حلل تامر وجيه، باحث إقتصادي بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية من خلال  10ملاحظات،  الهجوم الأخير الذي نظمته ولاية سيناء، بالعريش،عبر منشور له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

أولا: أعرب عن عدم اقتناعه بأن الإسلاميين الجهاديين في سيناء كان هدفهم السيطرة على الشيخ زويد والبقاء فيها، لأنهم يعلمون ما سينصب لهم من داخل المدينة، وسيعطي ذلك فرصة للجيش لحصارهم وضربهم، مرجحا أن هدف القوى الجهادية هو توجيه رسالة قوية جدا من خلال عملية كبيرة تتضمن التحرك بحرية في مدينة كبيرة لمدة يوم، بأنهم اقتربوا من السيطرة على سيناء.

ثانيا: أشار ” وجيه” أن هزيمة الجيش النظامي في معركة مثل هذه، لا تعني أنه بالضرورة يخسر الأرض أو يرفع الراية البيضاء، بل يكفي فشله في القضاء على القوى المناوئة، حتى تظل تكبر أمام الجيش ما يعد هزيمة كبرى ليه، معنويا وسياسيا.

ثالثا: ألمح ألى أن هناك دول تحل أزماتها مع متمردون داخل أراضيها بعزل الصراع جغرافيا وسياسيا ووضعه في إطار مخنوق ومستوى منخفض الحدة، وتمارس حياتها طبيعيا وتنجح في ذلك، كما حدث في اسرائيل مع الفلسطينين، وانجلترا مع أيرلندا، وإسبانيا مع الباسك، وتركيا مع الأكراد، إلا أن التمرد من جانب “شعب” مضطهد مثل مصر، يصبح الأمر معقدا، لأن الصراع المحدود جغرافيا ومرشح للتوسع والامتداد طويلا لدرجة تمرد مسلح على حدودها، حيث أن سينا قريبة من المركز، كما أنها قضية ليها بعد دولي، وبها عناصر تنظيم الدولة، فضلا عن أن مصر مأزومة اقتصاديا، عكس بلدان أخرى.

رابعا: أكد “وجيه” أن المعركة الحالية في سيناء مرتبطة بمعركة أوسع في المنطقة كلها، ومن الأغلب أن تنتشر وتضعف الدولة، وقد ينتصر الجيش فيها، إلا في حالة شبه انهيار او انهيار الدولة.

خامسا: أشار “وجيه” إلى السؤال عن كيفية الحسم، الذي يطرحه الكثيرون وينظرون إلى كفاءة الجيش، والتي ترجع لأسباب سياسية كانشغاله بأمور أخرى غير التدريب والتسلح، معربا عن رأيه بأن الكفاءة ليست الأساس، ولكن الاصل هو التعامل السياسي، مشيرا إلى وضع أميركا في العراق ومن قبلها فيتنام، وأن التدريب والكفاءة لم تحل محل السياسة،

ولفت إلى أن السياسة هنا لها دور في خنق” داعش” وعزلها بشكل لا يمكن الفكاك منه، بأن يحاربها الجيش وهو محاط  بقوى كثيرة في صفه ومتحمسة لضرب داعش.

سادسا: أوضح أن الدول التي حاربت القوى الرجعية السنية الجهادية من خلال تعبئة القوى الرجعية الشيعية، من خلال إشعال الطائفية، كانت نتيجته سيئة، مؤكدا أن هذا الخيار صعب حدوثه في مصر، فمناخ ضرب كل الإسلاميين بغض النظر عن اختلافاتهم الكبيرة اللي عايشينها بيصب في اتجاه شبيه بشكل محدود، وبيعطى تنظيم الدولة فرصة لخلق ظهير واسع مؤيد ليهم أو ساكت عليهم.

سابعا: يري ان الدولة تتبع  استراتيجية تخويف، لا تشجع الأطراف على الاصطفاف ضد داعش، لكنها تخبرهم أنهم سيدفعون الثمن إذا لم يصطفوا في مواجهتها، مؤكدا أن هذا خيار فاشل، لأنه ليش له تأثير على القوى الحقيقية في الأرض.

ثامنا: أكد “وجيه” أن عزل داعش بشكل حقيقي وعميق، وبشكل نضالي فعلا، يتطلب إحداث على الأقل تغيير عميق في الدولة الحالية، فلابد من كسب كل أهل وقبايل سيناء، وكذلك غزة.

تاسعا: تساءل “هل من الممكن أن تنتصر الدولة الحالية على داعش بدون إصلاح وتغيير لقياداتها بشكل شعبي ديمقراطي أو ثوري؟ مؤكدا أن ذلك صعب تحقيقه ، إلا إذا قررت الدولة تغيير سياستها بشكل جوهري في اتجاه تبني بعض مطالب الناس خوفا من ضياع الأمور.

عاشرا : أكد أن المسئولية تتطلب طرح برنامج تقدمي يربط بين العدل والحرية ومحاربة الإرهاب والوقوف ضد الدولة الظالمة، وتبني تفعيله مهما كلف الأمر.