شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مين طفى النور ؟!

مين طفى النور ؟!
بعد انقلاب 30 يونيو المجيد .. لا أعاده الله علينا .. تبادلت القوى التى اشتركت فى ثورة يناير الاتهامات .. فالقوى الليبرالية ترى أن القوى الاسلامية وفى القلب منها الاخوان هم من حملوا كل أسباب الفشل التى أفضت لهذه الفوضى

بعد انقلاب 30 يونيو المجيد .. لا أعاده الله علينا .. تبادلت القوى التى اشتركت فى ثورة يناير الاتهامات .. فالقوى الليبرالية ترى أن القوى الاسلامية وفى القلب منها الاخوان هم من حملوا كل أسباب الفشل التى أفضت لهذه الفوضى وهذا الانهيار .. ومازالوا فى كل مناسبة يكررون نفس الاتهامات .. فالاخوان أرادوا أسلمة الدولة وكأنها كانت علمانية بالأساس .. والاخوان كانوا يعملون لصالح الجماعة كما لو ان القوى المدنية كانت تعمل للصالح العام .. مرسي كان يتلقى أوامره من المرشد بالرغم من ان الرجل استقال من الحزب والجماعة عند ترشحه للرئاسة .. الاخوان يحلمون بالخلافة الاسلامية .. مع أن القوى المدنية كانت تحلم احلام يقظة بالانضمام لذيل الخلافة العلمانية فى العالم .. الاخوان سيخلطون السياسة بالدين .. وأنتم ستنزعون الدين من الدين .. الاخوان ليس لهم مشروع واضح .. ونحن ما رأينا لكم مشروعا واضحا ولا غير واضح .. الاخوان يضعون أيديهم فى أيدى العسكر .. حسنا وأين كانت أيديكم فى نفس الوقت .. ان مرسي لا يتحدث بشفافية فى خطابه .. بلى تحدث ولكنكم لم تنصتوا لتفهموا .. كان برنامج باسم يوسف أمتع فى المشاهدة من أى خطبة كان يلقيها هو .. لماذا لم يترك مرسي الحكم طالما هو لا يستطيع أن يدير .. هل يلام الرجل على خوفه من أن يستغلها العسكر فرصة ذهبية ليسطو على مقاليد الحكم ثانية ؟؟! .. الاخوان يريدون أن يسيطروا على مفاصل الدولة .. وماذا فعلتم أنتم لتمنعوهم بالديمقراطية .. هل احتشدتم ونظمتم انفسكم فى الوقت الذى تم شحن العالم فيه ضدهم واكتسحتم البرلمان وكونتم حكومة واخترتم رئيسها ثم عدلتم الدستور ؟!! أبدا .. أنتم سلكتم الطريق السهل وهدمتم المعبد على رأس الجميع …
تشعر القوى الاسلامية بالرضا الكامل حين تقرأ هذا الشق من الاتهام للقوى المدنية التى ارتكبت خطيئة الانقلاب برضا كامل وبعلم مسبق بما سيحدث بعده من قتل وترويع واعتقالات بالجملة ..
ولكن مهلا أعزائى .. لم أكمل بعد ..
فأنا أعتبر أن أهم الأسباب التى أسقطت أول رئيس منتخب لم تكن القوى المدنية ولم يكن الجيش بقدر ما كانت الأسباب نابعة من قلب التيار المؤيد للشرعية نفسه 
وكما أقول دوما فإسرائيل على سبيل المثال سرطان خبيث نعم ولكن اللوم لا يقع عليها .. بل يقع على هذا الجسد الضخم المترهل الذى ترتع فيه ..
لم تسقط الدولة العثمانية حتى فى أضعف حالاتها إلا بعد أن أصابها الوهن من الداخل وكثرت فيها الصراعات ..
قبل الانقلاب .. تعاملت القوى الاسلامية والمدنية المؤيدة للشرعية وكأن الأمر قد استتب لثورة يناير .. تعاملوا معها بأريحية عجيبة فى وقت عصيب .. فكل وضع نفسه موضع الفقيه الدستورى والداهية الاستراتيجى و الخبير المثمن والمصفى القضائى .. كل يدلى بدلوه من وجهة نظره ويتصنع الحيادية حتى لا يتهم زورا وبهتانا بأنه اخوان أو انه يؤيدهم أو أنه يريد منهم منصبا أو أنه فى غير وعيه قال لهم (صباح الخير) .. وتعالت الانتقادات وبدلا من أن يكونوا حائط صد يحمى هذا الكيان الوليد من العواصف .. فتحوا فى هذا الجدار ألف باب .. 
هم أول من اتهم مرسي بالضعف والفشل ولسان حالهم (آدى الله وآدى حكمته هنعمل ايه بس) .. تكرر ذلك عندما تم حل مجلس الشعب وعندما تم حل اللجنة الأولى للدستور وعندما أصدر اعلانه الدستورى وألغاه … وأعجب اعتراضاتهم كانت عندما شاركوا القوى المدنية فى انتقاد تعيينه نائبا عاما جديدا !!!
فأصبح الرجل فى وضع لا يحسد عليه .. فهو بين المطرقة والسندان .. لا ظهير يحميه ولا معارضة تسير حسب قواعد ديمقراطية سليمة وهو يعلم حق العلم أن هناك مخططا قد حيك بالفعل للانقلاب عليه .. وإليكم عناصر الهدم الداخلى ..
