بدأت بوادر الانشقاق تظهر مبكرًا في قائمة “في حب مصر” المدعومة من النظام والحاصلة علي أغلبية مقاعد البرلمان؛ حيث أدلى اللواء سامح سيف اليزل، المنسق العام لقائمة “في حب مصر”، أمس الأربعاء، بتصريحات مثيرة حول إمكانية تشكيل أغلبية غير حزبية.

التهديد بالمستقلين

وفي رده على سؤال -خلال حوار أجرته معه صحيفة “لوموند” الفرنسية حول مستقبل التحالف في البرلمان، خصوصًا مع النزعة التحررية لدى كل من “المصريين الأحرار” و”الوفد”- أجاب سيف اليزل أنه يريد أن يكون ضمن تشكيل أغلبية في البرلمان، تجمع على الأقل 300 نائب من أصل 596، سيتم انتخابه لمدة خمس سنوات مقبلة، موضحًا أنه حاليًا في تواصل مستمر مع المرشحين المستقلين لتحقيق ذلك.

إلا أنه استدرك قائلًا: “الأحزاب المنضمة لتحالفنا يعرفون أنهم ليسوا وحدهم ويمكن تشكيل أغلبية” يقصد دونهم، وهو ما عده مراقبون تهديدًا لهذه الأحزاب، خصوصًا أنه يتواصل بالفعل مع المستقلين لتحقيق هذا الهدف وفق تصريحاته.

الموافقة على القوانين

وحول موقف البرلمان من أكثر من 300 قانون بمرسوم أصدرها السيسي، شدد اللواء المثير للجدل على أنه “لا يمكننا مناقشة 300 قانون في غضون أسبوعين، السبيل الوحيد هو قبولها، وبعد ذلك اللجان البرلمانية الـ19 لديهم الوقت لمناقشة هذه القوانين واحدًا تلو الآخر”.

وأعرب “اليزل”، الذي يشغل حاليًا المدير الحالي لمركز الجمهورية للدراسات السياسية والإستراتيجية، عن تأييده لتقييم الدستور خلال العامين المقبلين، لافتًا إلى أن هناك مواد يستحيل تنفيذها في الممارسة العملية، ويجب تنقيحها، على حد قوله.

تشكيل حزب كبير لدعم السيسي

وكشف اليزل عن طموحه لتشكيل حزب كبير واعد يجمع شخصيات محترمة تكون سندًا لعبدالفتاح السيسي، وهو ما يشير إلى العمل على تكوين نسخة جديدة من الحزب الوطني المنحل.

واجهة مخابرتية للتحكم في الأحزاب

ومن جانبه، قال الناشط الحقوقي ومدير مركز “ضحايا” لحقوق الإنسان، هيثم أبو خليل، إن سامح سيف اليزل.. واجهة مخابراتية بامتياز، ويستطيع بجدارة التحكم في الأحزاب المشاركة في القائمة، مشيرًا إلى أن تصريحه مجرد تهديد لهم، ولكنه يتوقع أن لا يحدث.

وأوضح “أبو خليل” -في تصريح خاص لشبكة “رصد”- أن ما يحدث هي سياسة العصا والجزرة، وخلافات داخل البيت المخابراتي ستحل سريعًا، مشيرًا إلي أن أي حزب يفكر أن يغرد بعيدًا عن السرب ستكون نهايته.

بوادر الصراع قائمة وسبب تأجيل الانتخابات

وأكد جمال حشمت، القيادي بحزب “الحرية والعدالة”، أن بوادر الصراع قائمة وكانت سببًا من أسباب تأخير الانتخابات، والصراع القائم حتى الآن بين السيسي وبعض رجال الأعمال.

وأوضح “حشمت” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن خلافات الأحزاب بين مصالح اقتصادية ورغبة في الاستحواذ وبين رغبة في أغلبية تدين للسيسي والعسكر بالولاء تسيطر على البرلمان لصالح تقنين الفساد والاستحواذ تحت أشكال رسمية يستجدي بها دعم الخارج.

القوائم المغلقة تسببت في انشقاقات بين الأحزاب

وقال محمد أنور السادات، رئيس حزب “الإصلاح والتنمية”، إن نظام القوائم المغلقة تسبب في انشقاقات وخلافات كبيرة بين الأحزاب السياسية التي دفعت بمرشحين لمجلس النواب.

وأضاف “السادات” أن هناك ما تردد مؤخرًا عن قائمة “في حب مصر” وأنها محظوظة نظرًا لتلقيها دعمًا إعلاميًّا وهو ما أثبته حرص شخصيات بارزة على الانضمام لها، مؤكدًا على ضرورة وجود تحقيق معلن لتوضيح حقيقة الأمر.

وقائمة “حب مصر” تشكلت منذ أربعة عشر شهرا، عندما التقى عبدالفتاح السيسي، مع عدد من  قادة الأحزاب الموالية له، وطلب منهم التوحد في ائتلاف.

وتتشكل القائمة من 120 شخصية 40 منهم حزبيون والباقي مستقلون مؤيدون للسيسي.

وقد فازت القائمة بكل القوائم حتى الآن ويتوقع أن تفوز بكل المقاعد الخاصة بالقوائم.