شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الموريتانيون يصِلون أرحامهم بـ”خروف اللحظات الأخيرة”

الموريتانيون يصِلون أرحامهم بـ”خروف اللحظات الأخيرة”
يختلف "خروف اللحظات الأخيرة"، كما يسميه الموريتانيون، حسب كل حالة، فهو بالنسبة للكثيرين الخروف الذي تم شراؤه في اللحظات الأخيرة، ليلة عيد الأضحى أو صبيحته، للاستفادة من انخفاض الأسعار والعروض التي يقدمها باعة المواشي، للتخلص

يختلف “خروف اللحظات الأخيرة”، كما يسميه الموريتانيون، حسب كل حالة، فهو بالنسبة للكثيرين الخروف الذي تم شراؤه في اللحظات الأخيرة، ليلة عيد الأضحى أو صبيحته، للاستفادة من انخفاض الأسعار والعروض التي يقدمها باعة المواشي؛ للتخلص مما تبقى لديهم من مواش.

لكن “خروف اللحظات الأخيرة” بالنسبة لغير القادرين على ابتياع أضحية، يكون هدية يقدمها أحد الأقارب أو الجيران أو أحد الميسورين، حين يعلم تعذر حال بعض الأسر، فيأتيهم الخروف في اللحظات الأخيرة، بعد أن تكون الأسرة قد فقدت الأمل في العثور على أضحيتها للعيد، وهكذا تنال فرحة كبيرة.

ويحظى “العيد الكبير” كما يحلو للموريتانيين تسميته باهتمام كبير وطقوس خاصة؛ فهو مناسبة لصلة الرحم وتجمّع الأهل وممارسة الطقوس والعادات المرتبطة بنحر الأضحية؛ حيث يحرص الموريتانيون على التصدق بجزء منها، وإعداد ولائم مما تبقى منها، لاستقبال الضيوف والمهنئين بالعيد.

ولا يجد الموريتانيون متعة للعيد إلا بالاجتماع بالأهل والأقارب، فالعيد بالنسبة لهم جمع وصحبة وزيارات للأهالي والأصهار، وتفقد أحوال كبار السن الذين يفضلون الاستقرار بمناطقهم الأصلية في الأرياف أو المدن الصغيرة؛ ما يجعل السفر في العيد ضروريًا بالنسبة للكثير من الموريتانيين، خاصة الشباب والمهاجرين والعوائل الصغيرة.

وقد سمح تزامن العيد مع نهاية العطلة الصيفية، التي تستمر لغاية أول أكتوبر/تشرين الأول موعد الدخول المدرسي، للكثير من الموريتانيين بالسفر لمعايدة أهاليهم والاستمتاع بـإجازة العيد، واستغلال هذه الفترة للسفر والاستجمام والراحة، خاصةً أن المناطق الشرقية والجنوبية اكتست حلة ربيعية بفضل الأمطار التي عرفتها مناطق واسعة من موريتانيا، بعد سنوات من الجفاف.

ويقول محمد يحيى ولد هارون، وهو موظف (39 عامًا): “إن قضاء العيد وسط عائلة كبيرة مكونة من الأعمام والأخوال والأقارب، تقليد أصيل، يحرص عليه الموريتانيون، ويحاولون دائمًا الوفاء لهذا التجمع؛ فالغالبية تخطط للسفر إلى المناطق الداخلية والاجتماع هناك والاحتفال بالعيد”.

ويشير إلى أنه سيسافر ليلة العيد مع عائلته الصغيرة إلى مدينة “كيهيدي”، التي تبعد 420 كلم عن العاصمة نواكشوط، في قافلة من ثلاث سيارات لعائلة شقيقته، وأخرى تنقل عائلة ابن عمه؛ حيث سيقضى الجميع إجازة العيد في مدينتهم الأصلية كيهيدي، بعد أن فرقت بينهم ظروف العمل والاستقرار في العاصمة.

وشهدت وكالات الأسفار وتأجير السيارات ومحطات حافلات النقل العمومي إقبالاً استثنائيًا من قبل الموريتانيين في الأيام الأخيرة قبل العيد، ودفع الضغط الكبير على خطوط الطيران الداخلي الكثير من المعايدين للسفر برًّا رغم صعوبة الأمر؛ بسبب رداءة الطرق وطول المسافة الفاصلة بين المدن الموريتانية المتناثرة، على أرض بلد مساحته تزيد على المليون كيلومتر مربع.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023