تقول الكاتبة المصرية الدكتورة أميرة أبو الفتوح، “طلب عبد الفتاح السيسي من الشعب أن يمنحه تفويضًا لمكافحة الإرهاب المحتمل، ثم خلق هذا الإرهاب بنفسه وجعله واقعًا على الأرض، فعل ذلك من أجل إضفاء الشرعية على مكانه كرئيس للدولة واستخدامه كفزاعة تجعل المصريين يخشون فئة معينة، وفعل ذلك أيضًا من أجل تعزيز موقفه أمام الغرب؛ حيث إن مكافحة الإرهاب يجب دعمها وتعزيزها بكل الوسائل، بما في ذلك الأموال والأسلحة والمعدات العسكرية للقضاء على الإرهاب في مصر قبل أن يصل إلى البلدان المانحة ويهدد وجودها”.
وأضافت -في مقالها تحت عنوان “في الوقت الراهن.. كل مواطن مصري إرهابي محتمل”، نشره موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني- “إنه استغلال رخيص من قبل الرجل الذي جاء على ظهر دبابة لحكم مصر، واستعبد شعبها وحكمها بقبضة حديدية، فالقانون الذي صدر مؤخرًا، المعروف باسم “قانون الإرهاب” يفسر ذلك؛ حيث إنه يحول كل مصري إلى إرهابي محتمل، وفي الواقع يجعل المصريين مسيطرًا عليهم تماما ومستسلمين، ما يدفعهم للقيام بأي شيء غير مقبول لتفادي اتهامهم بالإرهاب، فهم يحاولون تجنب هذا المصير البائس الذي يعني السجن والتعذيب وانتهاك إنسانيتهم وكذلك إنسانية عائلاتهم”.
وتابعت: “في ظل هذا القانون، عزز السيسي جمهورية الخوف التي أنشئت منذ الانقلاب ضد الدكتور محمد مرسي قبل عامين، وعادت مصر إلى الوراء وإلى نقطة أسوأ مما كانت عليه خلال عهد عبدالناصر الفاشي والإعدامات وتكميم الأفواه وانتهاك الحرمات، والناس في الوقت الراهن يشبهون العبيد الذين يفعلون ما يأمرهم به سيدهم ويتم التعامل معهم مثل الحيوانات، هو يكافح الإرهاب ولن تسمع صوتًا يقول خلاف ذلك، وإلا سيعتبرون إرهابيين وفقًا للقانون الجديد، ويواجهون المحاكمة الفورية، حتى لو كانوا قد شاركوا في احتجاجات 30 يونيو وكانوا من بين أولئك الذين فوضوه لسفك دماء المواطنين المصريين”.