مساحة الرقعة الزراعية في مصر 8.5 مليون فدان، أي حوالي 3.5% من إجمالي مساحة مصر فقط ، وهي مساحة قليلة بالنسبة لعدد السكان ، و إذ لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللآزمة لحماية الرقعة الزراعية ومحاولة استصلاح المزيد من الأراضي فإن مصر ستواجه كارثة حقيقية في إنتاج الغذاء اللازم لها، وقد تواجه الأجيال القادمة أخطار المجاعة والفقر .
يقول عثمان علي، أحد خبراء الزراعة، أن عوامل البناء علي الأراضي أو استغلالها في أغراض شخصية أخري بخلاف الزراعة، قد يسبب مستقبلًا العديد من المشاكل الكارثية، لأن ذلك يهدد مساحة الرقعة الزراعية في مصر بالنقص التدريجي الحاد الذي قد يحول مصر لدولة صناعية فقط تستورد المزروعات من الدوال الأخري بدلًا من زراعتها علي أرضها.
وأشار في تصريحه لـ”رصد” إلي أن “المشاكل ليست مختصرة علي البناء على الأراضي فقط، بل تعدى لأكبر من هذا، فلم تعد الدولة توفر المياه الصالحة للزراعة للفلاح، بل وتختلط مياه الصرف الصحي كثيرًا مع مياه الري الصالحة القليلة وتلوثها.
وأوضح “علي” أن مياه الصرف تحتوي على كميات قليلة من المواد العائمة والذائبة العضوية وغير العضوية وخطرها يعد قليلًا نسبيًا، واستدرك أن الأخطر والأكثر تلويثًا يتمثل في الفيروسات والبكتيريا والديدان والطفيليات، والتي تكون بنسب مرتفعة ومختلفة في مياه الصرف غير المعالجة وتظل على قيد الحياة في التربة أو المحاصيل لفترات طويلة لحين انتقالها للإنسان.
وأضاف: بجانب تعرض التربة إلي هذا التلوث الميكروبي، تحدث مشكلة أخرى خطيرة بتسرب المياه السطحية والتي تلوثت إلى المياه الجوفية والآبار وبهذا يكون التأثير الخطير ليس في الوقت الحاضر فقط، بل مستقبلا بتلوث المياه الجوفية وامتلاء التربة بالميكروبات والجراثيم الخطيره التي تعيش لفترات طويلة، كما تزيد احتمالية تعرض الترية لأخطار الملوحة والجفاف مما يؤدي لتآكل التربة والحد من الأوكسجين، وبالتالي يتوقف نمو النباتات.
ويقول محمد متولي، أحد الفلاحين ا: أن من أبرز المشكلات التي تواجهه كمزارع هو ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي من أسمدة وتقاوي ومبيدات، بالإضافة لمشاكل التسويق ، فضلًا عن تكاليف نقل المحاصيل، ومشاكل عدم توفر العمالة أو الميكنة وإرتفاع أجورها، وعدم مساعدة الدولة له في احتياجات أرضه، ما قد يضطره إلى تركها وعدم الإهتمام وعدم زراعتها أو استغلالها في أغراض أخرى بخلاف الزراعة.
من جانب آخر ذكرعلي عماد، فلاح، أن أراضيهم الزراعية مهددة بالتصحر، بسبب غزو الرمال عليها وتملح التربة وانخفاض خصوبتها .