استنكر الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ما يتعرض له المعتقلون داخل سجن العقرب، وما يعانونه من عذابات الجوع والبرد بلا غطاء كافٍ في الشتاء القارس.
وقال “فرجاني” -عبر منشور له على “فيس بوك”-: لا مناص من أن نقارن بين ما يعانيه معتقلو العقرب وبين الحياة المرفهة التي وفرها رءوس الحكم العسكري الراهن لسادتهم من عائلة المخلوع اللامبارك الأول، والذي ذهبت تقارير إلى أنهم قضوا مدد سجنهم إما في منتجعات فاخرة أو في قصورهم الفارهة، بينما كانت حكومة اللامبارك الثاني ووزارة القتل والتعذيب تعمى على الحقيقة بأخبار مكذوبة عن ظروف سجنهم يذيعها إعلام العهر لخداع بسطاء العامة”.
وأضاف “لو كان في مصر وزارة، ووزيرة للتضامن الاجتماعي، تستحقان التسمية لأرسلت لجميع مساجين مصر ملابس وأغطية تحميهم من برد الشتاء، بدلًا من تبديد أموال شعب مصر في التفاهة ولاقتراف مزيد من الظلم”.
وتابع: “ولو كان في مصر مجلس نيابي قوامه نواب جديرون بالاحترام لدشنوا العمل النيابي باستجواب لوزير القتل والتعذيب هو وأعوانه الأراذل على الجرائم التي يرتكبونها في حق مصريين يدفعون رواتبهم وميزاتهم الباذخة من حر مالهم. ولو كنت عضوًا به لطلبت بعزل رئيس السلطة التنفيذية والحكم العسكري الباغي”.
وأعرب “فرجاني” عن حزنه على ما توارد من أنباء “معاناة محمد سعد الكتاتني أستاذ الجامعة المهذب ورئيس مجلس الشعب السابق، وهو المنصب الثاني الأسمى دستوريًا في مصر، وشكوى أم مكلومة من معاناة فلذة كبدها الشاب الذي أسمته “الخلوق” الذي يضطر لأكل قشر البرتقال الجاف بعد منع الزيارات عنه وافتقاده الأكل الآدمي”.
وأردف: “قبل اتهامي بالانتماء للإخوان يسرني الدفاع عن الكتاتني وهو على هذه الحال، بين أيدي العسكر الذين كانوا يقدمون له التحية العسكرية حينما كان رئيسًا لمجلس الشعب”.
وختم “فرجاني”: “سلب الحرية جورًا وقهرًا جريمة، وإساءة المعاملة في مقار الاحتجاز والسجون من شيم الأنذال الذين يتجبرون على الضعيف من موقع القوة الغاشمة مدفوعين بخسة منحطة”، مؤكدًا أن كل ذلك يتحمله رأس الحكم العسكري والمشرعين لقوانين الشعب، والقضاة “المنحرفين عن العدل والإنصاف”، على حد وصفه.