أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن الإمارات لديها جيش صغير من الجنود المرتزقة في صفوفها، وتقوم بإرسالهم إلى اليمن.
وقالت الصحيفة: وفقًا لشهادة العديد من أولئك الذين شاركوا في بناء هذا الجيش، فإن التواجد باليمن يعد أول انتشار للجيش الذي كونته الإمارات في هدوء خلال الخمس سنوات الماضية ، وفي البداية كان البرنامج تحت رعاية الأميركي “إيرك برنس” مؤسس شركة “بلاك ووتر” العالمية، وبعد ذلك تولت إدارته الحكومة الإماراتية.
ونقلت الصحيفة عن “ماك فيت”، مؤلف كتاب “المرتزقة الجدد”، القول: “تجنيد المرتزقة الآن خيار جذاب للدول الغنية التي تريد أن تشن حربًا، وليس لدى مواطنيها رغبة في الخدمة العسكرية، ويضيف “ماك” “صناعة الجيوش الخاصة أصبحت اتجاهًا عالميًا الآن، وقامت الولايات المتحدة بشرعنة الصناعة بالاعتماد على المرتزقة في العراق وأفغانستان على مدار عقد من الحروب”.
وأضافت الصحيفة، أن الجنود الكولومبيون الموجودون الآن في اليمن تم انتقاؤهم من لواء مكون من 1800 جندي أميركي لاتيني، وتم إيقاظهم في منتصف الليل خلال الشهر الماضي لنشرهم في اليمن ومنحتهم الإمارات رتبًا عسكرية وشارات أسماء خاصة بالجيش الإماراتي، والجنود الذين لم يتم نقلهم بعد إلى اليمن يتدربون الآن على قاذفات القنابل، والعربات المصفحة المستخدمة من قبل الجيش الإماراتي في اليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإماراتيين قرروا الاستعانة بالمرتزقة الكولومبيين نظرًا لإثباتهم كفاءة في حرب العصابات، ولأنهم قضو عقود في الحرب الأهلية الدئرة في صفوف الجيش الكولومبي الثوري.
وتابعت: المهمة المحددة لهذه القوات في اليمن غير معروفة، وسيضافون إلى الجنود السودانيين الذين جندتهم السعودية للحرب كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين.
وكشفت الصحيفة عن مقتل العشرات من الجنود الإماراتيين منذ وصولهم إلى جنوب اليمن في أغسطس، أودى هجوم صاروخي واحد بحياة 45 جنديًا إماراتيًا، بالإضافة إلى العديد من الجنود البحرينيين والسعوديين.
ولفتت “تايمز” إلى أن المهمة الأصلية لهذه القوات كانت مهام داخلية مثل حراسة خطوط الأنابيب والمنشآت الحساسة الأخرى المعرضة للتخريب، وأخبرت هذه القوات أنها قد يتم نشرها في يوم من الأيام خارج البلاد، وحتى نشرها في اليمن كانت المهمة الخارجية الوحيدة التي أوكلت إليها وهي حراسة السفن التجارية.
واستطردت الصحيفة: أنفق الإماراتيون ملايين الدولارات لشراء معدات عسكرية للوحدة، ونادرًا ما يزورها مسؤولون إماراتيون، مشيرة إلى تقاضي الفرد المرتزق ما بين 20.000 إلى 30.000 دولار شهريًا، مقارنة بـ400 دولار سيتقاضاها حال بقائه في كولومبيا، وفي حال سفرهم إلى اليمن سيتقاضى الفرد منهم 1000 دولار إضافي أسبوعيًا.
وأوضحت الصحيفة أن المئات من الكولومبيين تم تدريبهم في الإمارات منذ بداية المشروع في 2010، وحاولت الحكومة الكولومبية مرة واحدة التوصل إلى اتفاق لوقف تدفقهم إلى الخليج العربي، وعقدت لقاءً مع الإماراتيين دون أي اتفاق.
ويشير “ماك” أن إلى الهجرة المستمرة للمرتزقة الكولومبيين إلى الخليج العربي قد خلقت عجزًا شديدًا في الجنود في بلدان أميركا الجنوبية في الوقت الذي تحتاج فيه هذه البلدان إلى جنود في حربها ضد تجارة المخدرات”.