شهد شهر نوفمبر الجاري تزايدت حالات القتل داخل أقسام الشرطة في مصر، نتيجة التعذيب البدني للمحتجزين، سواء على خلفيات سياسية أم جنائية.
وتم تسجيل ست حالات وفاة جراء التعذيب البدني خلال شهر نوفمبر بعد ساعات من الاحتجاز داخل أقسام الشرطة في عدد من محافظات الجمهورية.
وأحدث هذه الحالات حالة طلعت الرشيدي، الذي مات تحت التعذيب في قسم شرطة الأقصر، وعفيفي حسن، الطبيب الصيدلاني الذي مات تحت التعذيب في قسم شرطة الإسماعيلية.
مظاهرات حاشدة ضد الداخلية
وشهد أمس مظاهرات حاشدة ضد وزارة الداخلية حيث تواصلت السبت المظاهرات الاحتجاجية المنددة بوقائع التعذيب في عدة محافظات؛ ونظم أهالي طبيب الإسماعيلية، الذي قتل بعد اعتقاله بوقت قصير، مسيرة احتجاجية كبيرة بعد انتهاء جنازته، وطالبوا بالقصاص ممن قتلوا الطبيب، كما طالبوا بتطهير الداخلية، ورددوا هتافات ضد الشرطة من بينها “الداخلية بلطجية”.
وكان المئات قد نظموا مظاهرات احتجاجية في الأقصر، جابت شوارع المدينة؛ تنديدا بمقتل أحد المواطنين داخل قسم الشرطة الثلاثاء الماضي، وطالبوا بمعاقبة المتورطين في تلك الجريمة.
وتداول نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي أمس صورا لمواطن تعرض للاعتداء وسرقة أمواله على يد الشرطة أثناء تفتيشه في أحد الكمائن بمنطقة عين شمس بالقاهرة.
ويرقد المجني عليه داخل أحد المستشفيات في حالة خطرة؛ بسبب الإصابات التي تعرض لها.
غضب مؤيدي الانقلاب
من جانبه، قال الناشط الحقوقي نجاد البرعي: إن عبد الفتاح السيسي هو المسؤول عن جرائم التعذيب التي تحدث داخل أماكن الاحتجاز؛ لأنه لا يتصدى لها، مضيفا أنه لو افتتح السيسي ألف مشروع سيظل تعذيب مواطن واحد جريمة هو مسؤول عنها.
وتابع البرعي عبر “تويتر” بأن “التعذيب بقى إدمان عند بعض رجال الشرطة، رافعين شعار (هتتعذب يعني هتتعذب)”.
كما قال الإعلامي يوسف الحسيني ـالمؤيد للسلطة الحاليةـ إن انتهاكات الشرطة أصبح لا يمكن التغاضي عنها؛ لأن من يتحمل النتيجة في النهاية سيكون عبد الفتاح السيسي.
أما المحامي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ناصر أمين، فرأى أن التعذيب داخل السجون وأقسام الشرطة أصبح سياسة ممنهجة في مصر.
وأضاف عبر “تويتر” قائلا: “ارتكاب جرائم التعذيب على هذا النحو من التكرار الزمني والجغرافي داخل أماكن الاحتجاز وأثناء البحث الجنائي يجعل تلك الأفعال ممنهجة”.
#الداخلية_كلاب_سعرانة يتصدر تويتر
ودشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج بعنوان #الداخلية_كلاب_سعرانة تصدر قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولا في مصر.
وكتب آلاف النشطاء تعليقات مناهضة للداخلية، تذكر بقائمة الاعتداءات التي ارتكبتها الشرطة ضد الشعب منذ ثورة يناير وحتى الآن.
في هذا الإطار، يشير “مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف” في توثيقه الأخير لحوادث التعذيب في مصر، إلى أنّ العام الأول من تولي عبد الفتاح السيسي الحكم بلغ إجمالي انتهاكات الشرطة ضد المواطنين، فيه 289 حالة تعذيب، و272 حالة وفاة، و119 حالة اختفاء قسري، و97 حالة إهمال طبي، و63 حالة إصابة نتيجة إطلاق نار في الشارع، و27 حالة تعذيب جماعي، و27 حالة ضرب، و16 حالة اعتداء جنسي، و15 حالة اعتقال رهائن، و10 حالات إهمال طبي لإصابات نتجت عن التعذيب، و8 حالات تحرش جنسي، و7 حالات تنفيذ أحكام إعدام، و3 حالات احتجاز أهالٍ أثناء زيارة السجون، وحالتا اعتقال ثم وفاة.