ركزت معظم الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الأربعاء اهتمامها بأيوب الخزاني المتهم الرئيسي في محاولة الهجوم الإرهابي الفاشل على قطار أمستردام باريس، وعن مشكلة الهجرة إلى أوروبا، والتحاق الشباب بالتنظيمات الجهادية بعدما كانوا يحلمون بالحرية.
عنونت صحيفة “لوفيجارو” في صدر صفحتها الأولى: “الإرهابي أراد ارتكاب مجزرة حقيقية”، وتقول الصحيفة إن المتهم قام بمشاهدة فيديو مصور يدعو إلى الجهاد ويحتوي على أناشيد محرضة دقائق فقط قبل صعوده على مركبة القطار الذي كان متوجهًا من أمستردام إلى باريس، موضحةً أن أيوب الخزاني كان مدججًا بالسلاح وكأنه متوجه إلى معركة حرب.
وتواصل لوفيجارو أن الشرطة تحاول تحديد مصدر التمويل الذي مكّن الخزاني من دفع ثمن تذكرة القطار المقدر بـ149 يورو والمصدر الذي موَّل هذه الكمية الكبيرة من السلاح، علمًا بأن المتهم كان عاطلًا عن العمل ويعيش في حديقة بحي شعبي في بروكسل.
وذكرت صحيفة “ليبراسيون” أن أيوب الخزاني تمكن من التنقل بحرية بين مختلف الدول الأوروبية، رغم وجود اسمه على لائحة المتطرفين لدى الأجهزة الأمنية.
ويتساءل الكاتبان إيمانويل فانستان وويلي لودوفان: كيف يمكن لأشخاص متابعين ومعروفين من قبل مختلف أجهزة المخابرات الأوروبية القيام بأعمال إرهابية؟
ويوضح الكاتبان أن ما يعرف بوثيقة “إس” التي تحمل أسماء المتطرفين المشتبه بهم لا تؤدي دائمًا إلى القبض على هؤلاء؛ فعلى الأجهزة الأمنية التأكد من أن المشتبه به ينتمي إلى منظمة سياسية ويتردد على أماكن عبادة معروفة بالتطرف والتحريض على العنف والإرهاب، وأن يكون متابعًا أو مساهمًا لمواقع على الإنترنت تدعو إلى التطرف وتنفيذ عمليات إرهابية، من دون هذه الدلائل لا يمكن للأجهزة الأمنية أن توقف أي مشتبه به بالتطرف.
أما ملف اللاجئين فقد أخذ مساحة كبيرة في الصحف الفرنسية اليوم، خاصةً بعدما فرضت بريطانيًا قيودًا جديدة عليهم.
تصدر صحيفة “لوموند” عنوان: “أوروبا تسعى إلى العثور على إجابة للمهاجرين”، وتقول إن التحدي الأكبر أمام الدول الأوروبية هو عزمها على إيجاد حل لهذه المشكلة، وأن أكبر مشروع أوروبي في الأيام المقبلة هو موضوع اللاجئين، كما يتعين على الاتحاد الأوروبي بذل المزيد من الجهد لمساعدة تركيا ولبنان والأردن التي تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين؛ بحيث لا تدفع بهم الظروف المزرية التي يعيشونها في هذه البلدان إلى التفكير بالسفر إلى أوروبا بطرق غير شرعية.
