دُفنت، اليوم الجمعة، في مدينة عين العرب (كوباني) شمال شرق سوريا، جثامين الطفل السوري الغريق “أيلان” وشقيقه الأكبر “غالب”، وأمهما “ريحان” (27 عامًا)، في مراسم تخللتها مشاهد حزن ودموع خلال توديع والد أيلان “عبدالله” لأسرته.
وحضر مراسم الدفن نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض “سزغين طانري قولو”، وعدد من النواب الأتراك الآخرين في البرلمان التركي، وجمع غفير من أقرباء وسكان بلدة عين العرب، وفقًا لوكالة الأناضول للأنباء.
وقالت “فاطمة شيخو” جدة الطفل السوري الغريق “أيلان” الذي قذفت جثته الأمواج إلى شواطئ بحر إيجة قبالة سواحل مدينة بودروم التركية، وأصبح رمزًا لأزمة اللاجئين إن ابنتها وأحفادها فروا من تنظيم داعش، وتمكنوا من إنقاذهم في وقت سابق من دمشق، إلا أنهم فشلوا في إقناعهم بالبقاء في مدينة عين العرب (كوباني).
وأوضحت شيخو (45 عامًا) أن ابنتها “ريحان”، واجهت الموت خوفًا من داعش، واضطرت إلى ترك بلادها ومحاولة الهجرة، معربة عن حزنها العميق حيال فقدان ابنتها وأحفادها التي كانت تكن لهم الحب.
وأشارت شيخو إلى أن أسرة ابنتها حاولت أكثر من مرة التوجه إلى أوروبا، رغم نصائحها لهم بعدم الهجرة، مضيفةً أنه في المحاولة الأولى غرق قاربهم بالقرب من الشاطئ، وتمكنوا من النجاة، وفي الثانية تم ضبطهم من قبل فرق خفر السواحل التركية، وفي المحاولة الثالثة والأخيرة غرق حفيداها في البداية ومن ثم ابنتها، رغم محاولة زوج ابنتها إنقاذهم؛ حيث تمكن هو من السباحة باتجاه الشاطئ لينقذه خفر السواحل التركية.
وتساءلت شيخو عن إمكانية تشديد السلطات التركية إجراءاتها على شواطئها لمنع توجه المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا، وللحد من مأساة اللاجئين، مضيفةً: “كفى لموت كثير من الناس، ينبغي أن يتم وضع حد للعجز الذي نحن فيه”.
وأثارت صورة جثة أيلان كردي، 3 أعوام، التي لفظها البحر على أحد شواطئ مدينة بوردوم التركية، الأربعاء الماضي، موجة تعاطف مع اللاجئين السوريين في جميع أنحاء العالم.
ولقي أيلان حتفه لدى غرق القارب الذي كان يقل أسرته في محاولة الوصول إلى اليونان، وتوفي كذلك شقيق أيلان، غالب، ووالدتهما، في حين نجا والدهما عبد الله كردي من الغرق.