نشر الصحفي والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، تفاصيل اللقاء الذي جرى بينه وبين الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية سابقا في فيينا، حيث أكد أنّه يتمنى (البرادعي) أن تقود السعودية نهضة عربية.
وقال “خاشقجي”، في مقالة له نشرت في جريدة الحياة السعودية اليوم، قال لي “البرادعي”: “تخيّلت العالم العربي كله وكأنه خزان وقود أسفل الصاروخ، بعدما ينتهي دوره ينفصل عنه فيتهاوى ساقطاً، بينما الصاروخ يشق غمار الفضاء صاعداً أعلى فأعلى، فيما يستمر خزان الوقود في السقوط أكثر فأكثر”.
وأضاف خاشقجي: “لعل توقيع اتفاق مجلس للتنسيق بين المملكة ومصر الأربعاء الماضي، خبر سار له، لكنه مجرد تنسيق عسكري واستثماري، بينما يريد ثلاثة أمور يرى أن النهضة لن تكتمل من دونها: مشروع لإصلاح التعليم، وآخر للرعاية الصحية، وثالث لنشر التسامح بقوة النظام، فبهذه الثلاثة نهضت اليابان والصين وسنغافورة”.
وطالب “خاشقجي” بضرورة الاستماع إلى “البرادعي” قائلًا: “ليتنا نستمع إلى الدكتور البرادعي، نجمع علماء العرب في الاقتصاد والتنمية والتقنية المعنيين بسؤال النهضة في مكان ما، ونوفر لهم كل ما يحتاجون من إمكانات، وهي أقل من كلفة سرب طائرات (لا شك في أننا نحتاجه في معركتنا المصيرية الجارية) لوضع خطة للنهوض بالعالم العربي الجديد، خصوصاً في مشرقه البائس الممتد حتى ليبيا”.
وختم خاشجقي: “المشرق العربي تشكل بعد 1918، إثر انهيار الدولة العثمانية بقيادة نخب مدنية، سعت إلى نهضة عربية تجدد أمجاداً خلت، لكن ما لبث أن حصل أول شرخ في أحلامها ومشاريعها لحظة إعلان أول عسكري بيانه الأول، فانتهى حاكماً مسيطراً على علماء ومفكرين واقتصاديين. وبعد نصف قرن من الفشل والأخطاء والهزائم، انهارت جمهوريات العسكر في 2011. لا أتوقع أن يستطيع الدكتور البرادعي الابتعاد من السياسة، لكن حتى ذلك الحين لنستمع إليه كعالم، وليس كسياسي، يتألم لما يجري في وطنه الكبير”.