ازداد الخناق السياسي والاقتصادي على عبد الفتاح السيسي، فداخليا يواجه أزمة طبيعية جراء السيول التي تقف حكومته عاجزة عن مواجهتها، بالإضافة إلى أزمة الدولار الذي أدى لانسحاب 13 شركة اقتصادية، وتهديد 8 أخريات، مرورا بنقص الدعم الخليجي، وهروب السياح جراء سقوط الطائرة الروسية في سيناء.
ونستعرض لكم في هذا التقرير أبرز الأزمات التي يواجهها السيسي داخليا وخارجيًا:
السيول
يواجه عبد الفتاح السيسي أزمة عارمة إذ تتعرض أربع محافظات مصرية لسيول عارمة أودت بحياة 30 مواطنا، وإصابة العشرات وفقدان آخرين فضلا عن تدمير عدد من المنازل.
وبدأت السيول الأسبوع الماضي في محافظة الإسكندرية، إذ لقي 7 أشخاص بينهم طفلان، مصرعهم، وبعد أيام تعرضت الإسكندرية والبحيرة لسيول جديدة، وارتفع عدد ضحايا السيول والأمطار التي اجتاحت محافظة البحيرة، خلال الأيام الماضية، إلى 23 حالة وفاة، بعد مصرع أحد الشباب غرقا إثر انزلاق قدمه بترعة قرية الطويلة التابعة لمركز الرحمانية.
وتحولت معظم طرقات القرية إلى مستنقعات، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى المياه في الترع والمصارف إلى مستوى غير مسبوق.
سد النهضة
أزمة صامتة تكمن في مواصلة بناء السد، ففي الجلسة التاسعة أعلن وزير الطاقة والمياه الإثيوبي موتوما ميكاسا، أن المكتبين الاستشاريين الفرنسي والهولندي فشلا حتى الآن في التوصل إلى رؤية مشتركة للعمل معًا، وأن إثيويبا تصر على عدم وقف الإنشاءات لمشروع السد.
أزمة الدولار
بلغ سعر الدولار في السوق السوداء 8.54 جنيه للشراء و8.62 جنيه للبيع، بينما في السوق الرسمية سجل الدولار 7.98 جنيه للشراء و8.03 جنيه للبيع.
وقبل إقالته قدم هشام رامز رئيس البنك المركزي، عددا من الإجراءات هدفت لتخفيف الضغوط على الجنيه بما في ذلك القرار المثير للجدل بفرض سقف للإيداع بالدولار لدى البنوك، لكن تلك الخطوات أدت للحد من توفر العملة الصعبة في الاقتصاد الأوسع نطاقا، مما أدى لنقص السلع وضعف النشاط الاقتصادي.
وهبطت احتياطيات مصر من النقد الأجنبي في نهاية سبتمبر إلى 16.335 مليار دولار، مقابل 36 مليار دولار في عام 2011، وذلك بالرغم من المساعدات المقدمة بمليارات الدولارات من دول خليجية منذ منتصف 2013.
وعلى غرار ذلك أعلنت 13 شركة عالمية انسحابها مؤخرا من السوق المصرية، بعد التدهور المستمر في الأداء الاقتصادي للدولة، خاصة مع الارتفاع المستمر لأسعار الدولار مقابل الجنيه، بينما هددت 11 شركة أخرى بإنهاء استثماراتها.
وتوقعت مؤسسة “موديز” للتصنيف الائتماني تراجع معدلات التضخم في مصر تدريجيا بعد نهاية العام الحالي، على أن تبقى في خانة الآحاد العلوية، حيث تعمل الحكومة حل أزمات البنية التحتية وإصلاح أوضاع المالية العامة، والتي من شأنها الحد من تقلبات التضخم.
توتر دولي
يواجه السيسي تحالفا عربيا تركيا، إذ يقف السيسي وحيدًا أمام العرب معتمدا على روسيا، لتمكين بشار الأسد رئيس النظام السوري من السلطة، بينما تقف السعودية وتركيا وقطر في وجه هذه السياسة، إذ أعلنوا أنهم لن يقبلوا بوجود نظام بشار في سوريا.
ويقول زهير سالم، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي، تتصدى لرغبة ملايين من الشعوب العربية بما فيها الشعب المصري، الأمر الذي جعل العلاقات بين مصر والسعودية تشهد توترًا كبيرا، وذلك ما ظهر في الأداء الإعلامي بين الطرفين.
