صحيحٌ أن السيسي يحظى بتأييد كبير من الغرب عمومًا، والأمريكيين خصوصًا، لا سيما في صفوف الحزب الجمهوري، منذ إطاحته بالرئيس محمد مرسي، لكن هذا التأييد بدأت يخفت تدريجيًا مؤخرًا؛ على وقع انتهاكات حقوق الإنسان، إلا من جهة الجمهوريين؛ فإنه يزداد ويتضاعف ويصبح أكثر صراحة.
فهذا نائب بالكونجرس يعلن تأييده عبر مقال في صحيفة أمريكية، وهذه صحيفة تابعة للحزب الجمهوري تؤكد على وجوب مساعدة السيسي، وبينهما إعلان مرشح جمهوري دعمه لعبدالفتاح السيسي في سياق رسمه لسياسة الإدارة الأمريكية إذا ما تمكن من الفوز بمقعد الرئاسة.
يقول جيب بوش، مرشح الحزب الجمهوري، في حوار مع موقع “ديلي كورير” الأمريكي: “إن عبدالفتاح السيسي ينبغي مكافأته نظرًا لما يقوم به من محاربة “التطرف الإسلامي”، معتبرًا “السيسي أحد الزعماء العرب القلائل الذين يقفون ضد الإرهابيين الإسلاميين، وأن مساعدة السيسي ستصب في صالح الولايات المتحدة وتساعدها على أن يكون لها “نفوذ وعلاقات مع الحكومة المصرية، وحينها يمكن للإدارة الأمريكية التعبير عن رغباتها بشأن عناصر أخرى تتعلق بالسياسة الخارجية”، فيما وصف الموقع جيب بوش بأنه “متفائل للغاية بالسيسي”.
وفي وقتٍ سابق، كتب نائب الكونجرس من الحزب الجمهوري، دانا روراباتشر، تقريرًا في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أشار فيه إلى أنه ينبغي على الإدارة الأمريكية في سياق نهجها لقتال “داعش” أن تقف وراء قادة المنطقة مثل عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.
وأشار إلى “أن وصول السيسي لسدة الحكم يجب أن يُنظر إليه كمواجهة تاريخية منحت مصر والشرق الأوسط فرصة لتفادي كارثة ترسيخ ديكتاتورية إسلامية متطرفة”.
وتحت عنوان “الولايات المتحدة يجب أن تساعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي”، وصف موقع “أميركان ثينكر”، القريب من الحزب الجمهوري، السيسي بأنه “صوت العقل في العالم الإسلامي في الوقت الراهن، مضيفا “لقد انتقد بشجاعة المتطرفين من أتباع الدين الإسلامي، وقال في خطابه الرائع بجامعة الأزهر، في القاهرة يوم 22 يناير 2015 إن المسلمين بحاجة إلى تغيير الخطاب الديني وإزالة ما يؤدي إلى العنف والتطرف، محذرًا من أن هناك محاولة واضحة لتقويض السيسي وتهدف إلى الإطاحة من السلطة”.
وأردف: “من الواضح أن السيسي في حاجة إلى المساعدة من أجل البقاء، ويتحتم على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسرائيل، تقديم هذه المساعدة للجيش والمخابرات المصرية”.
وقالت صحيفة “واشنطن إكزماينر” الأمريكية، إن أحد الأسئلة الصعبة التي يمكن طرحها على المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأمريكية، هل عبدالفتاح السيسي الرئيس المصري أهم حليف لنا في المنطقة بعد إسرائيل؟”.
هذا السؤال الأخير، من بين أسئلة أخرى تطرح على المرشحين الجمهوريين، تجسد مدى الفائدة التي يقدمها السيسي لأجندة الجمهوريين الأمريكيين.