جاء تعامل الإعلام المصري مع حبس رجل الأعمال والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين حسن مالك، ليكشف عدم مهنية الصحف المصرية، حيث تنوعت الاتهامات بين تحميل حسن مالك مسؤولية ارتفاع سعر الدولار ونقصة من السوق، إلى مشاركته في أسباب الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد، إضافة إلى اتهامه بتمويل جماعة الإخوان المسلمين، ودعم الجماعات الإرهابية والحركات المسلحة.
تبني رواية الداخلية
تبنت الصحف المصرية رواية وزارة الداخلية التي تضمنت اتهامات لحسن مالك، وقيادات أخرى، بقيادة مؤامرة لتدمير الاقتصاد وتهريب الدولار.
وتشابهت الصحف في نقل الاتهامات التي وجهت لحسن مالك، وتعاملت مع رواية الداخلية على أنها حقائق، وليست مجرد اتهامات، قايلة للنفي أو الإثبات.
النقل عن مصادر مجهلة
ونقلت العديد من الصحف عن مصادر مجهلة الكثير من الاتهامات التي لم تقلها وزارة الداخلية نفسها، وقامت بنشر الصور مفبركة عن العثور على دولارات كثيرة بمنزل مالك.
الصحف المصرية
وتصدر خبر القبض على حسن مالك مانشتات جميع الصحف القومية والخاصة< حيث وصفته صحيفة الأهرام في مانشتها الرئيسي “القبض على وزير مالية الإخوان”، كما وصفت صحيفة الأخبار المسائي حسن مالك بـ”زعيم مافيا الدولار”.
وقالت صحيفة الجمهورية: “سقطت عصابة الدولار الإرهابية”.
مخطط تدمير الاقتصاد
وبالطريقة نفسها، تعاملت “أخبار اليوم”، مع الموضوع، فكتبت: “بعد ساعات من ضبط مالك و4 قيادات إخوانية.. الكشف عن مخطط لتهريب الدولار والإضرار بالاقتصاد”.
وقالت “اليوم السابع”: “سقوط مالك مافيا الدولار”.. “الداخلية: سقوط حسن مالك يكشف مخطط التنظيم الدولي لضرب الاقتصاد بأكبر عمليات لتهريب النقد الأجنبي”.. “شركات الصرافة الإخوانية سحبت الدولار من الأسواق”.. “سعودي وكرم عبدالوهاب قادا عمليات نقله للخارج”.
نشر صور مشوهة
وكتبت صحيفة “البوابة” التي يرأس تحريرها عبدالرحيم علي: “الذئب في المصيدة.. سقوط شهبندر الإخوان” كما نشرت صورة مشوهة لحسن مالك.
وتابعت: “مفاجأة.. اتهام حسن مالك بتخطيط وتمويل اعتصام رابعة”.
ونقلت عن تقارير للبنك المركزي اتهام مالك بأنه “أمر بتهريب العملة الصعبة إلى الخارج”.
وذكرت أن وزارة الداخلية اطلعت السيسي على فيديوهات الاجتماعات التنظيمية، وأن “مالك شكل خلية لسحب الدولار من الأسواق”.
العثور علي نصف مليار جنيه
أما صحيفة “المساء” فكانت الأكثر مبالغة حيث نقلت إن: “تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا تؤكد: العثور على نصف مليار دولار في منزل مالك”.
أما “الشروق” فكتبت: “الداخلية: إحباط مخطط “إخواني” لتدمير الاقتصاد المصري”.
ضبط 20 مليون دولار
وكتبت جريدة الوطن: “أزمة الدولار تكشف مؤامرة مالك وندا”.. “ضبط 20 مليون دولار مع القيادي الإخواني.. ومصادر: كان يخطط للهرب إلى السودان”.
وذكرت المصري اليوم في صدر عناوينها: “الحكومة تتهم الإخوان بضرب “الجنيه”.. القبض على “مالك” بتهمة الإضرار بالاقتصاد”.
وكشفت الصحيفة عن مفاجأة أن شركة “النوران للصرافة” – التي اتهمتها الداخلية بالتورط في المخطط – قد تبرعت لصندوق “تحيا مصر”، وحفل “قناة السويس”.
النيابة
اكتفت النيابة بتوجيه الاتهام إلى مالك كقيادة داخل جماعة “محظورة”، وإمدادها بأموال، في الوقت الذي أصرت فيه “الداخلية” على اتهامه بتخريب الاقتصاد، فيما استمر فيه إعلاميون موالون للنظام في ترديد الاتهامات نفسها .
وأمرت النيابة بحبس مالك 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وترحيله إلى سجن طره.
12 سؤالاً لحسن مالك
وخلال تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مع مالك، وجه المحقق إليه 12 سؤالاً بصياغات مختلفة حول انضمامه إلى جماعة الإخوان، وتولي دور قيادي فيها، وتمويلها من خلال شركاته وأعماله التجارية.
وبحسب “المصري اليوم”، قال مالك: “نعم، أنا عضو بجماعة الإخوان، وانضممت إليها منذ طفولتي، وكان والدي عضوا بها، وكان يأخذني إلى لقاءاتها، وبناء عليه انضممت لهم”.
واستدرك: “لكني لم أكن يوما من قيادات الجماعة، ولم أتول منصبا فيها، بل كنت عضوا عاديا أحضر الاجتماعات كل أسبوع أو أسبوعين”.
وعندما سألته النيابة عن اتهامه بتمويل جماعة الإخوان، رد بالقول: “أموالي مُتَحَفَّظ عليها منذ أغسطس 2013، وأعيش أنا وأسرتي على مبلغ الـ20 ألف جنيه، نحصل عليها بشكل شهري من لجنة حصر أموال الإخوان، متسائلا: “كيف أُمول الجماعة، وليس معي مال؟َ”.
وسألت النيابة مالك عن الأموال التي تم التحفظ عليها، فقال إن الأمن أخذ 39 ألف جنيه من سيارته، فضلا عن 15 ألف دولار من شقته.
وأضاف: “هذه هي كل الأموال، أما فيما يتعلق بالأموال التي تم أخذها من شركة الصرافة، فليست لي علاقة بها، لأنها تخص الشركة التي تديرها لجنة حصر أموال الإخوان، وعلى حد علمي فقد أخذوا منها مبلغ 120 ألف دولار فقط”.
