن لبرهة وتعلو لأخرى إلى الساعة الخامسة والنصف وحينها تأكدنا أن العملية انتهت.
ويضيف حنتوش، أن هذه اللحظة وأصوات الطلقات الاحترازية مسموعة في أرجاء المكان، الناس متخوفة من معاودة الهجمات مرة أخرى، مشيرًا إلى أن عودة الشبكات أعادت إلينا القليل من الطمأنينة لأننا كنا في حالة هلع على أصدقائنا وجيراننا في المنطقة.
حرب العصابات
وفي السياق نفسه، وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية الهجمات بحملة جديدة وقوية من قبل من وصفتهم بالمتمردين في واحدة من أكثر دول المنطقة استقرارًا.
وأوضحت الصحيفة، أن الهجوم كان واحدًا من أكثر الهجمات المتطورة على جيش مصر القوي منذ عقود، ومثل تحديًا لجهود مصر لتصوير نفسها كحصن الاستقرار في منطقة تغرق في العنف.
ونقلت “واشنطن بوست” عن زاك جولد، الخبير الأميركي بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب والمتخصص في شئون سيناء، قوله: إن طبيعة هجمات الأربعاء على مدينة الشيخ زويد جديدة ومقلقة، فالمسلحون التابعون لأنصار بيت المقدس والذين يطلقون على أنفسهم الآن اسم “تنظيم داعش- ولاية سيناء” بدأوا وكأنهم يتحولون من أساليبهم المعتادة الأشبه بحرب العصابات، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم الأخير ليس من نوعية “الكر والفر” المعتادة من قبلهم، مضيفًا أنه من غير الواضح ما إذا كان المسلحون قد أرادوا الاستيلاء على المدينة أم مجرد جر الجيش إلى حرب في المدن، وكلا الأمرين غير مسبوق، كما يقول جولد.
واستبعد خبير شئون الشرق الأوسط، أن ينجح التكفيريون بسيناء في السيطرة على أراضٍ، قائلًا: “إن مصر ليست العراق”، وسيناء ليست الأنبار، فالجيش المصري أكثر تماسكًا ولديه قوى أكبر وقدرة على إخراج المسلحين، لكن السؤال يتعلق بعدد المدنيين الذين سيلحق بهم ضرر في هذه العملية.
وأضافت واشنطن بوست، أن صلة المسلحين في سيناء بتنظيم داعش زادتهم جرأة على ما يبدو، حتى وإن لم يكن واضحًا ما إذا كان تلك الصلات قد أمدتهم بأموال وأسلحة إضافية.