حالة من الانفلات الأمني تشهدها شوارع مصر بكل محافظاتها؛ إذ في الصعيد يواصل الأهالي استرداد الحقوق بالسلاح، وسط غياب أمني تام، وفي إمبابة اشتبكت عائلتان بكل أنواع الأسلحة لمدة 4 ساعات كاملة دون تدخل أمني
حد الحرابة
قام أهالي منطقة الجزارين بالوراق في الجيزة، مساء أمس، بتطبيق حد الحرابة على مسجل خطر، بعد اشتباكات عنيفة وقعت بين الطرفين، أسفرت عن مصرع “البلطجي” وإصابة 3 آخرين.
كان مسجل الخطر، الملقب بـ”إبراهيم الأبيض”، هاجم جزارين بمنطقة وراق الحضر وأشهر السلاح بوجههم؛ ما دفعهم للدخول معه في حرب شوارع استمرت عدة ساعات، وتداول النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي اللحظات الأخيرة قبل وفاة “البلطجي”.
ولم تكن هذة المرة الاولى خلال هذا العام، ففي يونيو الماضي أقدم العشرات من أفراد عائلة الجعفري بقرية السجاعية التابعة لمركز المحلة بمحافظة الغربية اليوم على تطبيق حد الحرابة بالتعدي بالضرب المبرح وتمزيق جسد عاطل بالأسلحة البيضاء والعصي وتوثيقه بالحبال وبتر جزء من عضوه الذكري لممارسته الرذيلة مع إحدى سيدات العائلة.
حرب إمبابة
وشهدت منطقة بشتيل بـ”إمبابة” حرب شوارع الأيام الماضية حينما تبادلت عائلتان الأعيرة النارية وزجاجات المولوتوف لأكثر من 3 ساعات؛ ما منع الأهالي من الخروج من المنازل بسبب كثافة إطلاق النيران، ولإصابتهم بحالة من الذعر، بينما لم تستطع قوات الأمن السيطرة على الموقف إلا في وقت متأخر.
وتدخلت الشرطة بعد أكثر من 3 ساعات تواصل خلالها ضرب الرصاص، ووفقًا لتصريحات مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة، أكد أن قوات الأمن استدعت قوات من الأمن المركزي ووحدات الانتشار السريع، وقامت بالقبض على المتورطين بالحادث.
قتل في سرداق العزاء
وفي الشرقية قتل شخص من عائلة الجيزاوى، يدعى “أمين الجيزاوي” 61 سنة، متأثرًا بإصابته بطلق ناري، أثناء وجوده في سرادق عزاء بالقرية.
يأتي ذلك على خلفية المشادات التي نشبت بين العائلتين منذ عامين، وتطورت إلى اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 5 أشخاص (4 من عائلة بعلل وواحد من عائلة الجيزاوي)، وألقت الأجهزة الأمنية آنذاك القبض على 10 من عائلة الجيزاوي، وتم حبسهم على ذمة التحقيقات.
الصعيد يواصل القتال
وفي المنيا أصيب 5 أشخاص في اشتباكات بين عائلتين بقرية شارونة، أمس السبت، والتي نشبت بسبب أولوية المرور.
أما محافظة قنا، فقد أصيب 3 مواطنين في اشتباكات وقعت، الأسبوع الماضي، بين عائلتين بقرية “الخوالد” في مركز شرطة “أبو تشت”، شمال المحافظة، بسبب خصومة ثأرية بين العائلتين.
كما وقعت مشاجرة بالشوم والعصي في مركز “دراو” بمحافظة أسوان بين عائلتين بسبب خلافات جيرة، ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص.
وقُتل 3 أشخاص وأصيب آخرون في أسيوط خلال اشتباكات مسلحة بين عائلتي عبد الجليل، وعبد الشافي، بقرية الحواتكة بمركز منفلوط، الأربعاء الماضي، بالأعيرة النارية، وذلك لوجود نزاع على قطعة أرض مساحتها 6 قراريط بين العائلتين.
وتطور الأمر إلى اشتباكات بالأسلحة النارية بين العائلتين، نتج عنه مقتل ثلاثة وإصابة آخرين من عائلة عبد الجليل.
وقبل عشرة أيام، أصيب 6 أشخاص في مشاجرة بالأعيرة النارية بين عائلتي “الدويشة” و”عرابي” بمنطقة غرب البلد في محافظة أسيوط أيضا، حيث تحولت المدينة إلى ساحة قتال، بعد اعتلاء عائلة الدويشة أسطح منازلهم وقيامهم بإطلاق وابلا من الأعيرة النارية والخرطوش والحجارة على أهالي المنطقة، ما دفع الأهالي إلى إغلاق المحال التجارية خشية إصابتهم.
وفي منتصف الشهر الجاري، اندلعت اشتباكات بين عائلتي عبد الفضيل وأبو النور بمحافظة بني سويف بالطوب والحجارة والشوم؛ بسبب مشاجرة بين شباب العائلتين، مما أسفر عن إصابة 7 أشخاص، من بينهم حالة خطيرة تم تحويلها لمستشفى بني سويف العام.
انشغال الأمن بمطاردة السياسيين
وقال اللواء فؤاد الضبع، مساعد وزير الخارجية السابق، أن انشغال الشرطة بمطاردة الإخوان وكل المعارضين، شغلهم عن الحفاظ عن الامن، وترك للمواطن مساحة من الحرية الكاملة لاستخدام الأسلحة بكافة أشكالها من اجل الانتقام وسرعة استرداد حقه، لافتا إلى ان النظام الحالي طوع الداخلية في حرب سياسية كانت البلاد في غنى عنها.
وأضاف “الضبع”، في تصريح لـ”رصد”: “إن الانقلات الأمني هو نتاج لاحساس المواطن، ان الداخلية اقتصرت مهمتها على محاربة “الارهاب” في حين ان هناك إدارة للنجدة والتأمين في وزارة الداخلية لكنها بشكل تلقائي انضمت لفرق الاعتقال وتصفية المعارضين.