يستخدم “تنظيم الدولة” منافذ إعلامية كالصحف والمواقع الإلكترونية والمحطات الإذاعية؛ لتجنيد مزيد من العناصر في صفوفه، وتغيير الصورة السيئة التي تصفه بها وسائل الإعلام وترويج الصورة المرغوبة التي يود نشرها.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن أجهزة استخبارت الدول الغربية أعربت عن قلقلها البالغ إزاء مهارة “تنظيم الدولة” في استخدام ما أسمته بأسلحة أقل فتكًا في إشارة إلى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الحديثة.
وأضافت الصحيفة الأميركية، في تقرير نشرته أغسطس الماضي، أن التنظيم سخّر التكنولوجيا الحديثة لتجنيد مقاتلين جُدد من مختلف أنحاء العالم؛ لنشر الرعب من وحشيتها ودمويتها وكذلك للترويج لفكرة إقامة خلافة تُوحد فيها الدول الإسلامية تحت حكمه الذي يتميز بالتطرف، وذلك عن طريق نشر مقاطع فيديو تصور عمليات الذبح وعبر رسائل متعددة اللغات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأردفت الصحيفة أن إحدى أهم مهام الجهاز الإعلامي للتنظيم هو بث رسائل إلى الشباب في الغرب مفعمة بتمجيد قوة التنظيم التي لا يمكن صدها، والسلطة الغاشمة التي لا يمكن دحرها، وكان من نتائج ذلك أن 2000 من مقاتلي التنظيم هم من الغربيين منهم نحو 100 أميركي.
مجلتا “دابق” و”الشامخة”
مجلة “دابق” هي أول مجلة ورقية تصدر باللغتين العربية والإنجليزية، يصدرها “تنظيم الدولة”، ولا تمتلك المجلة موقعًا إلكترونيًا، لكن التنظيم يؤكد نيته فتح موقع خاص بها.
تتميز “دابق” بجودة التصميم من ناحية ورقها وطريقة عرضها، يتم توزيعها في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا.
ومن أبرز ما نشر في المجلة، الحوار المترجم إلى الإنجليزية مع الطيار الأردني معاذ الكساسبة قبل إعدامه حرقًا، كما نشرت موضوعات تبرر سبي النساء الإزيديات.
ظهرت مجلة “دابق” بإخراجها الاحترافي ومضامينها الرمزية بمجرد ظهور “تنظيم الدولة”، والتي تعنَى في مجملها بالحديث عن إنجازات التنظيم وما يقدمه للمسلمين، وأسباب وجوب بيعة الناس لخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي.
وجاء العدد الثاني للمجلة بعد ظهورها الأول، مدعومًا بصور للمسلحين وجثث مشوهة في المعارك التي تخوضها أميركا وحلفاؤها ضد التنظيم، ونصوص دينية تبرر إعلان “تنظيم الدولة” للخلافة وسلطتها الدينية على المسلمين، وتصف في مضامينها الإخبارية كلًا من الرئيس الأميركي أوباما والسيناتور جون ماكين بالصليبيين.
ويتم توزيع مجلة دابق مجانًا على أهالي الموصل، أو يتم إرسالها على البريد الإلكتروني، ولا تفصح المجلة عن موقع إلكتروني لها أو كيفية نشرها.
أما مجلة “الشامخة”، فهي مجلة نسائية يصدرها “تنظيم الدولة”، وهي أيضًا لا تمتلك موقعًا إلكترونيًا حتى الآن، وتختص بشؤون النساء، وتتضمن موضوعات خاصة بواجبات المرأة وفق العقيدة الشرعية، وتجري لقاءات مع زوجات عناصر من التنظيم.
المدونات وقنوات اليوتيوب
يصعب التوصل إلى إحصاء دقيق لعدد وأسماء المواقع الإلكترونية التابعة لـ”تنظيم الدولة”؛ لأنها معرضة للإغلاق في أي لحظة، لكن أهم وأبرز المواقع الإلكترونية التابعة للتنظيم والمروجة له والمتعاطفة معه هي:
– “موقع الخلافة الإسلامية”، وهي مدونة تنشر باللغتين العربية والإنجليزية، تابعة لـ”تنظيم الدولة”، تعرض الأخبار بشكل أفقي وتتضمن نشاطات التنظيم، كما تنشر أخبارًا تخدم نشاطه من خلال تغطية ملفات الصراعات الدولية وتصريحات مسؤولين ضد بعضها البعض، فضلًا عن تعليقات تركز على وجود مؤامرة ضد الإسلام، كما تعرض مقاطع فيديو عن أعضاء التنظيم في جبهات القتال وتعرض أيضًا القتلى في الاشتباكات أو بسبب القصف الجوي للتحالف الدولي، كما تركز المدونة، أيضًا، على الضحايا المدنيين بسبب العمليات العسكرية ضد التنظيم لكسب ود السكان المحليين.
