كشف عبد الرؤوف الريدي، سفير مصر السابق لدى واشنطن، أن الرئيس الأميركي، جورج بوش، لم يكن يريد صداما مع الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، وكان يأمل أن يجد لغة مشتركة ، عقب انتهاء الحرب الإيرانية العراقية.
وأشار- خلال لقائه مع برنامح رحلة فى الذاكرة لقناة روسيا اليوم- إلى أن إدارة بوش كانت تأمل فى استمرار علاقات التعاون مع العراق بالرغم من حملة اللوبي الصهيوني ضد العراق، مضيفا أن “بوش” أخبره أن الولايات المتحدة كانت تريد التعاون مع العراق، إلا أنه لم يستطع فهم هذا الرجل.
وأكد أن “صدام” هو أكثر من أضر بالعالم العربي، لأنه وفر كل الذرائع لضرب العراق، وكان العالم العربي بدأ التماسك ورجعت مصر للعالم العربي،وانعقدت القمة الاقتصادية في عمان وكانت قمة رائعة، إلا انه أفسد كل هذا باحتلال الكويت ليبدأ الشرخ القوي الذي لم نخلص منه حتى الآن.
موقف مصر إزاء أزمة الكويت
وكشف “الريدي” أن العراق حاولت أن تغري مصر بنفط الكويت حتى تتخلى عن موقفها من غزو العراق للكويت، وأخبر عن لقاء حضره بنفسه بين الرئيس المخلوع حسني مبارك، والرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، بقصر رأس التين، مشيرًا إلى أن الأخير كان قادما من بغداد مع وفد، وقال لمبارك وقتها “انسوا الكويت هي انتهت”.
وأضاف الوفد بأنهم مستعدون اقتسام كل ديون مصر، ويكون لها نصيب من الأموال التي تأتي من مبيعات النفط لدول الخليج، مقابل تغيير موقفهم تجاه الكويت، إلا أن مصر رفضت ذلك.
توطيد العلاقات بين مصر وأميركا
وتابع الريدي: “استطعت صنع علاقات جيدة بين نائب الرئيس الأميركي، جورج بوش، وعصمت عبد المجيد،رئيس جامعة الدول العربية الأسبق، وكنت على يقين بأنه سيكون الرئيس القادم، وأسفرت العلاقات عن التقارب بين أمريكا ومصر، وتفهم أمريكا للقضايا الفلسطينية والعربية، وكان محل تقدير، وكسب الثقة واحترام الناس”.
وكشف “الريدي” عن أن “مبارك أخبره بأنه لا ينتوى الترشح للرئاسة مرة أخرى، فى عام 1992، وقال إن اسوأ وظيفة شغلها كانت الرئاسة.