شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هكذا يغسل الجيش المصري عقول منتسبيه.. 7 خطوات لصناعة آلة القتل

هكذا يغسل الجيش المصري عقول منتسبيه.. 7 خطوات لصناعة آلة القتل
خلال العامين الماضيين بات عدو الجيش المصري الجيش هو من تعتبره الدولة وقضاؤها "جماعات ومنظمات إرهابية". وأصبح الجندي الآن داخل الجيش، لديه هاجس بالإرهاب وأن كل معارض للانقلاب يستحق القتل.

خلال العامين الماضيين بات عدو الجيش المصري الجيش هو من تعتبره الدولة وقضاؤها “جماعات ومنظمات إرهابية”. وأصبح الجندي الآن داخل الجيش، لديه هاجس بالإرهاب وأن كل معارض للانقلاب يستحق القتل.

وفي التقرير التالي نستعرض أبرز الخطوات التي تم استخدامها لتغيير عقيدة الجيش المصري، في السنوات الأخيرة

شرعنة القتل

ومع سيطرة عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب على مقاليد الحكم، حرص على استخدام بعض رجال الدين ومنهم عمرو خالد والشيخ سالم عبد الجليل على مخاطبة جنود الجيش والضباط من خلال بث الشئون المعنوية للقوات المسلحة لخطب تحرض على القتل بفتوى الدفاع عن النفس ومؤسسات الجيش.

وتمت إزالة ثوابت وأفكار وبناء وتمكين مفاهيم وأفكار وقيم جديدة باستخدام الكثير من الأدوات الدينية والإعلامية والتثقيفية داخل القوات المسلحة والتى تسير جميعها وفق رغبة قيادة الجيش دون اعتبار لمصلحة الشعب المصري ومطالب ابنائه.

ويقول أحد الجنود الذي شاهدوا  مذبحة رابعة: “حضرت أنا أحد لقاءات علي جمعة مع المجندين والضباط، وقال لنا صراحة “عندما نقتل واحداً من المعتصمين فإننا ننقذ مائة من الشعب، كان هذا الشخص سيقتلهم، وقال لنا “إن الإخوان خوارج هذا العصر، وعندما نقتلهم فإن الله وملائكته والرسول يؤيدوننا”.

 

العزل عن قيم الثورات العربية

ويقول اللواء أركان حرب حمدي بركات الخبير العسكري،  أن الجيش المصري عمل على عزل القيادات عن الثورة وأفكارها ومطالبها ورسالتها التي سيطر بها شباب مصر على شعبهم، وقام بتحويل ثورات الربيع العربي إلى ما أسموه بـ”الخريف” وإذا سالت أي ضابط أو جندي فسيقول لك “يا ريت أيام مبارك تعود”.

وأضاف “بركات” -في تصريح لـ”رصد”- أن هناك جلسات مستمرة تم إجراؤها للضباط والقيادات المسؤولون عن العمليات الخاصة بمواجهة أي عمل ثوري أو اعتصام، فأغلب ضباط الجيش ليس سهلا عليهم أن يطلق الرصاص في صدر أخيه المواطن، لافتا إلى ان خير دليل على اتجاه الجيش لشيطنة الثورة أحداث مجلس الوزراء وأحداث ماسبيرو.

 

 

التنسيق مع الاستخبارات الاسرائيلية

ويقول الدكتور مارك الجندي، الباحث في الشؤون العسكرية، أنه تم تفكيك وإحلال وتغيير العقيدة العسكرية الحاكمة لمفاهيم وسلوك الجيش المصرى، وذلك بالتنسيق بين جهاز الشئون المعنوية للقوات المسلحة وبعض الأجهزة المتخصصة فى الإستحبارات الأمريكية والإسرائيلية، والتى تعمل على تغيير العقيدة العسكرية للجيش المصري.

وأشار -في تصريح لـ”رصد”- إلى أنه تمت صناعة عدو جديد اسمه الإرهاب الإسلامى، وهو الممثل فى الإخوان المسلمون والتيارت الإسلامية، وبهذا تم التحول من مجابهة الإخوان والإسلاميين الى مجابهة كل القوى الوطنية الحرة الثائرة ضد انقلاب واستبداد وضعف وفساد قيادات العسكر.

وأوضح أن الجيش نفذ عمليات إرهابية تتم ضد الجيش وأبنائه، من خلال تدبير بعض عمليات قتل لضباط وجنود القوات المسلحة والإعتداء على بعض المنشآت العسكرية وتلفيقها للإسلاميين والثوار، بهدف شحن وتعبئة ضباط وجنود الجيش لمواجهة المتظاهرين وقتلهم إن لزم الأمر انتقاما لشرف العسكرية المصرية وللزملاء الذين قتلوا .

تحويل المواطن إلى إرهابي

وقال عيد المرزوفي، الخيبر في الشان السيناوي: “منذ  بداية الحرب التي شنها نظام السيسي قبل عامين علي سيناء استمرت الدولة في النهج  الأمني تحت شعار مكافحة الإرهاب، وهنا أقول أن حرب سيناء  هي  مفتعلة ومقصودة لتحقيق مكاسب سياسية أهمها بحث النظام عن شرعية مفقودة، وتقديم نفسه للعالم كمحارب للإرهاب، وللتغطية على مجازر القاهرة الدموية، وكذلك إشغال الجيش الثاني في حرب مفتوحه  حتى يأمن السيسي من  الانقلاب العسكري عليه”.