– “شبكة المراسلون الإعلامية” وهي مدونة تابعة للتنظيم تتميز بتصميم لافت وجذاب، تتضمن أبوابًا عن نشاطات التنظيم القتالية في القوقاز وآسيا وإفريقيا، تنشر تقارير إخبارية مفصلة عن نشاطات التنظيم القتالية يوميًا وبأرشيف كامل، فضلًا عن نتاجات صوتية ومرئية من الأناشيد ذات الطابع الحماسي لعناصره.
كما تنشر هذه المدونة مقالات رأي تدعم “تنظيم الدولة”، لكنها أيضًا توفر خدمة تعليم برامج حماية الحاسوب وتصميم المواقع وتعليم تقنيات “الفوتوشوب”.
-“مدونة غرفة منبر الأنصار الإسلامية” وهي تنشر النشاطات القتالية للتنظيم في جميع الدول والأقاليم، يقوم محتواها الرئيسي على ردود أفعال مكتوبة من الجمهور على شكل مقالات أو تعليقات صغيرة مسندة بآيات قرأنية وأحاديث نبوية ترد على من يهاجم “تنظيم الدولة” من رجال الدين المسلمين.
وقام التنظيم بإنشاء مؤسسات للإنتاج المرئي، وتعتبر مؤسسة “الفرقان” الإعلامية الأقدم والأهم، وبعدها ظهرت مؤسسات أخرى أبرزها مؤسسات “الاعتصام” ومركز “الحياة”، و”أعماق”، و”البتار”، و”دابق” الإعلامية، و”الخلافة”، و”أجناد” والغرباء للإعلام”، و”الإسراء”، و”الصقيل”، و”الوفاء”، و”نسائم للإنتاج الصوتي”، وتقوم هذه المؤسسات بفتح قنوات خاصة بها على موقع “يوتيوب”، لكنها تتعرض للإغلاق بشكل متكرر.
وتعتبر “مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي” الذراع الإعلامية الأساسية لـ”تنظيم الدولة”؛ حيث تتميز إصدارات هذه المؤسسة بجودة إنتاج فنية عالية، وفي مجملها أفلام وثائقية.
من أبرز إصداراتها، “أمة الخير”، و”صليل الصوارم” “أربعة أجزاء”، و”هدى وبشرى للمؤمنين”، و”تاج الوقار”، و”قوافل الشهداء” “جزءان”، و”دولة الإسلام باقية”، و”غزوة الثأر لأسرانا في الفلوجة”، و”غزوة أبي حفص المشهداني”، و”غزوة ربعي بن عامر”، وغزوة فكوا العاني”، و”فرسان الشهادة” “خمسة أجزاء”، و”حصاد المنهزمين في بلاد الرافدين”.
إذاعة البيان
تردد الإذاعة 92.5 FM في الموصل، وهي أول إذاعة محلية تابعة لـ”تنظيم الدولة”، تبث من مدينة الموصل بمعدل بث يمتد إلى تسع ساعات يوميًا.
تأسست الإذاعة بعد سيطرة التنظيم على مدينة الموصل واستحواذها على مباني وأدوات إذاعات محلية، وتعتبر إحدى القنوات الرئيسية لقرارات التنظيم في المدينة.
يقول سكان محليون في مدينة الموصل إن غالبية السكان يتابعونها لأنها تتضمن القرارات والتعليمات التي يصدرها التنظيم.
يتضمن بث الإذاعة أخبارًا عن عناصر التنظيم العسكرية في باقي المدن في العراق وسوريا، فضلاً عن خطب لأبرز قادة التنظيم بينهم المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني.
استخدم التنظيم إذاعة “لبيان” في مباركة الهجوم الذي طال صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية في باريس، ووصف منفذي الحدث بالجهاديين الأبطال الذين قتلوا اثني عشر صحفيًا، وأنهم قد نصروا بهذا سيدنا محمدًا لأن الصحيفة تتعرض للرسول منذ عام 2003 وتسخر من الإسلام وشخصياته العظيمة.
وغالبًا ما يتعذر الحصول على إحصاء دقيق ومحدد لعديد الماكينات الإعلامية على مواقع الانترنت التابعة لـ”تنظيم الدولة”، لأنها تحت الرصد والإغلاق من قبل “التحالف الدولي” وبالتنسيق مع شركات عالمية مثل “جوجل” و”يوتيوب” و”تويتر” و”فيس بوك”، وغيرها، حيث يلاحظ على سبيل المثال اختفاء مقاطع فيديو يبثها التنظيم عن عمليات الإعدام التي يرتكبها بعد دقائق من بثها على موقع “يوتيوب”.