شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“ذي نيشن”: هل تورطت إيران وروسيا في فيتنام سورية؟

“ذي نيشن”: هل تورطت إيران وروسيا في فيتنام سورية؟
قال البروفيسور جوان كول أستاذ التاريخ في جامعة متشغان، أن كل من إيران وروسيا تورطا عسكريا في سوريا، حيث أن معركة الزبداني مستمرة حتى نهاية هذا الأسبوع، ولكن مع فرق، حيث تشير بعض التقارير إلى أن هناك تدخلا من القوات الإيرانية

قال البروفيسور جوان كول، أستاذ التاريخ في جامعة متشغان، إن كلا من إيران وروسيا تورطتا عسكريا في سوريا، حيث إن معركة الزبداني مستمرة حتى نهاية هذا الأسبوع، ولكن مع فرق، حيث تشير بعض التقارير إلى أن هناك تدخلا من القوات الإيرانية. 

ونشرت مجلة “ذي نيشن” تقرير البروفيسور جوان كول الذي أوضح أن المصادر الوحيدة للأخبار القادمة من الجبهة، التي تقع غرب سوريا قرب الحدود مع لبنان، هي حزبية ولا تتطابق مع بعضها البعض.

وتنقل المجلة عن المصادر الإيرانية قولها إن قوات حزب الله وقوات النظام وصلت إلى مركز الزبداني يوم الإثنين، وسيطرت على مسجد كبير، ودمرت مخزنا كبيرا لأسلحة الثوار، وتحاصر مقاتلي جبهة النصرة ومن معهم في مساحة كيلومتر واحد من المدينة. 

ويورد كول أن صحيفة إيرانية بارزة ادعت أنه قد قتل 20 إرهابيا، وجرح 30 الإثنين، مشيرا إلى أن ما يميز هذه المرة عن سابقتها هو تأكيد وجود جنود إيرانيين، وليس فقط مستشارين عسكريين في الجبهة. ويتساءل الكاتب أنه بينما تقوم روسيا بإنزال دباباتها وجنودها لمساعدة نظام بشار الأسد، فهل تزيد كل من طهران وموسكو من مشاكلهما بتوريط جيشيهما؟  

وتبين المجلة أنه قد تم نشر تقارير هذا الأسبوع تشير إلى إنزال 200 جندي من مشاة البحرية الروسية في قاعدة جوية متقدمة، بالقرب من اللاذقية في شمال غرب سوريا، وأن كميات كبيرة من السلاح والعتاد يتم نقلها هناك من قاعدة في جنوب روسيا، باستخدام المجال الجوي الإيراني والعراقي. 

يذكر الكاتب أنه بخصوص القتال على الحدود اللبنانية، فقد نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأسبوع الماضي، بحسب ما ترصده هيئة الإذاعة البريطانية، تقارير تفيد بأن روسيا وإيران تنسقان عملية دعم بالجنود في سوريا، وأن إيران أرسلت عدة مئات من مقاتلي الحرس الثوري لشن الحرب في الزبداني بجانب حزب الله. 

وينقل التقرير عن “الصحيفة الليبرالية اللبنانية “صدى البلاد” قولها: “إن هناك مبالغات حول الوجود العسكري الروسي والإيراني في سوريا من الإعلام الإسرائيلي وإعلام المعارضة الإسرائيلية، وذلك لأغراض دعائية، تهدف إلى التقليل من شأن دمشق”.

وتشير المجلة إلى أن مدينة الزبداني، ذات الغالبية السنية، تقع في واد أخضر، وكان عدد سكانها 30 ألف نسمة قبل الحرب، وهي محاطة بجبال عالية يصل إرتفاعها إلى ثلاثة آلاف قدم، بالقرب من الحدود اللبنانية إلى الشمال الغربي من دمشق. وتقع في طريق الإمدادات للشيعة في لبنان، ووقوعها في يد تنظيم ينتمي لتنظيم القاعدة، جعل حزب الله والمسيحيين ينظرون إلى خطر ذلك على أمنهم. ومنذ 2012 وقعت المدينة تحت سيطرة المعارضة أكثر من مرة.

ويفيد كول بأن الراديو الرسمي الحكومي “سبيوتنك” أعلن صباح الثلاثاء أن معركة الزبداني وصلت إلى نهايتها، وأن 350 من الثوار محاصرون هناك، وقال إنه في الأيام الأخيرة استسلم 240 مقاتلا للحكومة السورية، وبعضهم تحول ليحارب مع الحكومة. 

ويلفت الكاتب إلى أنه في المقابل، فقد أعلن تليفزيون “الجزيرة” عن مقتل خمسة من حزب الله في عطلة نهاية الأسبوع في الزبداني، ليصل العدد إلى 100 منذ بداية الهجوم في يوليو، ودون ذكر تفاصيل حول المعركة الحالية؛ وذلك لضرب معنويات حزب الله، بدعوى أنه تكبد خسائر كبيرة خلال هذا الصيف.

ويجد التقرير أن أي انتصار للنظام وحزب الله في الزبداني سيرفع معنويات قوات الأسد، خاصة بعد أن خسرت تدمر وإدلب في الأشهر الأخيرة، وبعد أن ساد التصور بأن الثوار سواء كانوا من تنظيم الدولة أو من تنظيم القاعدة وحلفائها لديهم نفس لحرب أهلية طويلة. 

وتوضح المجلة أن التقارير التي صدرت هذا الأسبوع متعارضة وغير واضحة لدرجة كبيرة، بحيث يصعب الحكم على ماذا يجري حقيقة. وبالنسبة لدمشق على أي حال، فإن الخطر هو أن ينظر السوريون للقوات الروسية والإيرانية التي تساعد الأسد على أنها قوات احتلال أجنبية. وقد استخدم الثوار في الجانب السني والسلفي هذه الحجة في دعايتهم منذ زمن، ولكن تكاثر عدد الجنود الروس والإيرانيين الموجودين سيجعل سوريي الساحل يصدقون (مع أنهم إلى الآن يخافون من تنظيم الدولة أكثر من خوفهم من طهران وموسكو). 

ويعتقد كول أنه إذا أصبح عدد الجنود الإيرانيين كبيرا لدرجة أن يؤثر على نتيجة المعركة في الزبداني، فإن التدخل الأجنبي المباشر سيكون بدأ بفرض مسار الحرب الأهلية. مبينا أن تزايد عدد الجنود الروس بالقرب من اللاذقية سيكون له أثر خطير إن تحقق. وهذا ما حصل عام 1965، عندما تحول المستشارون العسكريون الأمريكيون في فيتنام إلى جيش مشاة ينشغل في حرب بعيدة عن بلاده. 

وتختم “ذي نيشن” تقريرها بالإشارة إلى أنه بالرغم من ضبابية الرؤية، وعدم معرفة ماذا يجري بوضوح، فإننا قد نكون نلمح مرحلة جديدة في الصراع السوري، مرحلة تخاطر فيها إيران وروسيا بالتورط في فيتنام خاصة بهما.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023