شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ليبيراسيون: في مصر.. تستقيل الحكومة ويبقى الفساد

ليبيراسيون: في مصر.. تستقيل الحكومة ويبقى الفساد
"إقدام السيسي، على إقالة حكومة محلب، بعد فضائح الفساد التي تبين تورطها فيها مؤخرا، ليس كفيلا بمحاربة مظاهر الرشوة والفساد التي تنتشر في مصر منذ عقود".

“إقدام السيسي على إقالة حكومة محلب بعد فضائح الفساد التي تبين تورطها فيها مؤخرًا، ليس كفيلاً بمحاربة مظاهر الرشوة والفساد التي تنتشر في مصر منذ عقود”.

هكذا افتتحت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية تقريرًا لها نشرته اليوم الاثنين، ففضيحة الفساد التي طالت وزير الزراعة بحكومة محلب الأسبوع الماضي، لم تأت بسبب شيء خارج عن المألوف في مصر، فـ”بيع الأراضي المملوكة للدولة أو للجيش بأثمنة بخسة، والحصول على عمولات مهمة في مقابل ذلك أمر معروف في البلاد”.

وعلى هذا الأساس “لا تمثل هذه الخطوة مؤشرا على محاربة الرشوة في مصر”، فحسب تأكيد محلل سياسي مصري للصحيفة الفرنسية، اعتبر أن إعفاء حكومة محلب “خطوة انتخابية في المقام الأول”، خاصة أن ذلك يأتي بعد تصريحات وزير التعليم العالي سيد عبد الخالق، حول إجراءات تفضيلية لأبناء الضباط والقضاة في التعليم”، والتي خلقت صدمة كبيرة واستوجبت اتخاذ خطوات لإلهاء الرأي العام”، يردف المتحدث ذاته.

وأكد المحلل نفسه أنه “سواء تعلق الأمر بطلب موظف صغير أو شرطي مرور لرشوة، أو طلب ذلك مسؤولون كبار في الحكومة أو الشرطة أو الجيش، فإن النظام بأكمله غارق في الرشوة والفساد على جميع المستويات”.

وشدد التقرير على أن الحرب على الرشوة في مصر أسفرت إلى حدود اليوم عن نتائج وصفها بـ”الهزيلة”، مستدلاً على ذلك بكون معظم الدعاوى القضائية التي يحاكم فيها مسؤولون من عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ما تزال غير محسومة على الرغم من مرور سنوات على عرضها أمام المحاكم، في وقت ما يزال فيه رجل الأعمال أحمد عز، المعروف بتورطه في فضائح فساد، لا يحس أنه منبوذ بسبب ذلك، بل ويطالب برفع الحظر عن مشاركته في الحياة السياسية.

 وأضاف المصدر ذاته أن التسامح مع الفساد كان حاضرا أيضا في فترة حكم الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث إنه حاول، كما هو الشأن بالنسبة لعبد الفتاح السيسي، أن يفتح مجالاً لـ”التصالح” مع رجال الأعمال المدانين بالرشوة أو عدم أداء مبالغ مهمة من الضرائب.

وتابع التقرير أن الجنرال السيسي، عرض على رجال الأعمال هؤلاء غض الطرف عنهم في مقابل مساهمتهم في صندوق “تحيا مصر”، الذي أنشأه لمكافحة البطالة وتطوير البلاد.

إلى ذلك، لفت تقرير الجريدة الفرنسية الانتباه إلى ما تعرض له هشام جنينة، الذي عينه الرئيس مرسي رئيسًا للجهاز المركزي للحسابات، من مضايقات، والتي ذهبت إلى حد تخوينه واتهامه بالعمالة للخارج، بعد تفجيره للعديد من قضايا الفساد، هذا فيما يواجه دعوى قضائية لعزله من منصبه بسبب ذلك.

وفي هذا النحو، نقلت الجريدة عن خبير مصري في قضايا الرشوة تأكيده أن هذه المضايقات في حق جنينة تصب في محاولات إسكاته، مبرزًا أنه حتى نظام مبارك كان يترك مجالا من الحرية للإعلام وللجهاز المركزي للحسابات، فيما النظام الحالي “لا يتسامح مع أي نوع من الانتقادات”، لافتًا إلى أن أيام حرية الجهاز المذكور قد انقضت، وذلك بسبب “سن القصر الرئاسي لاستراتيجية انتقائية لمكافحة الرشوة، مبنية على حسابات سياسية في المقام الأول”.

إلا أن جنينة لم يتمكن من التطرق للقضايا المتعلقة بالفساد في المؤسسة العسكرية حتى في الأيام التي كان يعبر فيها بحرية، وذلك بالنظر إلى كون ميزانية الجيش تعتبر من الأمور السرية في مصر على الرغم من كون مصالحه حاضرة بقوة في جميع الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والصناعية التي تبرمها البلاد.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023