“قف علي ناصية الحلم وقاتل ” شعار اتخذه أيهم أحمد في رحلة تحقيق حلمه في الوصول للعالمية في العزف علي البيانو، حيث كانت رحلة مليئة بالمآسي والألام ، بدأها الشاب الفلسطيني السوري البالغ من العمر 27 عامًا من مخيم اليرموك (جنوب العاصمة السورية )، حيث أراد أن يمتهن العزف الكلاسيكي علي البيانو ولم يجد بدا من العزف في الشارع، عسى أن يحقق حلمه.
واشتد الحصار على مخيم اليرموك الذي ضم ما يقارب 300 ألف لاجئ في بداية عام 2013، وعاني كثيرا من القصف والقتل والتشريد، فيما حاول “أيهم” أن يلفت أنظار ومسامع العالم لما يتعرض له السوريون بالموسيقي بعد أن أدار العالم آذانه الصماء لهم.
بدأ أيهم العزف علي البيانو في الشوارع المدمرة والبيوت المهدمة حتي تجمع الاطفال حوله بالغناء ، حتي أصبح مشهدا مألوفا، وعرف أيهم بعازف البيانو بفرقته الصغيرة من الاطفال، وكان من أشهر أعضائها الطفلة “زينب” التي قتلت لاحقا بطلقة رصاص في رأسها علي يد قناص.
بدأت شهرة فرقة اليرموك في العالم العربي بأغنية “اليرموك بحبك يا خيا” حيث صورت في شوارع اليرموك المهدمة، وعن الصعوبات التي تعرض لها يقول أيهم: “البيانو يزن 400 كيلوغرام تقريباً، ولطالما احتجت مساعدة لنقله، حيث طرحت الفكرة في بداية الحصار على عدد من الشبان وعندما وافقوا على مساعدتي بنقل تلك القطعة الموسيقية الكبيرة، قررت عندها التمسك بفكرتي والعزف”.
واستطاع “أيهم” بالرغم من الامكانيات الضعيفة المتوفرة تكوين آلته الموسيقية عن طريق العزف على الكيبورد والاستعانة بعجلة شحن البطاريات للحصول على الطاقة الكهربائية اللازمة، وهي تكفي لعزف ثلاثة أو أربع أغنيات.
ولم تكن فكرة الرحيل من سوريا مطروحة لدي أيهم ، لكن بعد دخول ما يعرف بـ”تنظيم الدولة” لسوريا وحرقهم لآلاته الموسيقية واعتقاله لبضع ساعات، قرر الرحيل بزوجته وطفليه إلى اوروبا عسى أن يجد هناك متنفسه، لكنه لم يسلم من الاعتقال مرات عدة ووجدها رحلة رحيل خطيرة، فقرر اعادة زوجته وطفليه الي سوريا واستكمال الرحلة وحيدا لحين استقراره، وهو ما يستعد له حاليا.
ووصل “أيهم” بعد رحلة خطرة إلى ألمانيا وبدأ بالعزف مع كبار الموسيقين حتي ذاع صيته، وتكريماً لجهوده، فاز أيهم أحمد بجائزة بيتهوفن الدولية لحقوق الإنسان والسلام وتمّ تسليمه الجائزة خلال أمسية موسيقية بقاعة الموسيقى في بون حيث أدى مجموعة من “أغاني اليرموك” بالمشاركة مع موسيقيين سوريين مشهورين مثل كنان عظمة وإبراهيم كيفو. وكان ذلك مساء يوم الجمعة 18 ديسمبر.
وأثناء مراسم الاحتفال أكد تورستون شرايبر، أحد القائمين على جائزة بيتهوفن الدولية، وهي جائزة ثقافية تمنح منذ القرن التاسع عشر للموسيقيين المدافعين عن حقوق الإنسان والسلام والحرية، وللمناهضين للحروب، أنه “إضافة إلى موسيقى بيتهوفن أريد أن ألقي الضوء على بعض من مبادئه (الموسيقار) التي تتلخص بـعدة نقاط: أن يقوم المرء بفعل الخير إن استطاع، وأن يحب الحرية فوق كل شيء آخر وألا ينكر الحقيقة حتى وإن اضطر لمواجهة الموت في سبيل ذلك”.