عادة ما يؤكد الحكام العرب أن سبب بقائهم في الحكم هو التأييد الشعبي الكبير لهم، وإذا أراد الشعب رحيلهم فأنهم سيفعلون ذلك دون تردد، دون أن يعلنو علي الطريقة التي يرفضهم الشعب بها في ظل اعتقال أي معارض سياسي لهم.
وأثار تصريح عبد الفتاح السيسي الذي أعلن فيه أنه إذا أراد الشعب المصري كلة رحيله فسوف يرحل؛ موجة من التعليقات علي مواقع التواصل الإجتماعي التي سخرت من تصريحات السيسي، في ظل قمعة واعتقالة لكل معارض له.
وقال “السيسي”، في خطاب له، الثلاثاء الماضي، بمناسبة احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف، إن “الكرامة الوطنية والأخلاقية والإنسانية لا تسمح له أن يبقى ثانية واحدة ضد إرادة الشعب”، ولكنه في الوقت نفسه اشترط للتخلي عن السلطة أن يطالب بذلك الشعب المصري كله.
وحذر السيسي منتقديه من المطالبة بثورة جديدة من شأنها أن “تضيع البلد وتدمره”، مؤكدًا أنه وصل إلى الحكم “بإرادة الشعب واختياره ولم يأت بالقوة”، وأضاف “باسمع دعوات بعمل ثورة جديدة. ليه؟ إنت عايز تضيعها (مصر) ليه؟ أنا جيت بإرادتكم وباختياركم مش غصب عنكم أبدًا”.
ودشن النشطاء هاشتاجًا على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” حمل اسم #ارحل_ياسيسي، شارك فيه الآلاف من النشطاء، كما طلب النشطاء من السيسي إظهار الطريقة التي يعبر بها الشعب عن رفضه له في ظل اعتقاله للمعارضين، ومنعه للتظاهر.
مبارك قبل السيسي
وسبق تصريح السيسي تصريح الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ حيث قال المخلوع مبارك، خلال حوار له عام 2005، إنه إذا أرد الشعب المصري رحيله فسيرحل فورًا، مشيرًا إلى أن الشعب المصري هو من جاء به رئيسًا وهو من يقرر استمراره أو رحيله.
بشار الأسد
ولم تختلف تصريحات بشار الأسد الرئيس السوري عن السيسي ومبارك؛ حيث أكد أن الشعب السوري يؤيده وأنه إذا أراد رحيله فسوف يرحل فورًا، رغم ما شهدته سوريا من حرب وتدمير وإبادة من أجل استمراره في السلطة.
وحول استمراره في السلطة، قال الرئيس السوري -خلال مقابلة تليفزيونية مع قناة “فرانس 2” الفرنسية: “هذا لا يهمني فإذا أراد الشعب أن أرحل سأفعل على الفور، فلن يستطيع رئيس أن يحكم دون دعم شعبه”؛ متابعًا: “فالشعب لم يكن ليساند الجيش إذا كان لا يؤيدني، وبالتالي لم نكن لنصمد طيلة أربعة أعوام”.
وهناك الكثير من الرؤساء العرب الذين أكدوا على تصريحات السيسي ورحلوا بثورات شعبية مثل الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين والرئيس اليمني علي عبدالله صالح.
الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي
فقبل الثورة ضد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، تم انتخابه مجددًا رئيسًا لفترة رئاسية جديدة؛ حيث أكد -في خطاب له بعد انتخابه- أن الشعب التونسي هو من اختاره وهو من يقرر رحيله.
ووجه “بن علي” رسالة شديدة اللهجة إلى المعارضة قائلًا: “في الوقت الذي يعيش فيه الشعب التونسي غمرة الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية في بهجة منقطعة النظير توجد قلة من التونسيين الذين لا يتورعون في هذا الوقت بالذات عن الالتجاء إلى الخارج للاستقواء بأطراف أجنبية وشحنها ضد بلادهم والتشكيك في انجازاتها ومكاسبها.”
وأضاف “إن إرادة شعبنا فوق كل إرادة وأن الاحتكام لصناديق الاقتراع والقبول بنتائجها من جوهر الممارسة الديمقراطية فتونس دولة القانون والمؤسسات ولن نسمح بأي تجاوز أو تدليس أو تزييف لإرادة الشعب.. وفي المقابل فإن القانون سيطبق بالحزم نفسه كذلك ضد كل من يتهم أو يشكك في نزاهة العملية الانتخابية دون إثبات وبراهين.”
