تشهد الكنيسة المصرية حالة من الغليان بين شباب الأقباط، بسبب رفض الشباب لسياسات البابا تواضرس لثاني، وتجاهله العديد من القضايا الشائكة والمهمة بالنسبة لـ”الشعب الكنيسة”، فضلاً عن وجود حالة من الجدل حول مصير أموال الكاتدرائية، بالاضافة لتعديل لائحة قانون الأحوال الشخصية للأقباط.
تاوضرس يخرج عن صمته
دفعت حالة الغليان داخل الكنيسة مع خروج دعوات للتظاهر داخل الكتدرائية بالعباسية في التاسع من سبتمبر، إلى خروج البابا تواضرس عن صمته، حيث أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن بث الشائعات أحد الأمراض الاجتماعية التي انتشرت في مصر، وفي الكنيسة خلال الفترة الماضية.
وأضاف البابا في مقال نشره بمجلة الكرازة الصادرة عن الكنيسة: هناك مدمنو ترويج للشائعات وبث السموم حول الكنيسة ومجمعها المقدس وآبائها ورموزها وقراراتها، مؤكدًا أن الإنجيل يحذر هؤلاء من مسلكهم الشرير.
وتابع البابا: “الشائعات عبارة عن تلفيق أخبار غير صحيحة ووضعها فى قالب تبدو منه حقيقية، وهي وسيلة مرضية لتحقيق مآرب خفية في عقول من يروجها فقد يكون بحثًا عن مال أو شهرة أو شهوة ولكنها تجعل أصحابها من الخائنين الذين يهدمون المجتمع بأكاذيبهم.
واختتم البابا مقاله: “أيها الأحباء لا تلتفتوا إلى تلك الأصوات الكاذبة وكل ما ينشرونه من ضلالات وسموم كالأفاعي؛ لأنها أكاذيب لا تستحق الرد عليها”، ووجه رسالته لمشيعي الفتن والبلبلة بقوله: “ألم تقرءوا أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها”.
مظاهرة داخل الكاتدرائية المرقسية
تقدم الناشط القبطى وحيد شنودة، إلى وزارة الداخلية، بإخطار يفيد اعتزامه تنظيم مظاهرة داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في التاسع من سبتمبر المقبل، تحت شعار “شعب الكنيسة غضبان يا كنيسة”.
وبحسب تصريحات صحفية لـ”شنودة”، فإن المظاهرة تهدف إلى مطالبة الكنيسة الأرثوذكسية بمراجعة بعض الأوضاع الخاطئة والممارسات الفاشية التي تحدث في الإيبراشيات المختلفة المنتشرة على مستوى الجمهورية.
وأوضح الناشط القبطي أن المظاهرة ستطالب كذلك بإحكام الرقابة على إيرادات الكنيسة والتبرعات، مضيفًا: “الوقفة تطالب أيضًا المجالس الملية بإحكام الرقابة على إيرادات الكنائس والتبرعات والشؤون المالية، بالإضافة إلى دفع الكنيسة لتطبيق لائحة الأحوال الشخصية، التي أعلن تواضروس عن تطبيقها منذ يوليو الماضي، وتبين تعطيلها في المجالس الأكليريكية، واستمرار معاناة آلاف العالقين الأقباط في زيجات فاشلة.
“منكوبي الأحوال الشخصية”
حركة منكوبي الأحوال الشخصية أعلنت -بدورها- انضمامها للوقفة، من أجل المطالبة بحق الطلاق، وطالب هاني عزت المصري جميع أعضاء الرابطة بالانضمام إلى الوقفة التي تنظم مساء 9 سبتمبر، ورفع لافتات تبين مطالبهم المتعلقة بقضايا الأحوال الشخصية حتى تتأكد الكنيسة أن المشكلة ما زالت عالقة.
الكنيسة “خط أحمر”
قال الأنبا سرابيون أسقف لوس أنجلوس: إنه انتشر فى السنوات الأخيرة ما يسمى بالمعارضة فى الكنيسة، وأخذت مسميات كثيرة تحت جبهة أو رابطة أو حركة وهي محاولة لاستنساخ نموذج سياسي داخل الكنيسة.
وأضاف الأنبا سرابيون في مقالته بعدد مجلة الكرازة الأخير -لسان حال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية-: ورغم أن هذه المجموعات قد تتناول موضوعات مهمة فإن استخدام أساليب ومصطلحات سياسية في الحياة الكنسية يخلق إشكالية مثل الشخص الذي يعيش في مجتمع ولا يلتزم بقوانيه بل بقوانين مجتمع آخر.
وتابع أسقف لوس أنجلوس في مقالته التي جاءت تحت عنوان “المعارضون في الكنيسة”: ومما يزيد من الإشكالية هو الاهتمام الإعلامي وتركيز بعض وسائل الإعلام على هذه الفئة وكأنها تمثل جموع الأقباط فنجد عند طرح موضوع كنسي في بعض وسائل الإعلام تحت عنوان ردود فعل الأقباط مثلاً يقتصر الأمر على لقاءات مع مجموعة محددة ومتكررة تحت اسم نشطاء أقباط أو مفكرين أقباط وكأن باقي الأقباط غير نشطين وغير مفكرين.
ويري الأنبا سرابيون أن ما تقوم به هذه الوسائل الإعلامية يشبه حجرات المرايا التى يدخلها الشخص فيرى نفسه ويراه الآخرون فى حجم غير حجمه الطبيعي، والخطورة أن يعتقد هذا الشخص ويعتقد الآخرون أن ما يرونه داخل حجرة المرايا حقيقي، وخاصةً أن ثمن الدخول لأغلب هذه الحجرات هو مهاجمة الكنيسة.
من جانبه، أكد القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملي، أن الإشراف على أموال الكنائس والتبرعات والرقابة المالية عليها، ليس من اختصاص المجالس الملية، إنما يتولى أمرها أسقف الإيبراشية ويتابعه مكتب البابا تواضروس في ذلك.
وعبر عضو المجلس الملي -في تصريحات صحفية- عن دهشته من تنظيم تلك المظاهرات داخل الكاتدرائية، مؤكدًا أنها محاولة لإدخال المصطلحات السياسية والطريقة العلمانية في التعبير داخل الشـأن الكهنوتي.