 وأضاف “مرزوفي” -في تصريح لـ”رصد”-: “تم التنكيل والتقتيل بالجملة بحق سكان الحدود فقط من أجل ربيبة العالم إسرائيل، ومن أجل منطقه عازلة  تريدها فاصله بين سيناء وغزة، فكل هذه الممارسات كفيله بصناعة أعداء وكفيلة بصناعة أبشع أنواع  العنف”.

واختتم بقوله: “أصبحت سيناء وأبنائها غريبين علي الوطن وأصبحت في مرمي نيران الاعداء والتلويح بإعادة إحتلالها  تحت ذريعة الارهاب، وأعتقد أن هذا ثمن غال دفعه السيسي على حساب الوطن والعزّل والأبرياء في سيناء، كثمن لبقائه في الحكم ودعم شرعية وجودة من قبل قوى إقليمية ودولية،  فدائما ما كانت سيناء تدفع فاتورة تحقيق المكاسب السياسيه لدولة مبارك ووريثها السيسي”.

ترويع صفوف الجيش

الإرهاب والترويع بقتل كل الضباط والجنود الذين يمتنعون عن مواجهة وقتل أبناء شعبهم، أو يظهرون رفضا لقيادة الجيش والدولة، أو تعاطفا مع المتظاهرين، هو وسيلة من وسائل السيطرة على الجيش وضباطه، انتهجها السيسي، حيث تم قتل أكثر من جندي وضابط رفضوا اطلاق النار على مدنيين، وعلى مرأى ومسمع من زملائهم وبالأمر المباشر دونما تحقيق أو محاكمة إذعاننا فى الإرهاب والترويع.

وتعرض 20 ضابطًا للاختفاء القسري بعدما عرف عنهم في وحداتهم العسكرية أنهم ضد انقلاب 3 يوليو ويرفضون القتل، كما تعرضوا للتعذيب في المخابرات الحربية للاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، وتمت إحالتهم للمحاكمة العسكرية بشكل سري.

إذلال أصحاب المؤهلات

يقول أحد الجنود، ويدعى يوسف محمد: “دخلنا مركز التدريب، وكنت أتوقع أنني في الجيش سأتدرب علي فنون القتال حتي لو في تخصصي {الإخلاء الطبي والاسعافات السريعة وقت الحرب والكوارث } ولكن أشد ما صدمنا جميعا أن الجيش قد تم إفراغه من محتواه ..ولم يعد إلا أداة للاستعباد وكسر النفس والروح الوطنية، وجعل كل فرد دخل الجيش مجندا كان أو عاملا يكره البلد ويتمني أن تدخل إسرائيل تنتقم له ممن أذلوه وبعثروا كرامته”.

وتحدث “حمزة” عن ما يسمى بـ”ليلة الدخلة” وهو الجمع المتكرر بالليل وتسجيل الأسماء والأرقام وفرش المتاع – الذي يعني إلقاء محتويات حقيبة الجندي على الأرض وعدها بالقطهة- وكثيرا ما كان يصيح واحد منا: ليس لدي هذا الشيء أو ذلك،  وبالطبع يصيح وهو مذعور من هذا الجو الرهيب والحديث المرعب عن السجن الحربي وما يحدث فيه من مجانين ومرضي والذي كان يتباهي به الشاويش المريض نفسيا والمعقد من حملة المؤهلات”.

شحن  الجنود

ذكر إيريك تراجر، الخبير بمركز واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، أن الجيش المصري شحن الجنود لقتل المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية.

وقال تراجر في تغريدة بموقع “تويتر” يقول: “جندي سابق قال إن الجيش المصري أخبر المجندين أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمون إرهابيون ممكن أن يقتلوهم إذا لم يقتلهم الجنود أولًا في رابعة”.

ويقول أحد المجندين: “كنت مجنداً في الجيش المصري أثناء فض اعتصام رابعة العدوية، وكانت خدمتي في وحدة عسكرية بالقرب من موقع الاعتصام، لم تشارك تلك الوحدة في الفض، لكن كنت شاهداً على عملية الشحن التي تتم للجنود والضباط ضد المعتصمين خاصة، وضد أي معارض لانقلاب عبد الفتاح السيسي بصفة عامة، والذي كان وزيراً للدفاع حينها”.

كانت هذه القاعدة العامة التي نجح الجيش في نشرها في أوساط الجنود، أن هؤلاء المعتصمين يريدون قتلك وقتل كل منتسب للمؤسسة العسكرية والشرطية، وكان الاستشهاد بما يحدث لزملائهم في سيناء من قتل، وعلى الرغم من أن تلك العمليات كانت جماعة أنصار بيت المقدس، هي من تعلن مسئوليتها عنها، إلا أن الجيش كان ينسبها للإخوان، أيضاً كان ينشر ويبث في الجنود ما صرح به القيادي الإخواني، الدكتور محمد البلتاجي: أن ما يحدث في سيناء سيتوقف في اللحظة التي سيتراجع فيها الجيش عن الانقلاب وعودة مرسي إلى مهامه.

كل من دخل الجيش المصري، يعلم معنى الإجازة عند الجندي، وما يفعله حتى لا يحرم منها، تضطره أحياناً كثيرة للتنازل عن كرامته وإنسانيته والخضوع التام لأي أمر عسكري، إلا أن الجيش منع في تلك الفترة -بعد بدء الاعتصام- الإجازات عن معظم الجنود، وأصدر لهم خطاباً، مفاده، طالما الاعتصام لمْ يُفض، ستبقون في وحداتكم أو في الشارع..



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023