شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

صحيفة يابانية: تركيا وإيران تشكلان مستقبل المنطقة

صحيفة يابانية: تركيا وإيران تشكلان مستقبل المنطقة
سلط الكاتب الياباني "يوتشي فنداباشي" الضوء على الصراع الدائر بين إيران وتركيا على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط ومستقل التعاون بينهما.

سلط الكاتب الياباني “يوتشي فنداباشي” الضوء على الصراع الدائر بين إيران وتركيا على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط ومستقل التعاون بينهما.

ورأى الكاتب في مقاله المنشور بصحيفة “جابان تايمز” إنه بالرغم من أن الاتفاق النووي مع إيران لن يمكنها من امتلاك مواد، مثل اليورانيوم والبلوتونيوم لاستخدامهما في السلاح النووي، إلا أنه على المدى البعيد ستظهر إيران كقوة نووية.

وقال الكاتب: إن السعودية غير متفائلة بهذا الاتفاق، وفي العراق قويت المعارضة السنية لنظام الحكم الشيعي أكثر من أي وقت مضى، ووضعت البلاد في طريقها لتصبح دولة فاشلة، وهو ما يعني الخسارة التدريجية للعراق “كمنطقة عازلة” بين إيران ذات الأغلبية الشيعية والأغلبية السنية العربية في السعودية.

ورأى الكاتب أن إيران تتمتع بميزة كبيرة، وهي الإرث التاريخي والذاكرة الجماعية للإمبراطورية الفارسية، وتعداد سكان يبلغ 79 مليون نسمة مقارنة بتعداد السعودية البالغ 31 مليون نسمة، وبسبب موقعها المميز فإن إيران لديها القدرة على غلق مضيق هرمز في أي وقت متى شاءت.

وأوضح أن هناك مكانًا استراتيجيًا آخر؛ هو رأس الجزيرة العربية، يقصد خليج العقبة، الذي يوصف بأنه  الجسر البري بين أوربا وآسيا ومن يسيطر عليه يسيطر على الشرق الأوسط، وفي الوقت الحالي فإن السعودية ومصر يسيطران عليه، ومع ذلك ففي حال حدوث أزمة في النظام السعودي في المستقبل أو الانزلاق إلى النموذج العراقي سوف يخلق فراغ سلطة، وفي هذه الحال ستتحرك إيران وتركيا لملء هذا الفراغ.

وأبرز الكاتب الدور التركي في المنطقة، مشيرًا إلى التعاون بينها وبين الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم الدولة وقيام الطيران التركي بقصف أهداف التنظيم.

واعتبر الكاتب أن إحدى نقاط القوة التي لدى تركيا هي بقاء الذاكرة العثمانية مترسخة في المنطقة، ويبلغ سكانها 78 مليون نسمة علاوة على أن نهري دجلة والفرات ينبعان من تركيا.

ومنذ تأسيسها فإن تركيا تشابهت مع النموذج الغربي، وفي عام 1987 تقدمت تركيا بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، وفي عام 2005 شرعت في مفاوضات انضمام للاتحاد، وخلال العقد الذي أعقب ذلك أدركت تركيا أن عضوية الاتحاد الأوربي قد تكون حلمًا مستحيلاً، وعزز رفض الاتحاد الأوربي لها شعورها بالاغتراب، وهو ما دفعها إلى الاتجاه شرقًا نحو الشرق الأوسط ووسط آسيا.

وتوقع الكاتب أن تلعب تركيا وإيران دورًا مهمًّا في استقرار المنطقة في المستقبل، مشيرًا إلى تعقد مصالح كل من البلدين كما يظهر في سوريا.

وبالرغم من ذلك فهناك احتمال أن يتجه البلدان لتعميق علاقاتهما؛ إذ تدرك تركيا دورها كقوة إقليمية في الربط بين أوربا والشرق، وتضع في اعتبارها إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز والنفط الإيراني إلى أوربا، وإيران وتركيا هما القوة الحقيقة في المنطقة باستثناء مصر، وفي المستقبل ستتحول هذه الدول الأخرى إلى قوة افتراضية، وستبقى إيران وتركيا هما القوتين الحقيقيتين.

وختم الكاتب بالقول: “الصراع الجيوسياسي الحالي في المنطقة والذي يسعى إلى تدمير خرائط سايكس بيكو هو ماض الآن في فرض نفسه، وبغض النظر عن نجاح هذا الصراع أم لا فإن إيران وتركيا سيشكلان معاقل تاريخ وجغرافيا المنطقة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023