على المستوى الرسمي لا تزال الإمارات العربية المتحدة تتمسك -شأنها شأن بقية دول الخليج العربي- برفض أي إجراءات لتطبيع العلاقات رسميًّا مع إسرائيل طالما رفض الاحتلال المبادرة العربية للتسوية الفلسطينية الصهيونية التي طُرحت في عام 2002.
على الرغم من ذلك فقد نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية مؤخرًا رسالة بعثها المستشار السياسي في السفارة الأميركية في تل أبيب، مارك سيرس، في 16 مارس عام 2009، تضمنت تفاصيل اللقاء الذي جمعه مع رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الصهيونية “يعقوب هداس”، والتي كشفت عكس ما تظهره أبوظبي لتل أبيب.
وجاء في الرسالة أن “هداس” أطلع “سيرس” على طبيعة العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج العربي وخاصة دولة الإمارات المتحدة، مبينًا أن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد علاقات شخصية جيدة مع تسيبي ليفني، وزير الخارجية في حكومة الاحتلال آنذاك، وأخبره “أنهم في دولة الإمارات غير مستعدين؛ لأن تكون هذه العلاقة على الملأ”.
العلاقات الأمنية
وكشفت مواقع إلكترونية في لندن من بينها موقع “الشاهد” عن تفاصيل مثيرة حول علاقة أمنية سرية بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، تقوم فيها شركة إسرائيلية بحماية البنية التحتية الحيوية في إمارة أبوظبي.
ونقل الموقع عن مصادر قال إنها تعمل عن قرب مع الشركة المعنية، أن السلطات الإماراتية تعاقدت مع الشركة لتأمين منشآت النفط والغاز فيها، وكذلك لإنشاء شبكة مراقبة مدنية فريدة على الصعيد العالمي في أبوظبي، يرصد عبرها كل شخص منذ لحظة خروجه من باب بيته وحتى لحظة عودته إليه.
اغتيال المبحوح
وفي يونيو الماضي نشر مركز الإمارات للدراسات والإعلام “إيماسك” تقريرًا يكشف تورط ضاحي خلفان قائد شرطة دبي في عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمد المبحوح في يناير عام 2010، حيث استند المركز في تقريره إلى من وصفهم بمصادر من داخل شرطة دبي نفسها التي قالت إن “دحلان” كان يملك معلومات تفصيلية عن خطة مراقبة ولكنه لم يتدخل من أجل إيقافها.
وكان “المبحوح” مسؤولًا عن شراء الأسلحة لحماس والمسؤول عن تحويل الأموال والتبرعات إلى حماس، وطبقًا لتقرير “إيماسك” فقد أوقفته المخابرات الإماراتية حين علمت بنشاطه، واستلم خلفان ملف المبحوح وبدأ بالتواصل مع رئيس جهاز الأمن الوقائي “محمد دحلان” لكي يمده بمعلومات عن محمود المبحوح.
العلاقات الاقتصادية
ونشرت جريدة الراية القطرية تقريرًا نسبته لصحيفة هآرتس الصهيونية عن العلاقات السرية بين الإمارات وإسرائيل عبر “مكتب مصالح” غير معلن يديره أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، عبر أحمد الطيبي، عضو الكنيست المقيم في دبي والذي يُعد حلقة الوصل بين المسؤولين الإماراتيين ومسؤولين إسرائيليين، لافتة الى أن مهام “الطيبي” تشمل ترتيب زيارات أسبوعية لرجال أعمال إسرائيليين إلى دبي وهو الأمر الذي –إن صح– يعتبر بمثابة قنصلية غير معلنة لإسرائيل في دبي.
العداء الإماراتي الإسرائيلي لجماعة “الإخوان المسلمين”
في الشأن المصري، فإن تطابق المواقف الإسرائيلية والإماراتية لا يخفى على أحد، من حيث معاداة كل منهما لنظام الإخوان المسلمين في مصر، واعترافهما السريع والمباشر بالانقلاب العسكري على حكومته منتصف العام المنصرم.
وكثير من المحللين ذهب إلى أبعد من هذا بافتراضه أن تحالفًا تقوده الإمارات وإسرائيل إضافة إلى أطراف خليجية أخرى بالتعاون مع رموز الانقلاب العسكري في مصر قد أسهم بدور كبير في إثارة المشاكل إبان حكم الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي.
العلاقات السرية
في الوثيقة التي نشرها موقع أسرار عربية مؤخرًا والمؤرخة بـ24 يناير 2007، ويظهر من خلالها ويظهر من خلالها أن وفودًا إسرائيلية وأمريكية يهودية تتدفق على دولة الإمارات سرًّا، وأن أبوظبي قد غضبت حين أعلنت جمعية يهودية داعمة لإسرائيل أنها ستزور الإمارات؛ حيث كان المسؤولون الإماراتيون يرغبون في بقاء الزيارة سرية.
ووفقًا لما جاء في الوثيقة فإن محمد بن زايد قال نصًا: “إن الإمارات لا تعتبر إسرائيل عدوًّا، وإن اليهود مرحب بهم في الإمارات”، وأضاف بن زايد قائلًا: “عائلة آل نهيان تدعم الجمعيات المسيحية وبعثاتها الطبية منذ الخمسينيات في القرن الماضي”، في إشارة منه إلى استعداد الإمارات لتقبل الآخر دينيًّا كدليل على استعدادها للتعامل مع إسرائيل.