شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

علاقة “النور” بالأقباط.. معاملاتهم مكروهة وأصواتهم محبّة

علاقة “النور” بالأقباط.. معاملاتهم مكروهة وأصواتهم محبّة
علاقة متناقضة تربط بين حزب النور السلفي والمصريين الأقباط، فما بين التكفير والمحبة، تجد حزب النور متواجدًا في الحديث عن الأقباط، فكفار أمس باتوا إخوة اليوم، ورفقاء أمس باتوا أعداء اليوم

علاقة متناقضة تربط بين حزب النور السلفي والمصريين الأقباط، فما بين التكفير والمحبة، تجد حزب النور متواجدًا في الحديث عن الأقباط، فكفار أمس باتوا إخوة اليوم، ورفقاء أمس باتوا أعداء اليوم، وجاء ذلك تحت مبدأ للضرورة أحكام، فالضرورات تبيح المكفرات، لذا تحولت النظرة المضادة إلى محبة ملونة عند موسم الانتخابات، وبعد أن كانت تهنئة الأقباط بأعيادهم حراما صار التودد إليهم وطلب أصواتهم حلالا.

وفي هذا التقرير نستعرض لكم مراحل العلاقة بين حزب النور والأقباط والتي حملت تناقضا:

تهنئة القبطي وانتخابه حرام

عقب ثورة 25 يناير، أفتى برهامي بحرمانية تهنئة الأقباط بـ”عيد ميلاد المسيح” أو “الكريسماس”، قائلا “إن تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق”، مستندًا إلى فتاوى سابقة لـ”ابن عثيمين” والشيخ “بن باز”.

كما أفتى برهامي أن حضور حفلات عقد قران الأقباط حرام، لأنها تذكر فيها عبارات تخالف العقيدة، لكنه أباح الذهاب للتهنئة بالقران في البيت، ولكن ذلك بشرط “إن كان العروسين من غير المحاربين للإسلام”.

وأكد برهامي في فتوى بعنوان “لا يحل للكافر”، وأهمها الفتوى التي صدرت في ٢٠١١ في كتابه “الدعوة السلفية والعمل السياسي”، والتي قال فيها “إنه لا يجوز للمسيحي الترشح للانتخابات البرلمانية، لأنها سلطة تشريعية ورقابية، لأن هذا سيمكنه من عزل رئيس الدولة ومحاسبة الحكومة”، قائلا في ذلك “لا يحل للكافر أن يتولاها”، في إشارة للمصريين الأقباط.

رفض نائب قبطي

سبق وشهد برنامج “مصر تقرر” الذي يقدمه الإعلامي محمود مسلم على قناة “الحياة 2″، مشادات بين المهندس صلاح عبد المعبود، عضو الجمعية التأسيسية للدستور عن حزب النور وإيهاب الخولي، أمين حزب الإصلاح والتنمية.

وقال المهندس صلاح عبد المعبود إن حزبه رفض تولي نائب قبطي أو امرأة، لأن النائب يمكن أن يحل مكان الرئيس وهذا يخالف الشريعة، وأوضح أن الخولي “مش عاجباه الشريعة الإسلامية ويرفضها”.

مفسدة صغرى لدفع مفسدة كبرى

لكن اليوم كان له رأي آخر، فخلال الأشهر القليلة الماضية، صدرت عنه تصريحات حول وجود أقباط على قوائم النور خلال انتخابات مجلس النواب المقبلة، بأن ترشح الأقباط على قوائم حزب النور مبني على قاعدة مراعاة المصالح والمفاسد، كما أن هذه القضية بها خلاف شرعي، موضحا أن الحزب عندما رشح الأقباط كان يبتغي مصلحة الوطن أولا.

وأوضح ردا على سؤال في موقع “أنا السلفي”، أن حزب النور امتثل للقانون الذي ألزم بضم الأقباط للقائمة، والقانون أخذ رأي الأزهر الشريف ونحن ملتزمون به حتى إن كان لدينا رأي مختلف، ولكن نحتكم للقانون والدستور المصري.

