أكد عدد من خبراء الاقتصاد والسياحة أن لجوء النظام في مصر للسياحة الداخلية لن يجدي نفعًا في تحسين حال السياحة التي تلقت ضربة قاصمة مؤخرا بعد حادثة الطائرة الروسية، لافتين إلى أن هناك 3 أسباب تعوق تنشيط السياحة الداخلية وتعويض فرار السياح الأجانب مصر.
وكانت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة ورعاية شؤون المصريين في الخارج، قد دعت كل أبناء الوطن خارج مصر بأن تكون مدن شرم الشيخ وطابا ورأس محمد والإسكندرية والغردقة والأقصر وأسوان هي وجهتهم الوحيدة لقضاء عطلة نهاية العام.
واعتبرت نبيلة تلبية الدعوة ستكون بمثابة رسالة للعالم مفادها أن “سماء مصر الآمنة تستقبل رحلات طيران متتالية”، مضيفة: “لن نحتاج للبرهنة على أمن مصر وأمانها، بل سنكون نحن المصريين خير برهان”.
المصريون لا يمتلكون مالا للترفيه
وأكد عبد الرحمن أنور، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، أن دعوات تنشيط السياحة الداخلية فاشلة، فأغلب المصريين يمتلكون بالكاد قوت يومهم من الطعام والعلاج في ظل التضخم وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، فكيف لهم أن يسافروا إلى شرم الشيخ لإنفاق 500 جنيه يوميا لكل فرد.
وأضاف “أنور” في تصريح لـ”رصد”: “مصر باتت في كارثة كبيرة نتيجة إشعال الاحتقان بين الجيش وبعض أفراد الشعب، فقيام القوات المسلحة باتخاذ إجراءات أمنية واعتقالات من شأنه أن يولد حالة من الغضب تتحول إلى تطرف مع مرور الأيام، وهو ما حدث في سيناء”.
وقال: “ليس هناك أي سياحة داخلية في العالم تغني عن السياحة الأجنبية، حيث تشكل السياحة الأجنبية مصدرا العملة الصعبة، وتنشيط كل المجالات في السياحة، فقد كانت مصر تحصل على 14 مليارا في العام قبل سنوات، بينما اليوم لا تتعدى الـ2 مليار دولار، وبعد الأحداث الأخيرة لن يصل الدخل إلى نص مليار دولار”.
تجربة فاشلة
من جانبه، استبعد نقيب المرشدين السياحيين السابق، معتز السيد، أن تحل السياحة الداخلية مكان السياح الأجانب، لافتا إلى أن العملة الصعبة لا مكان لها في السياحة الداخلية.
وأكد “السيد”، في تصريح لـ”رصد”، أن مبادرات تنشيط السياحة الداخلية في عام 2013 وفرت 6 آلاف سائح للفنادق ومبادرات إجازة نصف العام، وفرت 15 ألف سائح فقط، بينما السياح في 2010 كانوا نحو مليون و250 ألف سائح.
وأشار نقيب المرشدين السابق، إلى أن الحل الآن هو خطة لشركات السياحة، تعمل على تخفيض الأسعار في فنادق شرم الشيخ وباقي المناطق السياحية، حتى لا تتوقف العمالة القائمة على السياحة، من خلال تنظيم رحلات لكل فئات المجتمع بعروض مختلفة.
العملة الصعبة هي الأهم
وقال الخبير الاقتصادي أحمد آدم، في تصريح لـ”رصد” إن السياحة الداخلية تحرك العملة المحلية التي لا يوجد أكثر منها في مصر، بينما العملة الصعبة هي المطلوبة، لافتا إلى أن مصر خسرت خلال أسبوع 220 مليون دولار، بسبب سحب الدول لرعاياها من مصر.
وأضاف “آدم” أن سعر الدولار اليوم وصل إلى 9 جنيهات، في سوق رجال الأعمال، وهو مرحلة ما بعد السوق السوداء، ومع سحب السياح من مصر سيصل إلى 10 جنيهات قريبًا، فالعملة المصرية لن تفعل شيئا لمصر في هذه المرحلة التي تحتاج إلى عملات السياح.
وكانت عدة دول قد قررت سحب وتحذير رعاياها من مصر، بالإضافة إلى قرار 10 شركات خطوط طيران منع التحليق فوق شبه جزيرة سيناء، بعد حادث الطائرة الروسية السبت الماضي والتي سقطت في سيناء.
وكانت طائرة روسية من نوع “إيرباص 321″، تابعة لشركة “كوجاليم أفيا”، قد سقطت في محيط الحسنة بوسط سيناء بعد إقلاعها صباح السبت الماضي من شرم الشيخ في طريقها إلى مدينة سان بطرسبورج، بـ23 دقيقة، وكانت تقل على متنها 217 راكبًا منهم 17 طفلًا و7 من طاقمها، جميعهم من الروس.