شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد اعتقال 4 من أفرادها.. “رصد” في لقاء خاص بـ”الأسرة الحديدية” بأسيوط

بعد اعتقال 4 من أفرادها.. “رصد” في لقاء خاص بـ”الأسرة الحديدية” بأسيوط
تبحث أسرة دون رعيل عن السعادة والعيد؛ بعدما كانت تجتمع كل عيد، شتت الانقلاب شملها بعد اعتقال رعيلها الشيخ سيد خضر.

تعيش العديد من الأسر المصرية بعد الانقلاب العسكري الذي وقع بمصر في الثالث من يوليو 2013، حالة من الأسى والحزن؛ بسبب فقد أحد أبنائها شهيدًا برصاص الجيش والشرطة في المذابح المتكررة منذ الانقلاب وحتى اليوم، أو بسبب غياب أحد أفراد الأسرة معتقلًا خلف غياهب السجون، أو مطارد، أو طريدًا خارج البلاد.

ومع دخول عيد الأضحى المبارك ومروره سريعًا، لم تشعر العديد من تلك الأسر بفرحة أو بطعم للعيد؛ بسبب الشتات الذي لحق بهم جراء عمليات القتل أو الاعتقال أو المطاردة.

شبكة “رصد” الإخبارية قامت بمحاورة إحدى تلك “الأسر” بمحافظة أسيوط، والتي يطلق عليها البعض “الأسرة الحديدية”؛ بسبب صبرها واحتسابها؛ بعد فقدهم أحد أفراد العائلة في أحداث المنصة عام 2013، ثم اعتقال أب وثلاثة أبناء من الأسرة نفسها، ليحكي لنا أفراد الأسرة كيف مرت أيام العيد عليهم، ونستعرض جزءًا من المعاناة التي تعيشها الزوجة والأولاد وقد غيب أربعة من أفراد أسرتهم خلف غياهب السجون.

الزوج تخطى الـ70 عامًا

في البداية، تعرض “أم عبدالله” ربة الأسرة، سيرة أسرتها المعتقلة لتوضح أن زوجها الشيخ سيد خضر، يبلغ من العمر 70 عامًا ولديه من الأبناء 3 بنات و5 أولاد ذكور، وكان يعمل مدرسًا بمدرسة بقرية الجرف، بمدينة ديروط محافظة أسيوط.

وبحسب زوجته، فلم تكتف قوات الأمن باعتقاله دون أية أسباب؛ بل قامت كذلك باعتقال ثلاثة من أبنائه وهم صهيب “26 عامًا، خريج جامعة الأزهر”، ومصعب “الفرقة الثانية كلية الآثار”، ومحمد “الصف الثاني الثانوي”.

وأشارت “أم عبدالله”، إلى أن لزوجها المعتقل الشيخ سيد خضر، شقيقًا ارتقى “شهيدًا” في أحداث المنصة، ويدعى حسن خضر عبدالجليل.

شردوا أبنائي الثلاثة

وأثناء حديثها، أجهشت أم عبدالله، زوجة الشيخ سيد، بالبكاء حزنًا على فقدانها أبناءها وقالت: “صهيب هو أبر أبنائي بي وأكثرهم حنانًا علينا، أما مصعب هو ابني المجتهد المثابر المتفوق دائمًا في دراسته، ومحمد ابني صاحب الـ17 من عمره حرموه من الامتحان وتأخر عن باقي زملائه وضيعوا مستقبله، ولم يكتفوا بذلك؛ بل أرادوا كسر إرادتنا واعتقلوا زوجي المسن والمريض بفيروس سي ومنعوا عنه الأدويه ونقلوه إلى سجن الوادي تعسفًا.

وعند سؤالها عن كيف يقضون العيد وماذا عن استقبال العام الدراسي الجديد؟ قالت: شردوا أبنائي وفرقوهم حتى في السجون، نقلوا زوجي إلى سجن الوادي تعسفًا، وابني صهيب نقلوه سجن أسيوط العمومي، وابني محمد في فرق الأمن بأسيوط، أما ابني مصعب فمسجون بسجن مركز ديروط، كل يوم بنجهز زيارة لكل واحد فيهم في مكان بعيد، أيامنا كلها زيارت ومحاكم واستئنافات وألم على أبنائنا، ظهري انكسر بعد أولادي وزوجي؛ وأضافت “مافيش عيد ولا عمر المصريين هيفرحوا ولو للحظة طول ما الشوارع غرقانة بدم أولادنا والسجون فيها أحبابنا”.

عيدنا حين ينعمون بالحرية

وفي جوابها عن ماذا يمثل لها العيد في تلك الأجواء؛ قالت الابنة الوسطى، للشيخ المعتقل “سيد خضر” وأخت المعتقلين الثلاثة: “كل الناس بتروح تتنزه مع والدهم وإخوتهم إلا نحن لا نشعر بالسعادة ولا العيد إلا في زيارة لهم ورؤيتنا لوجوههم المستبشرة حتى هذه حرمونا منها وتم منع الزيارة أيام العيد، مع العلم أنه كان متاحًا العام الماضي؛ كأنهم يريدون أن يمنعوا الفرحة عنا متعمدين التضييق على المعتقلين داخل السجون”.

فيما قالت الابنة الكبرى: “عيدنا الثالث دون عمي وهو شهيد أحداث المنصة؛ صاحب الحق الثائر الذي علمني الشجاعة ومعنى الإخلاص كان في أول الصفوف في 25 يناير وطلب الشهادة حينها لكن لم ينلها فصدق الله في رابعة فصدقه ونال الشهادة هناك، أما أخي صهيب فكان دائمًا ناصرًا للحق شارك في ثورة 25 وكان يحلم بالتغيير والنصرة لمصر، ولما جاء الانقلاب العسكري كان في صفوف الحق ونادى بإسقاطه وتعاهد على أن لا يغادر رابعة إلا منتصرًا فأصابته رصاصة الغدر، لكن بفضل الله نجا منها ليتم اعتقاله من منزله، حرمونا منه وحرموه من الفرحة؛ حيث كنا نجهز لعرسه قريبًا”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023