هناك كوارث طيران تحدث كل فترة حول العالم ولم تتخذ الدول قرارات بهذه الكيفية المهينة التى إتخذتها روسيا تجاه مصر، رداً على الدولة التى أقلعت منها الطائرة؟ ولكن ما هى الأسباب الحقيقية وراء إتخاذ السلطات الروسية هذا القرار؟
تعالوا معنا نتصفح التسريبات ونربطها ببعضها البعض كى نصل للنتيجة الحتمية التى قد تكون توصلت اليها روسيا ودفعتها لإتخاذ هذا القرار. فمنذ أن وقعت الواقعة وكل الأدلة تؤكد أن الطائرة أُسقطت بفعل فاعل سواء تم بزرع قنبلة أو إسقاطها بصاروخ. ثم تطورت الأمور كى تصل إلى نتيجة مؤداها أن هناك شخص ما قام بزرع قنبلة على الطائرة بقصد تفجيرها.
وآخر التسريبات نشرتها أمس فقط صحيفة الديلى ميل البريطانية بعد تفريغ الصندوق الأسود وهو أن القنبلة تمت زراعتها على الطائرة فى مكان محكم لا يمكن أن يصل لهذا المكان غير إنسان متخصص ويعلم ماذا يفعل بالتمام والكمال وذلك كى تنفجر بعد إقلاعها بساعتين أى بحسبة بسيطة كان المقصود أن تنفجر الطائرة فوق البحر الأبيض المتوسط التى كانت ستمر فوقه فى طريقها للأراضى الروسية. ولكن وبسبب لم يكن فى الحسبان وهو تأخير إقلاع الطائرة إنفجرت فوق سيناء وتغيرت الأمور.
وهذا يعنى أن هناك جهة ما مستفيدة من تفجير الطائرة فوق البحر وبالتأكيد ليست منظمات إرهابية مثل ولاية سيناء مثلاً التى تريد كل الشرور للحكومة المصرية. وبتحليل كل الظروف السياسية التى تمر بها المنطقة نصل إلى نتيجة مؤداها أن من قام بزرع القنبلة كان له مقصد أخر، وهو أن تضيع معالم الجريمة فى البحر حتى لا يصل أحد لنتيجة تشير من قريب أو بعيد لأى جهة.
وبعد أن خاب ظن من وضع القنبلة وإنكشف المستور بسقوط الطائرة فوق سيناء والتوصل لكل هذه المعلومات الدقيقة وعدم ضياع الأدلة فى البحر، وبالتالى يمكننا أن نصل لنتيجة مؤداها أن هناك جهات سيادية مصرية وراء تفجير الطائرة، وأنها من قامت بوضع هذه القنبلة على الطائرة،
ومن المؤكد أن هذه الجهات قد قامت بهذه الأفعال لمصلحة النظام الحاكم، كى تقوم بعملية إرباك دولية للمشهد المصرى الغارق فى فيضانات الإسكندرية وفى أزماته الإقتصادية والسياسية التى عجز عن حلها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن توصل الحكومة المصرية رسالة للعالم أن مصر تحارب الإرهاب فيضطر العالم للتغاضى عن الإنتهاكات التى تقوم بها السلطات المصرية ليل نهار فى حق مواطنيها.
وبعد أن توصلت روسيا لهذه النتيجة فكان عليها أن تتخذ قراراً جريئاً بهذه القوة بمنع شركة الطيران المصرية من الوصول لأراضيها.
ويبقى السؤال الهام جداً ما هى الخطوة القادمة التى ستتخذها روسيا تجاه مصر إذا ما صح هذا التحليل الأقرب للحقيقة؟