شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تساؤلات وإجابات حول نقد الإخوان!

تساؤلات وإجابات حول نقد الإخوان!
​أثار مقالي الأخير: (أزمة الإخوان في قياداتها)، بعض الاستفسارات والاعتراضات من شريحة من قراء المقال، وانطلاقًا من أمانة الكلمة، وواجب التواصل بين الكاتب والقراء، في حق الاختلاف، وحق الإجابة عن التساؤلات والإشكالات..

أثار مقالي الأخير: (أزمة الإخوان في قياداتها)، بعض الاستفسارات والاعتراضات من شريحة من قراء المقال، وانطلاقا من أمانة الكلمة، وواجب التواصل بين الكاتب والقراء، في حق الاختلاف، وحق الإجابة عن التساؤلات والإشكالات التي تثار حول ما يكتب، فقد قمت بجمع مجمل هذه التساؤلات، وقمت -كما وعدت- بالإجابة عنها كما يلي:

س: لماذا كل كتاباتك عن الإخوان نقدية؟

ج: هذا كلام غير صحيح، وغير دقيق، ولا يقوله إلا من يجهل عصام تليمة، ويجهل الجماعة نفسها، ويجهل ما أكتب، فإذا كنت من أوائل من جمعوا تراث حسن البنا، وتراث وتاريخ جماعة الإخوان المسلمين، وأول من كتب عن مساحات مجهولة في تاريخ الجماعة، فهل من يدعي هذا الادعاء قرأ ما كتبته في هذه المجالات؟! اجمعوا كل ما كتبته دفاعًا وتوضيحًا لأفكار الإخوان ستجدون مئات الصفحات بلا مبالغة، بينما مقالاتي النقدية لا تتجاوز صفحات معدودة، وفي مكانها، ومناسباتها، حسب ما يلوح لي من رأي.

س: هل تخسر بكتاباتك علاقاتك مع من تنتقدهم؟

ج: كل من نقدتهم من الجماعة أو خارجها، علاقتي معهم على أحسن ما يكون؛ لأن معظمهم أناس عقلاء، يعرف أن نقدي له من باب الحب، لقد نقدت أستاذي الشيخ القرضاوي، وعلاقتي به معروفة للجميع، ونقدت أستاذي الدكتور العوا، ونقدت د. عصام العريان، ود. محمود غزلان، ود. عبدالرحمن البر، وغيرهم، وكل هؤلاء علاقتي بهم من أقوى العلاقات الإنسانية والفكرية، فليس معنى النقد أن يكون بينك وبين من تنقد خلاف شخصي، أو ثأر قديم، أو تصفية حسابات، وهذا مفهوم خطأ يتداوله البعض عن النقد البناء.

س: ألا ترى أن الصحف التي تتبع الانقلاب وتكره الإخوان تحتفي بما تكتب نقدًا للإخوان، وهذا يضر ولا يفيد، ألا يدعوك ذلك للكف عن النقد والكتابة؟

ج: لو فكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا المنطق، أو الصحابة الكرام، فلماذا أقيمت الحدود على صحابة، وعلى ملأ من الناس، ألم يكن ذلك تشويهًا لسمعة الإسلام في خير جيل منه، لماذا لم تكن الحدود في الخفاء، وفي المدينة يقيم اليهود والمنافقون الذين يتربصون بالإسلام، لماذا نزلت آيات العتاب للنبي صلى الله عليه وسلم في قرآن يتلى معلنا، لما تنزل آيات تبرئ يهوديا وتدين مسلما، وتعاتب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (ولا تكن للخائنين خصيمًا)؟! ألم يكن ذلك ذريعة لشماتة اليهود في المسلمين؟! لقد علمنا الإسلام أن نقول الحق، وبصراحة هذه مزايدة لا أقبلها، وجهل فاضح بالدين، وبجماعة الإخوان نفسها، فقد قمت برصد أكثر من أربعين موقفا نقديا معلنا في مجلات الإخوان المسلمين، من حسن البنا لآخرين، ومن آخرين لحسن البنا، ومن إخوان داخل الصف للجماعة، ولحسن البنا نفسه، فلماذا لم يرفض البنا ذلك بحجة الإساءة للجماعة؟! إن الفرق فيما أراه أننا للأسف لم نعش مثل هذه الأجواء الصحية من النقاش لظروف ليس هنا مقام شرحها.

