في ظل ما تمر به أمتنا العربية والإسلامية من خضوع وضعف وصمت فاق وتعدى صمت أهل القبور أصبح من الصعب النهوض مرة أخرى وإعادة إحياء الضمير العربي والإسلامي الذي أصبح خارج منطقة التغطية ومغلق للصيانة في وقتنا الحالي، وفي ظل الإنهزامات والانكسارات المتتالية والمتوالية لأمتنا العربية والإسلامية، أصبح من الصعب إيجاد قائد كصلاح الدين الأيوبي أو خالد بن الوليد يرد للأمة عزتها وقوتها ونصرها، وفي ظل ما يمر به مسلمو بورما من مأساة ومعاناة يومية يتخللها العذاب والقتل والتعذيب والتشريد والحرق من قبل الجماعات الإرهابية “الماغ” البوذية المدعومة من العسكر، أصبح من المستحيل العيش تحت ظل تلك الجماعات الإرهابية البوذية؛ حيث يتعرض مسلمو الروهينغا لأبشع المجازر اليومية والإبادات الجماعية التي ترقى لتكون من ضمن أبشع الإبادات الإرهابية المنظمة في العالم.
حيث لقي ما يقارب 1500 من مسلمي الروهينغا حتفهم في أواخر يونيو 2015 خلال محاولتهم الفرار من ميانمار، وخروج ما يقارب 33 ألف مسلم من ميانمار خلال النصف الأول من العام الجاري؛ وذلك بسبب ما يتعرضون له من قمع وتعذيب وإبادة، حسب تقرير صادر من منظمة الأمم المتحدة، أما أبسط المتطلبات الأساسية والإنسانية فهم محرومون منها، ولا يتمتعون بها، كوسائل حرية التنقل، والخدمات التعليمية والصحية والأمنية، وكذلك يحتاجون إلى إذن للتنقل من بلد إلى آخر، ويحتاجون إلى تصريح للزواج وغير مسموح لهم بإنجاب أكثر من طفلين، ومحرومون من الحقوق السياسية؛ حيث يرفض طلبهم في الترشح للانتخابات.
فأين ذهب دور المجتمع الدولي الذي ينادي بالحريات الدينية والحقوقية وحماية الأقليات العرقية؟ وماذا فعل اتحاد علماء المسلمين ومنظمة المؤتمر الإسلامي حيال نصرة مسلمي بورما أم أنهم مسلمون فقط على الهوية؟! وأين دور الدول المسلمة ومليار ونصف المليار مسلم عما يحدث يوميًّا من إرهاب وجرائم وحشية بحق مسلمي بورما، ولماذا لم تستنكر أو تندد منظمة الأمم المتحدة حيال ما يحدث من مجازر وحشية وإبادات جماعية بحق مسلمي بورما أم أنها منظمة تحمي الأقوياء فقط وتساند الإرهاب بجميع أنواعه، وخصوصًا إرهاب الكيان الصهيوني ولا تتحرك إلا بأمر من أميركا وأميركا طبعًا هي أكبر دولة صانعة للإرهاب، وتعتبر هي مصدر للإرهاب المنتشر في العالم، وخاصةً في الدول العربية والإسلامية.
وفي الختام.. ما لنا إلا أن نردد حسبنا الله ونعم الوكيل؛ فاللهم قوِّ إيمان مسلمي بورما، وزد في صبرهم، وانصرهم على أعدائهم، وكن لهم عونًا ومعينًا وظهيرًا يا حي يا قيوم.