اخواننا من مؤيدى الشيخ حازم أبو اسماعيل على الرغم من انصياعهم لأوامره بعدم الخروج ضد الرئيس الشرعى للبلاد .. فبقصد أو دون قصد روجوا لفشله كقائد فى ظل رغبتهم فى ان ينصاع رئيس الجمهورية لرأى شيخهم السديد الأوحد من وجهة نظرهم ..
وحزب النور الذى مثل طعنة فى ظهر الثورة بترويجه لفكرة أن مرسي لا يطبق شرع الله .. ولو كان يطبقه لنصره الله نصرا عزيزا مؤزرا .. وأنه يريد أن يوالى الشيعة وأنه يوالى الكفار .. وأنه وأنه وأنه …
كما أن حزب الرجل كان كمن أراد أن (يكحلها فعماها) بخروج قياديي الحزب بحزمة من التصريحات غريبة الشأن والتوقيت كانت بالنسبة لمعارضى النظام كوليمة لكل مفترس و جارح ..
وكان هناك ابناء الفكر الجهادى الذين كانوا لا يرون الا مبدأ القوة كحل لكل تجاوز من الطرف المعارض ولكنهم حتى الآن لم يصفوا لنا خطوات مرتبة نفهم منها كيف نستخدم القوة والى أين ستفضى .. ومن سيقتل من ؟؟ 
باإضافة إلى المدنيون المؤيدون لشرعية مرسي واستمراره رغم فشله كما يرون .. فكل منهم أدلى بدلوه ونظرياته ورؤيته الثاقبة دون علم ببواطن الامور .. فما يعرض علينا فى وسائل الاعلام ماهو الا قشور قياسا لما يدور فى المطبخ السياسي ..
ولا ننسى هنا دور بعض شيوخ السلفية المؤثرين فى قطاع عريض من الشعب يعتبرون كل كلمة منهم وحيا .. فمنهم من أطلق فتواه دون ادراك كامل لخلفيات المشهد ولذلك لم تلامس هذه الفتاوى فقه الواقع .. فتركت هذه الفتاوى فى نفوس محبيهم انتقاصا لذلك المرسي الذى لا يلتزم بالأصول الفقهية المنجية من المهالك 
ثم فى النهاية أعضاء مؤسسة الرئاسة الذين استقالوا واحدا تلو الآخر اعتراضا وشجبا لقرارات رئيسهم فهو لم ينفذ آرائهم بل ولم يخبرهم بما يدور فى رأسه .. ولم يخبرونا هم أيضا .. ترى من منهم كان يجب أن ينفذ رأيه ويستجيب إليه ؟؟ وهل كانوا على علم بكل بواطن الأمور التى يعلمها هو ؟؟؟
تعامل الطرف المؤيد لشرعية أول رئيس منتخب باستهانة بالظروف التى كانت تمر بها أول تجربة ديمقراطية .. 
بلى .. اشترك الطرفان فى الكارثة .. لا أضع هنا الجميع فى سلة واحدة .. فأخطاء تيار لا تساوى خطايا تيار آخر .. 
ولكنى أريد أن يضع كل منا نفسه أمام أخطائه حتى لا نكررها إن أراد الله لنا نجاة من هذا الاعصار .. فها نحن مازلنا نختلف ونتشاكس ونتناحر حول كيف ولماذا وماذا كان سيحدث لو .. 
هل رأيتم كيف تعاضد التيار الرافض لشرعية مرسي .. التحموا الليبرالى والاشتراكى والعلمانى والاسلامى .. اليهودى المسيحى والشيعى والمسلم بل والملحد .. الفلولى والثورى والعسكرى والشرطى والقضائى والاعلامى .. وحدوا هدفهم ووقفوا جبهة واحدة .. 
هم ليسوا بتلك القوة التى يحبون أن يظهروها لنا .. لكنهم يملكون  جلد الباطل .. ليتنا نملك نحن جلد الحق ..
نعيد فشلنا كل يوم باستمتاع عجيب حين ننتقد آداء التحالف الشرعى أو آداء الاخوان فى محاولاتهم لدحر الانقلاب ..
الجميع يتحدث عن ضعفهم ويتندر بسلميتهم وكما أيام مرسي لا أجد من يمنحنا ذاك الحل السحرى الذى غفل عنه هؤلاء طوال الفترة الماضية !!!
وعلى عكس ما يروج .. أرى أن التحالف نجح بالفعل .. ربما ليس فى دحر الانقلاب ولكن على الأقل فى بلبلته المستمرة فهو لا يستطيع أن يشعر باستقرار .. وفى تعثره فى كل محاولة لاظهار فتوته .. قاموا بعمل اعتصامات .. خرجوا فى مسيرات حتى وقتنا الراهن .. يحاولون على المستوى الدولى وان كانوا هم يعلمون قبلنا أن هذا العالم لا يستمع الا لمصالحه ..
نعيد فشلنا عندما يجلس كل منا على أريكته ينتقد آداء من يديرون جماعة الاخوان المسلمين بالرغم من أنه ليس عضوا فيها !!! ولا يدرى كيف يسيرون أمورهم بداخلها .. نتلقى الاشاعات بنفس درجة الخفة التى كنا نتلقى بها اشاعات مماثلة أيام حكم مرسي .. نتعامل بنفس أسلوب الهدم كالسابق .. لا نصيحة هادئة .. لا صبر .. لا حرص على الحفاظ عليها كآخر خط دفاع متماسك عن الشرعية ..
ألا يمكن أن نهدأ قليلا .. ألا يمكن أن نتقبل بعضنا البعض فى سبيل هدف أسمى .. ألا يمكن أن ترتقى حواراتنا ويكون الغرض منها الوصول الى حلول لا مجرد العبث بكلام لا يقدم بل يؤخر؟؟؟
اللهم أفرغ علينا صبرا .. و لله الأمر من قبل ومن بعد .



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023