قالت مجلة “ناشيونال إنترست”، “إن سياسة إدارة أوباما تجاه مصر صورة مصغرة من نمط مثير للقلق تنتهجه السياسة الخارجية الأمريكية، فعلى الأقل حين يتعلق الأمر بالعالم الثالث يفضل الأمريكان الحكام الطغاة المستبدين المتوافقين معهم بدلًا من القادة الذين يأتون عبر وسائل ديمقراطية ولا يمكن التنبؤ بهم”.
وأضافت المجلة الأمريكية -في تقريرها المنشور بتاريخ 17 أغسطس، تحت عنوان “ولع الأمريكان بالطغاة الودودين” للكاتب تيد كاربنتر- “لسوء الحظ، تندر الإشارات التي تؤكد أن المسؤولين الأميركيين قد تعلموا أن تفضيلهم للطغاة أمر غير أخلاقي ويأتي بنتائج عكسية”، مشيرًا إلى “أن الاحتواء المستمر للسيسي يؤكد أن واشنطن ما زالت مولعة بشكل مقلق بالطغاة”.
وأردفت المجلة “لقد اختفى الحماس الذي أبدته إدارة أوباما لثورات الربيع العربي تقريبًا، وهذا ما يبدو من خلال اجتماعات وزير الخارجية جون كيري مع عبدالفتاح السيسي، وتأكيد تسليم شحنة طائرات F-16 المقاتلة إلى القاهرة عشية زيارة كيري”، مضيفًا “أن عواطف واشنطن تظل تتجه نحو المستبدين العسكريين بمصر، وليس أنصار محمد مرسي، الرئيس المنتخب الذي عزله السيسي وزملاؤه الجنرالات وسجنوه”.
ورأت المجلة الأميركية أنه “للأسف، يبدو أن الحماس للسيسي حماقة صادرة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي”، مشيرة إلى “أن العلاقة مع مصر تعكس هذه السياسة منذ فترة طويلة؛ حيث كانت واشنطن تعتبر حسني مبارك الديكتاتور حليفًا مهمًا لأكثر من ثلاثة عقود، رغم فساد نظامه ووحشيته”.
وختمت بالقول: “لقد بدأ قادة الولايات المتحدة مترددين في دعم أو الإطاحة بمبارك خلال المظاهرات المؤيدة للديمقراطية في ميدان التحرير وأماكن أخرى بمصر في عام 2011، كما اعترض نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، على وصف مبارك بأنه ديكتاتور ورفض الدعوات المطالبة برحيله”، مستطردة “كان هناك تماثل في تلك المشاعر بشكل واضح بعد إطاحة السيسي بمرسي؛ حيث رفض مسؤولو الإدارة الأميركية بقوة وصف ما حدث بالانقلاب”.