تعاني معظم محافظات مصر، إن لم يكن جميعها، من انتشار أكوام القمامة بالشوارع وأمام المنازل وكذلك أمام المنشآت الحيوية والحكومية، مما يعود على الأهالي بمشكلات صحية بعضها مزمن، والبعض الآخر يؤدي للموت.
وتظهر مشكلات انتشار أكوام القمامة أمام أعين موظفي المحليات، ولكن دون تدخل، ووصل الأمر إلى تجاهل مذكرات شكاوى الأهالي، واتصالاتهم؛ وهو ما يدفعهم في بعض الأحيان للتخلص من القمامة بأنفسهم عن طريق حرقها، مما يعود إليهم بأضرار صحية جديدة أخطر من سابقتها؛ إذ الربو وإمراض الرئة والقلب.
لا صناديق قمامة بالفيوم
ففي محافظة الفيوم، وتحديدًا مدينة إبشواي، يعاني الأهالي من انتشار القمامة في مختلف شوارع المدينة، مما تسبب في انتشار الأوبئة والحشرات والفئران بين الأهالي، وكذلك تجمع الطيور المهاجرة عليها والتي من المحتمل أن تكون مصابة بفيروس أنفلونزا الطيور والذي يمكن أن ينتقل للمواطنين.
ويشكو أهالي الفيوم، من عدم توافر صناديق القمامة على مستوى المحافظة، ما يجعل بعضهم يلقي القمامة في الطرقات وفي بعض الأحيان يضطرون لحرقها في الشوارع للتخلص منها.
وفي تصريحات خاصة لـ”رصد”، قال محمد علي معبرًا عن استيائه: “أذهب إلى عملي يوميًا وأرى الكلاب والقطط تتجمع على أكوام القمامة في مشهد مقزز. ومع انبعاث الروائح الكريهة تعكر صفو المارة والأهالي ويصيبهم بأمراض مزمنة”.
وأضافت سميحة سمير، موظفة “نضطر لإلقاء القمامة في الشارع، فلا يمكن أن نتركها في بيوتنا. أطالب المحافظ بضرورة التدخل وتوفير صناديق القمامة ومن ثم نقلها للصحراء لإعدامها بعيدًا عن المواطنين”.
المسؤولون في غيبوبة بـ”كفر الشيخ”
وفي محافظة كفر الشيخ، الحال نفسها؛ إذ يعاني الأهالي من أكوام القمامة وكذلك الحيوانات النافقة بترعة ميت يزيد والحلافي، وسط تجاهل المسؤولين وتقاعس المحليات.
ويؤكد الأهالي على تعمد المسؤولين تجاهل المشكلة؛ إذ يقول نادر محمد: “تقدمت بشكوى لمحافظ كفر الشيخ، مدعومة بصور للقمامة بداخلها حيوانات ميتة، ترجيته فيها بإغاثتنا من القمامة قبل أن تودي بحياة أطفالي الصغار.. ولكن بلا جدوى”.
وكذلك أكد محمد عزت، أحد أهالي قرية الحلافي، بتقدمه بمذكرة للمحافظ والمحليات قبله، يشكو فيها الإهمال الكبير بسبب انتشار القمامة في القرية امتلاء الوصلة الثانية من ترعة الحلافي بها، مشيرًا إلى أن القمامة تتسبب في حجب المياه عن العديد من الأفدنة الزراعية، ولكن لم يجد اهتمامًا من المحافظ أو من المحليات أو من مسؤولي الري.
القمامة تنشر الأمراض في الجيزة
وتبقى الحال نفسها بمدينة بشتيل، بمحافظة الجيزة؛ إذ تتسبب أكوام القمامة في تهديد المواطنين بالأمراض، وتتفاقم مشكلة الاختناق وأمراض التنفس بين أهالي المدينة بسبب اضطرارهم لحرقها، مما ينجم عنه تصاعد الأدخنة السوداء التي تصيب الرئة والقلب بأمراض مزمنة، يمكن أن تودي بحياتهم.
ويقول إبراهيم السيد: “الناس هتموت من الخنقة، فين المحافظ من كل ده، سيادته مش فاضي ييجي… كل العربات تقوم بإلقاء القمامة أسفل الكوبري، وعندما يقوم اللودر بإزالة القمامة من أسفل الدائري يزيل جزء من أساسه… الكوبري فاضله شوية وهيقع”.