مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وانتشار الدعوات المطالبة بمقاطعة الانتخابات، بدأت وسائل الإعلام المصرية والأحزاب المؤيدة للنظام، في شن حملات هجومية على المطالبين بمقاطعة الانتخابات، واتهمامهم بالعمل لصالح الإخوان والفلول، وخيانة الوطن.
إظهار غضب الشارع
وتهدف دعوات المقاطعة، إلى إظهار وجود غضب من قبل الشعب إزاء العملية السياسية، فضلًا عن التدليل على عدم وجود ظهير شعبي للنظام القائم.
وهاجم العديد من السياسيين والأحزاب المؤيدة للنظام، الداعين لمقاطعة الانتخابات؛ خوفًا من نسبة المشاركة الضعيفة.
هجوم على دعوات المقاطعة
في المقابل، شن مؤيدو النظام هجومًا شديدًا على دعوات المقاطعة، ووصف محمد عطية، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية وأحد المؤيدين للنظام، دعوات مقاطعة الانتخابات البرلمانية قائلًا إنها ليست الحل النهائي لحالة الاستقطاب السياسي التي نشهدها حاليًا، وإنما المشاركة أمل تغيير الواقع من خلال المؤسسات المنوط بها صنع القرار السياسي داخل البرلمان.
وادعى “عطية” أن القوى السياسية التي تدعو لمقاطعة الانتخابية تناقص عددها عقب تيقنهم بأن المقاطعة ليست الحل، وإنما دخول البرلمان من أجل التغيير، مشيرًا إلى أن أعضاء الجماعة الإرهابية ليست بالكثافة العددية التي يمكن أن تؤثر على العملية الانتخابية، على حد وصفه.
وقال عضو المكتب السياسي، إن الانتخابات البرلمانية القادمة ستكون أولى بدايات التغيير المطلوب، من خلال وجود نائب لكل دائرة يعبر عن همومهم ويكون صوتهم تحت قبة البرلمان.
المقاطعون مخربون!
وزعم الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، أن القوى السياسية والأحزاب المقاطعة لانتخابات البرلمان القادم، هي قوى هامشية وليس لها وزن سياسي أو قيمة ملموسة، مضيفًا أن القوى التي يعلو صوتها فعلها يكون قليلًا.
وأكد “زهران” أن القوى التي تقاطع تحقيق الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق لن يكونوا أعداء للبرلمان فقط، وإنما سيكونون أعداء لمصر كلها، مؤكدًا أنهم لن يكونوا سوى قوة متمردة تقف في وجه الإصلاح بهدف تخريب مصر.
ووصف الدكتور عماد جاد، عضو قائمة “في حب مصر” الانتخابية، كل من يقاطع الانتخابات البرلمانية، بمثابة رفضه دعم مصر ومشاركتها في تحقيق الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق، لعبور هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن.
“قاطع برلمان الأغنياء والفاسدين”
في المقابل، اشتدت دعوات مقاطعة الانتخابات، خلال الأيام القليلة الماضية، مع اقتراب موعد الانتخابات.
وأعلن حزب “الاستقلال” تدشين حملة جديدة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تحت عنوان “قاطع برلمان الأغنياء والفاسدين”؛ لتعريف المصريين بمساوئ برلمان العسكر، وكيف يكرس لترسيخ أركان دولة الفساد والظلم من خلال انتخابات هزلية، وتعبيرًا أيضًا عن موقف الحزب حول مقاطعة الانتخابات البرلمانية، بحسب الصفحة.
وأكد القائمون على الحملة، أن هدفها إعلان أسباب مقاطعة حزب “الاستقلال” لذلك البرلمان الذي وصف بالوهمي، بعد تصدر الفلول ورجال أعمال نظام المخلوع مبارك ورجال العسكر للمشهد، ودعوة الشعب لمقاطعة الانتخابات، “رفضًا لهذا النظام الفاسد، وانتصارًا لدماء شهداء الثورة منذ 25 يناير، وحتى الآن، وانتصارًا لمئات الآلاف من المعتقلين داخل عنابر الموت”.
وأكد منسقو الحملة -التي انطلقت على مواقع التواصل، تحت عنوان “#قاطعوا_ برلمان_ الأغنياء_ والفاسدين”- أنه سيتم الإعلان عن آليات العمل بنشر مجموعة من الملصقات التعريفية بكيفية المقاطعة، في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والغربية والشرقية وكفر الشيخ وأسيوط وبني سويف”.
“قاطع الانتخابات”.. حملة جديدة
ودشن عدد من النشطاء، حملة موسعة لمقاطعة الانتخابات بعنوان “#قاطع_الانتخابات”، مؤكدين أنه لن تنجح انتخابات في ظل عسكرة الدولة والديكتاتورية، وانعدام العدالة والأمن والأمان، وانهيار الاقتصاد، وتحت حكم العسكر.
المجال السياسي مغلق
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحزب “مصر القوية”، محمد القصاص، إن الحزب يدرس حاليًا تدشين حملة لمقاطعة الانتخابات، مشيرًا إلى أن مشاركة الحزب في المقاطعة حال تنظيم عدد من الأحزاب والحركات الثورية حملة لمقاطعة التصويت.
وأشار إلى أن المجال السياسي في مصر مغلق تمامًا حاليًا، فلا يمكن تنظيم فعاليات على أرض الشارع أو عقد مؤتمرات جماهيرية، ومؤكدًا أن هذا ما دفعهم للمقاطعة.
انتخابات الدم
وفي سياق متصل، دعت المظاهرات التي ينظمها تحالف دعم الشرعية في مصر، المواطنين لمقاطعة الانتخابات التي وصفوها بـ”انتخابات الدم”.
وطالب المتظاهرون، في مناطق عدة من المحافظات، بمقاطعة التصويت في العملية التي تمهد لعودة برلمان الحزب الوطني المنحل قبل ثورة 25 يناير، بحسب قولهم، مشيرين إلى أن جميع المرشحين لهم علاقة قوية بهذا الحزب وقياداته، ويسعون لإعادة إنتاج برلمان أحمد عز، أمين تنظيم الحزب.
“6 إبريل” تتبنى المقاطعة
من جانبه، قال القيادي في حركة شباب “6 إبريل”، شريف الروبي، إن الحركة قررت مقاطعة الانتخابات، وإنها سوف تقوم بتفعيل حملة “ضدك” التي أطلقتها منذ الانتخابات الرئاسية الماضية.