قالت صحيفة “ناشيونال إنتريست” الأمريكية، في الوقت الذي تهدأ فيه الأمور عقب سلسلة من الهجمات المتطورة في منطقة القاهرة، تتحرك الحكومة المصرية بشكل سريع للقبض على الإرهابيين، والقيام بالتحقيقات وحملات الاعتقال للوقوف على حقيقة أحدث الهجمات التي وقعت في العاصمة، ومع ذلك؛ فقد تكون هذه الإجراءات غير كافية ومتأخرة جدًا؛ ما يعرض مناخ الاستقرار الذي حاول السيسي بقوة تسويقه للخطر.
ورجحت الصحيفة أن “تستمر محاولة الدولة الإسلامية التوسع في القاهرة وعمق الأراضي المصرية على مدار الأسابيع والأشهر القادمة، والقيام بالمزيد من الجهود المتطورة لمهاجمة أهداف كبيرة القيمة، ومع مد حالة الطوارئ في شبه جزيرة سيناء لمدة ثلاثة أشهر منذ 26 يوليو، قد يجد الجيش نفسه قريبًا يخوض حربًا على جبهتين مع الجهاديين الذين من المرجح أن يستفيدوا من التوسع المفرط للجيش في سيناء لشن المزيد من الهجمات”.
وأضافت “وعلى الرغم من استعراض المقالات الإخبارية للوضع الأمني المتردي في القاهرة لعدة أشهر، إلا أن عدم الاستقرار الأمني في العاصمة تذبذب على مدار الأشهر الستة الماضية. وفي الواقع؛ فإن انفجار السيارة المفخخة بالإضافة إلى اغتيال النائب العام المصري في 29 يونيو قد تخللهما فترة من الهدوء النسبي في القاهرة.
وبحسب المجلة، فلا تختفي الجماعات المتطرفة التي تعمل حقًا في العاصمة؛ بل إنهم يعيدون تنظيم أنفسهم من جديد ويتكيفون مع إجراءات المؤسسة الأمنية التي تكافح من أجل تأمين القاهرة، بالإضافة إلى الاستمرار في محاربة الجهاديين على جبهة سيناء” بحسب قول المجلة.
وأشارت إلى أنه “قبل عام، كانت مصر تراهن على انتصار السيسي الرئاسي، وفي الوقت الذي بقي فيه الوضع غير مستقر في شبه جزيرة سيناء، كانت القاهرة تتعافى من حركة الاحتجاجات الضخمة لجماعة الإخوان المسلمين، والتي كانت تتراوح بين تنظيم المظاهرات والهجوم على ضباط الأمن، ومع ذلك، فقد كان الربع الأول من العام 2015 متقلبًا، مع وجود هجمات شبه يومية متجددة بالعبوات الناسفة في جميع أنحاء البلاد. واستمر هذا الوضع حتى شهر إبريل؛ حيث انخفض عدد هجمات المسلحين بشكل كبير ومن ثم استقر الوضع نوعًا ما. وقد طرح تراجع عدد الهجمات في الشهور الثلاثة الأخيرة سؤال ما إذا كانت العاصمة ربما تكون قد عادت أخيرًا آمنة مرة أخرى، على الرغم من كون الأمن في تلك المنطقة عادة أمرًا نسبيًا”.