وتضمنت التبريرات، أن مشاركة الأقباط من الصالحين، تقلل المفاسد عملًا بقاعدة “ارتكاب المفسدة الصغرى لدفع المفسدة الكبرى”، وطالما أن المشاركين أخذوا بقواعد شرعية فلا مانع، الشيخ أحمد الشحات أحد القيادات السلفية، يرى في جواز ترشيح الأقباط، وهو أن المجالس النيابية تخرج عن وصف الولاية.

أقباط بروح سلفية

رغم رفض الأقباط المادة 219 في دستور 2012، والتي نصت على أن: “مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية، وقواعدها الأصولية والفقهية، ومصادرها المعتبرة، في مذاهب أهل السنة والجماعة”، وكل التصريحات الطائفية لحزب النور ضد الأقباط، خرج مرشحوهم الذين انضموا لقائمة حزب النور للتأكيد على حبهم للشريعة الإسلامية.

وقال نادر الصيرفي، المرشح القبطي على قائمة حزب النور لغرب الدلتا، إنه لا يخجل من تطبيق القوانين في إطار الشريعة الإسلامية طبقًا لمواد الدستور بغض النظر عن عدم اقتناع البعض بذلك.

جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الجماهيري لحزب النور بالإسكندرية مساء اليوم الجمعة، في منطقة أبو سليمان شرقي الإسكندرية، في إطار الدعاية للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وأضاف ”في حزب النور لا نقول إلا ما نفعل ولا نفعل إلا ما نقول، جميع برامج الحكومات السابقة كانت محترمة وصالحة للمجتمع، ومشكلتها أنها وضعت في أدراج مغلقة ولم تنزل للشارع، ولكن الحزب وضع برامجه من أسفل إلى أعلى”.

رغم التحالف.. الحشد طائفيا ضد الأقباط

وفي نفس الوقت يلتزم مرارا وتكرار، حزب النور بأنه باق للحفاظ على التيار الإسلامي من محاولات محوه من القوى السياسية المصرية في إشارة إلى “الأقباط والعلمانيين”.

وبرر رئيس حزب النور الدكتور يونس مخيون مشاركته في الانقلاب العسكري، بأنها حماية لتواجد التيار الإسلامي قائلا: “نحن على الأقل بمشاركتنا نحافظ على تواجد التيار الإسلامي في الحياة السياسية للبلاد وفي إدارتها وفي صياغة الدستور”.

وواصل أعضاء حزب النور السلفي الدعاية الطائفية، ونشروا مؤخرا منشورا يدعو لانتخاب الحزب في الانتخابات البرلمانية تحت زعم تطبيق الشريعة الإسلامية.

وهاجم المنشور المتداول على صفحات أعضاء النور حزب المصريين الأحرار، زاعما أن حزب المصريين الأحرار يخوض الانتخابات البرلمانية من أجل أن يرأس المهندس نجيب ساويرس منصب رئيس الوزراء.

وقال المنشور: “انتخب من يحسن تمثيلك ويسعى لتحقيق آمالك والشريعة هدفه الأساسي”. 

وفي تحريض آخر، غرد أحد أعضاء حزب النور، عبر حسابه على موقع “تويتر” بطائفية جديدة، إذ حذر “السلفي قنوم أبو عرفة” من سيطرة المرشحين الذين يدعمهم ساويرس على البرلمان. 

 

الإخوان يدعمون ساويرس

وبطريقة أخرى لتشويه صورة المنافس، زعم بعض أعضاء حزب “النور” على صفحات موقع التواصل الاجتماعي، أن جماعة الإخوان المسلمين تحشد للتصويت سرًا لصالح مرشحي حزب “المصريين الأحرار” وقائمة “في حب مصر”، المدعومين من نجيب ساويرس رجل الأعمال.

وقال أحد أعضاء الحزب في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “معلومات وصلتني أن بعض الإخوان يحشدون للتصويت سرا لصالح ساويرس (المصريين الأحرار + في حب مصر) نكاية في حزب النور وفي السيسي.. فانتبهوا”.

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023