وصف الكيان الصهيوني “مبارك” بالكنز الإستراتيجي لإسرائيل، و”السيسي” بهدية الله لإسرائيل.
جاء خطاب عبدالفتاح السيسي في الأمم المتحدة ليثير إعجاب وترحيب النخب الإسرائيلية، والتي عبرت عن سعادتها بخطاب السيسي، واحتفائها به بشكل مبالغ فيه، وصل لوصف البعض بأن السيسي هدية الله لإسرائيل.
توظيف السيسي لخدمة “إسرائيل”
يقول الجنرال آفي بنياهو، الناطق الأسبق بلسان الجيش الإسرائيلي، إن “السيسي هو هدية الشعب المصري لإسرائيل ويتوجب توظيفها إلى أبعد حد”.
وفي مقال نشرته صحيفة “معاريف”، في عددها الصادر الإثنين الماضي، كتب بنياهو إن السيسي هو الوحيد القادر على مساعدة إسرائيل على مواجهة حركة المقاطعة الدولية “BDS“، التي باتت تعد تهديدًا وجوديًا على إسرائيل.
وحسب منطق بنياهو، فإن حركة المقاطعة الدولية تستفيد من حالة الجمود في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وهذا ما يستدعي الطلب من السيسي الضغط على قيادة السلطة لاستئناف المفاوضات لوقف مظاهر المقاطعة.
أذهل اليهود برجاحة عقله
وبعثت دبلوماسية إسرائيلية بارزة، برسالة دعم وتأييد غير مسبوق لعبدالفتاح السيسي، كشفت في طياتها عن إعجابها الكبير بأدائه، وموقفه المعادي لحركة حماس، وتقارب نظامه مع إسرائيل.
وقالت “فسرمان لاندا”، التي سبق وعملت في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بين عامي 2003-2007، عن السيسي، إنه أذهل الإسرائيلين برجاحة عقله، في القضاء على الإرهاب، ودعم خطط اقتصادية جديدة، وكذلك في محاصرة العنف ضد النساء وزيارة المتضررات من التحرش الجنسي.
كما امتدحته الدبلوماسية الإسرائيلية الشابة، في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت” حمل عنوان “يا سيسي شعب إسرائيل معك.. رسالة مفتوحة للرئيس”، بالقول: “أشد على يدك وأتلو صلاة لحفظ وتعزيز العلاقات بين دولتينا وبين شعبينا”.
هجوم يهودي
وامتدح “مركر يروشليم لدراسة المجتمع والدولة”، الذي يرأس مجلس إدارته دوري جولد، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي، بقوة تشديد السيسي على ضرورة تبلور تحالف دولي عربي إقليمي لمواجهة “الإرهاب” الإسلامي والانتصار عليه.
وهاجم المركز بشدة المجتمع الدولي؛ بسبب عدم تعاونه مع السيسي واستخفافه به، مشيرًا إلى أن الغرب وتحديدًا الولايات المتحدة سخرت من السيسي قبل عدة أشهر عندما رفضت دعوته للتدخل العسكري في ليبيا.
ودعا المركز، الذي يعتبر أكثر مراكز التفكير الإسرائيلي التصاقًا بالحكومة اليمينية في تل أبيب، العالم لمنح فرصة لاختبار اقتراحات السيسي.
وانتقد المركز، بشكل خاص، سلوك الولايات المتحدة تجاه نظام السيسي، مطالبًا واشنطن بإظهار تصميم أكبر في دعمها لهذا النظام، منتقدًا بشكل خاص عدم تجدد التدريبات المشتركة بين الجيشين المصري والأميركي.
السيسي يخدم “إسرائيل”
من ناحيته، قال تسفي مزال، السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة، إن السيسي خدم الموقف الإسرائيلي عندما دعا الدول العربية للانضمام لمسيرة التسوية مع إسرائيل، منوهًا إلى أن السيسي كان يقصد دعوة دول مثل السعودية والمغرب ودول الخليج.
وفي مقال نشره، صباح اليوم، موقع “المنتدى الإستراتيجي”، نوه “مزال” إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أدرك حجم الفائدة الدعائية التي حصلت عليها إسرائيل من خطاب السيسي مما جعله يصدر بيانًا يبارك ما جاء في خطابه.
وقال “مزال”: السيسي حاول في خطابه إبراز دور نظامه في الحرب على الإسلام “المتطرف”، مشيرًا إلى أن السيسي بين لأوروبا أن سقوط نظامه يعني وقوع مصر تحت حكم الإسلاميين، مما يمثل بدوره تهديدًا للأمن الأوروبي.
وهاجم “مزال” وسائل الإعلام العالمية التي اهتمت بما جاء في خطابي الرئيس الروسي فلادمير بوتين، والرئيس الأميركي باراك أوباما ولم تتوسع في تغطية المواقف “القوية” التي عبر عنها السيسي، على حد قوله.