س: لماذا تنشر ما تنقد أليس الأولى أن تكتب ما تريد وتسلمه لأهل الأمر في الجماعة فيفكروا فيما كتبت، ويستفاد به في الخفاء لا العلن؟

ج: لو أخرج لكم الإخوان مقترحاتي التي لم تنشر، لعرفتم حجم ما ينشر مقارنا بما لم ينشر، فكثيرا ما أرسل الاقتراحات، ويؤخذ ببعضها، ويناقش البعض الآخر، ويرفض البعض، وهذه طبيعة طرح الأفكار والاقتراحات، وأذكر نموذجا لذلك: أني كتبت مرة نقدا علميا لجهد قامت به لجنة في الجماعة، حول تراث البنا وتاريخ الجماعة، وعدلت به بعد ذلك الخطة والأخطاء للعمل، وهذا مجرد مثال فقط، وغيرها مواقف لا يتسع المقام لذكرها.

س: إذًا لماذا تنشر؟

ج: أنشر في حالات معينة، منها: عندما يكون الخطأ حالة عامة، أو أشك أن يكون عاما وظاهرة عندئذ واجب الكتاب أن يوجهوا الناس للخطأ، والبحث عن علاج لها.

س: لماذا دائما كتاباتك في المناطق الرمادية ومواضع الخلاف في الجماعة؟

ج: لأني باحث، والباحث ليست وظيفته كتابة ما يحسن الجميع كتابته، بل وظيفته أن يكتب الذي يحسنه، والجديد من الأفكار، أو إزالة الالتباس عن الأفكار، وتوضيحها، وإماطة اللثام عنها، أو توضيح فكرة شوهت عن الجماعة، يرد الناس لأصلها الصحيح، أما لو كتبت ما يحسن أن يكتبه غيري فما قيمة ما أكتب؟ فلأبحث لي عن عمل آخر ولا أكرر ما يقوله غيري. أنا لا أكتب إلا إذا كان لدي جديد أكتبه، فالكتابة عندي ليست لمجرد الكتابة والنشر.

س: ألا يعد ذلك نشرا لأسرار داخلية للجماعة؟

ج: ليس من خلقي نشر خصوصيات الناس، ولا الجماعة، كل أحاديثي وكتاباتي عن أمور معلومة ومتداولة للجميع، ومنشورة للجميع، ولم أفش سرا لأحد، سواء ممن يستفتونني من الناس، أو من خلال علاقاتي بالجماعة أو بالآخرين.

س: أنت بعيد وتكتب في غرف مكيفة، ولست في الميدان؟

ج: هذا نفس ما يقوله أتباع السيسي، لو راجل انزل مصر وعارض السيسي. كما أن القيادات التي أنتقدها هي أيضا في الخارج أي أنها في المكيفات مثلي، يعني حوار مكيفات مع بعض، أما من في السجون فلم أكتب حرفا في أحد فيهم، إلا ما لا يحتمل التأخير والتأجيل، كأخطاء تمت ويجب أن نستفيد بها، ولم أكتب عن أشخاصهم، بل كتبت عن تجاربهم، ولم أتناول شخصيات وراء السجون، فهذا ليس من خلقي أن أحاسب شخصا غائبا، بل كل كلامي عن شخصيات خارج السجن، وخارج مصر.

س: أنت تنتقد أمورا دون تقديم حلول؟

ج: أيضا هذا كلام عام، فنعم بعض المقالات تكون للتنبيه على خطأ، وبعضها يضع حلا، وليس شرطا في الكاتب ألا يكتب عن خطأ ما دام ليس عنده حل له، فهناك مراكز بحوث ليست وظيفتها إلا رصد قيمة أدائك، وقياس هذا الأداء، ومراكز أخرى وظيفتها وضع الحلول، وهكذا.

س: ألن تكف عن الكتابة عن نقد الإخوان؟

ج: لن أكف إلا عندما أرى أن الضرب في الميت حرام، والإخوان ليست جماعة ميتة، بل جماعة نابضة بالحياة، فيها بعض القصور نعم، وهذا واجبنا جميعا، ولن تنهض أمتنا إلا بتصويب أخطائنا، والعمل على تصويبها عمليا.

هذا مجمل ما تساءل حوله المعترضون من القراء الكرام، وقد أجبت عنه، وهذا حق لهم علي، راجيا أن تكون الصورة قد اتضحت لكل متسائل.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023