وقعت الأطراف الليبية الحاضرة في منتجع الصخيرات بالمغرب، بالأحرف الأولى، على مسودة اتفاق السلم والمصالحة المقترحة من طرف الأمم المتحدة، ليلة السبت/ الأحد، وسط غياب وفد برلمان طرابلس، أحد الطرفين الرئيسيين للحوار.
وذكر موقع “DW”، أن بعض الجماعات الليبية المتحاربة وقعت، اليوم الأحد، في منتجع الصخيرات جنوبي العاصمة المغربية الرباط، بالأحرف الأولى على اتفاق مبدئي برعاية الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وإنهاء القتال، بيد أن طرفًا رئيسيًا من برلمان مواز في العاصمة طرابلس لم يشارك.
يعني التوقيع بالأحرف الأولى، عدم قابلية المسودة الرابعة المعدلة التي اقترحتها الأمم المتحدة لإدخال تعديلات جديدة عليها، وإرجاء مناقشة النقاط الخلافية حولها إلى حين مناقشة الملاحق المرتبطة بهذا الاتفاق، وذلك في جولات جديدة بعد عيد الفطر.
وقال بيرناردينو ليون، المبعوث الأممي من أجل الدعم في ليبيا، قبل التوقيع: “إن اتفاق الصخيرات سيضع حدًا للصراع الذي عم البلاد لشهور عديدة، وهي خطوة واحدة فقط لكنها مهمة جدًا على طريق السلام.. سلام سعى جميع الليبيين منذ فترة طويلة لتحقيقه”.
وأضاف ليون “هذا النص يعتبر إطارًا شاملًا من شأنه أن يسمح لليبيا باستكمال المرحلة الانتقالية التي بدأت في عام 2011 عن طريق بناء أرضية مشتركة ومن خلال هذا الاتفاق.. رسمنا الخطوط العريضة لبناء المؤسسات وآلية صنع القرار لاستكمال التحول واعتماد دستور دائم يكون أساسًا لبناء دولة حديثة قائمة على مبادئ الإدماج، وسيادة القانون، والفصل بين السلطات، واحترام حقوق الإنسان”.
وأوضح ليون -في السياق- أن “الباب يبقى مفتوحًا لأولئك الذين اختاروا أن لا يكونوا هنا الليلة رغم أنهم لعبوا دورًا حاسمًا في تطوير هذا النص”، مضيفًا “أنا واثق أننا سنقوم في الأسابيع المقبلة بتوضيح القضايا التي لا تزال مثارًا للجدل”.
كان المؤتمر الوطني الليبي العام الممثل لبرلمان طرابلس المنتهية ولايته، قد أعلن الثلاثاء الماضي رفض هذه المسودة لـ”غياب نقط جوهرية” فيها، مؤكدًا رغم ذلك استعداده للمشاركة في جلسات جديدة للحوار في المغرب.
وأشرف على حفل التوقيع بالأحرف الأولى، حسب مراسل فرانس برس، بيرناردينو ليون، وصلاح الدين مزوار وزير الخارجية والتعاون المغربي، إضافة إلى رئيسي الغرفتين الأولى والثانية في البرلمان المغربي.
حضر حفل التوقيع، وفد برلمان طبرق المعترف به دوليًا، وممثلون عن المجالس البلدية لمصراته وسبها وزليتن وطرابلس المركز ومسلاته، إضافة إلى ممثلين عن حزب “تحالف القوى الوطنية” وحزب “العدالة والبناء”، وكذلك ممثلين عن المجتمع المدني ونواب مستقلين ومنقطعين. كما حضر الحفل السفراء والمبعوثون الخاصون إلى ليبيا، والذين يمثلون كلًا من فرنسا وأميركا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال وتركيا ومصر وقطر والمغرب، إضافة إلى ممثل الاتحاد الأوروبي في ليبيا.