وأكد سالم في تصريح لـ”رصد” أنه ” لأول مرة منذ عهد الرئيس أنور السادات، تقف مصر ضد سياسة العرب، ما يجعلها عرضة لزيادة الخلاف بينهم خاصة وأن الملك سلمان لا يرى أن جماعة الإخوان المسلمين إرهابية بعكس أخيه الراحل عبد الله، كما أن قطر تعارض الموقف المصري من الإخوان، وكذلك الحال في تركيا التي تعد الدول الأبرز في التوتر مع مصر”.
توقف الدعم الخليجي
في ظل الحرب التي تشنها السعودية، بمشاركة قطر والامارات والبحرين، تراجعت نسبة المنح الخارجية التي تتلقاها مصر، بنسبة 84.4%، خلال 11 شهرا، في الفترة ما بين يوليو 2014، ومايو 2015.
وقالت الوزارة إن المنح تراجعت بشكل ملحوظ، لتسجل نحو ثمانية مليارات جنيه خلال هذه الفترة، مقابل نحو 51.5 مليار جنيه، في الفترة نفسها من العام المالي 2013/ 2014.
وأشار البيان إلى أن الفترة من يوليو 2013 وحتى مايو 2014، شهدت ورود منح استثنائية، من بينها منح دولتي الإمارات والسعودية، بمبلغ 3 مليارات دولار (نحو 61 مليار جنيه).
وتبلغ قيمة المنح في مشروع الموازنة العامة للعام المالي 2015/ 2016 نحو 2.2 مليار جنيه، مقابل نحو 25.7 مليار جنيه في العام المالي 2014/ 2015، بنسبة انخفاض قدرها نحو 92%.
وكانت دراسة سابقة نهاية العام الماضي، قد حذرت من تهديد أزمة أسعار النفط للدعم الخليجي لمصر، مشيرة إلى أن دول الخليج التي تعتمد في وارداتها على عائد بيع النفط، ربما تراجع سياساتها الخارجية فيما يتعلق بدعم الحكومة المصرية بعد تراجع أسعار النفط بنسب قياسية.
أزمة السياحة
أثار حادث تحطم الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء الأسبوع الماضي، موجة من القرارات الدولية في تحذير رعاياها من السفر إلى شرم الشيخ وشبه جزيرة سيناء.
وأكد عمرو صدقي، صاحب شركة سياحة، أن مصر تعتمد على السياح الروس الذين وصل عددهم بمصر إلى نحو ٣ ملايين خلال عام العام الماضي، من إجمالي عدد السائحين الروس الذي يبلغ ٧ ملايين، لافتا إلى أن تعليق روسيا لرحلاتها إلى مصر يضرب السياحة بعدما بدأت في النشاط.
كانت طائرة روسية من نوع “إيرباص 321″، تابعة لشركة “كوجاليم أفيا”، قد سقطت في محيط الحسنة بوسط سيناء بعد إقلاعها صباح السبت الماضي من شرم الشيخ في طريقها إلى مدينة سان بطرسبورج، بـ23 دقيقة، وكانت تقل على متنها 217 راكبًا منهم 17 طفلًا و7 من طاقمها، جميعهم من الروس.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على تعليق جميع الرحلات التجارية إلى مصر حتى الانتهاء من التحقيق بشأن تحطم الطائرة.
واتخذ بوتين قراره في أعقاب توصية من رئيس جهاز الاستخبارات الروسي خلال اجتماع أزمة في موسكو.
وقال الكرملين إن “الرئيس بوتين اتفق في محادثة هاتفية مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي على مواصلة التعاون بشأن سلامة الطيران”.
وأكمل بيان الكرملين “عبر الرئيسان عن الأمل في توفر الظروف لاستئناف رحلات الطيران العادية بين البلدين في أقرب وقت”.
ووجه قرار الرئيس الروسي ضربة قوية لمجال السياحة في مصر، إذ يشكل السائحون الروس 30 في المئة من إجمالي السائحين الذين يذهبون إلى مصر.
وكانت بريطانيا قد أوقفت جميع رحلاتها إلى شرم الشيخ، وتعكف حاليا على إعادة السياح البريطانيين إلى بلادهم، بالإضافة إلى اتخاذ 10 شركات خطوط طيران، بينها ألمانية وأمريكية التحليق فوق شبه جزيرة سيناء.
وتقدر بريطانيا بأن نحو 19 ألف سائح بريطاني لا يزالون عالقين في شرم الشيخ.